تكوينات مليحة الجيولوجية.. قصة الأرض والإنسان

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

* تجربة متكاملة للزوار تمزج بين المغامرة والتعليم

في صحراء الشارقة، تتمازج الرمال مع تكوينات صخرية شاهدة على عصور بعيدة، لتصنع لوحة طبيعية تأسر الباحثين وعشاق المغامرة على حدٍ سواء.


في مليحة، يجد الزائر نفسه أمام موقع يروي قصة الأرض والإنسان معاً، إذ تختلط الحكايات القديمة برؤية حديثة للسياحة والتعليم والاستدامة.


تحتفظ مليحة بتكوينات جيولوجية متفردة كشفت عن حفريات بحرية نادرة توثق حقبة كان فيها المكان جزءاً من بحر قديم غمر المنطقة قبل ملايين السنين. هذه الطبقات الصخرية لا تكشف فقط عن أسرار الطبيعة، بل تقترن أيضاً بمكتشفات أثرية تعود إلى أكثر من 210 آلاف سنة، من أدوات حجرية ومستوطنات بدائية، تعكس بدايات الإنسان الأولى في المنطقة.


ويؤكد عمر جاسم آل علي، مدير مليحة والمشاريع الاستراتيجية في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): «كان الهدف من إنشاء منتزه مليحة الوطني صون الموارد الطبيعية والإرث التاريخي للإمارات، والحفاظ عليها للأجيال القادمة ضمن إطار رؤية شاملة للاستدامة. ومنذ العام 2016 عند إطلاقنا لمشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية متمثلاً اليوم بمركز الزوار، التزمنا بأن تكون مبادئ السياحة البيئية محوراً رئيسياً في جميع مبادراتنا. ومع اعتماد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صحراء مليحة محمية وطنية تحت مسمى منتزه مليحة الوطني، تجسدت رؤية الإمارة في الجمع بين حماية الطبيعة وتعزيز التنمية المستدامة. ويعكس ذلك التزام «شروق» بالحفاظ على البيئة والهوية الوطنية معاً».

جولات


إلى جانب قيمتها العلمية، تمنح مليحة زوارها تجربة متكاملة تمزج بين المغامرة والتعليم. ومن خلال برنامج «مغامرات مليحة»، يمكن للزوار المشاركة في جولات ومسارات استكشافية تعرّفهم إلى التكوينات الجيولوجية، والمكتشفات الأثرية بأسلوب شيق، مدعومة بعروض تفاعلية تسهّل استيعاب المعلومات العلمية. ويضطلع مركز مليحة للآثار بدور أساسي في تثقيف الأجيال عبر تنظيم ورش عمل ومعارض تستهدف الطلاب وتربط بين التراث والعلوم الحديثة.


ويقول أجمل حسن محمد، رئيس قسم العمليات وتطوير السياحة: «مليحة ليست مجرد موقع جيولوجي أو أثري، بل هي سجل حيّ يربط الماضي بالحاضر. لا نتحدث فقط عن صخور وحفريات، بل أيضاً عن أدلة حيّة تكشف كيف تغيرت البيئات وكيف تكيّفت المجتمعات عبر الزمن. الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية والثقافية يمثل مسؤولية كبيرة، ويجسد التزام الشارقة بمبادئ الاستدامة، فيما نواصل تطوير تجربة سياحية متكاملة تجعل من مليحة نموذجاً للتوازن بين حماية البيئة والتنمية السياحية المستدامة».

الأهمية البيئية


يمتد منتزه مليحة الوطني على مساحة 34.2 كيلومتر مربع، ويضم أكثر من مئة نوع من الكائنات الحية، من طيور وثدييات وزواحف وحشرات ونباتات محلية. ويُعد هذا التنوع البيئي الغني أحد أبرز عناصر قوة المنتزه، إذ يمثل موطناً طبيعياً فريداً في قلب الصحراء. وتلتزم إدارة المنتزه بحماية هذه الثروة من خلال لوائح صارمة تشمل منع الصيد وجمع الحفريات أو النباتات، والالتزام بالمسارات المحددة للحفاظ على الحياة البيئية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق