نجح الشاب الصيني لان تشانفي، البالغ من العمر 33 عاماً، في التحول من مراهق مدمن على الإنترنت ومنحدر من أسرة مثقلة بالديون، إلى أحد أبرز المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين، جامعاً 25 مليون متابع ومُلقباً بـ«الرجل الأكثر حرية على الإنترنت» و«سفير الحرية».

وتصدر لان تشانفي عناوين الأخبار في 22 سبتمبر/ أيلول الماضي بعد أن صرح خلال بث مباشر أنه قادر على تحقيق دخل سنوي يصل إلى 100 مليون يوان (نحو 14 مليون دولار).

نشأ لان تشانفي في أسرة فقيرة بمدينة لوودينغ بمقاطعة قوانغدونغ، حيث فقد والده بنوبة قلبية خلال دراسته الثانوية، وتدهورت صحة والدته النفسية بعد وفاته. ومع تراكم الديون، فكر لان تشانفي في الانتحار، لكنه اتجه إلى العمل اليدوي بمواقع البناء نهاراً وغسل الصحون ليلاً في مطعم.

وتحول لاحقاً إلى لاعب محترف في الرياضات الإلكترونية بمساعدة أحد الأصدقاء، قبل أن يتخلى عن هذا المجال بسبب شدة المنافسة، واتجه بعد ذلك إلى بث الألعاب، وحقق شهرة كبيرة عندما تجاوز عدد متابعيه مليوني مشترك.

في عام 2023، وبعد خلاف مع خطيبته، قرر بيع سيارته والانطلاق في رحلة سفر حول العالم، نشر خلالها 300 مقطع فيديو على وسائل التواصل، حصدت 150 مليون إعجاب، بينها فيديو لرحلته إلى القارة القطبية الجنوبية الذي نال وحده 9 ملايين إعجاب.

تتميز محتويات تشانفي كونها واقعية، عفوية، وبسيطة في اللغة والأسلوب، ما جعله قريباً من قلوب متابعيه، الذين يرون فيه «صديقاً يسافر نيابةً عنهم».

ورغم أسلوبه المتواضع وملابسه البسيطة، أثار نمط حياته فضول الجمهور، خاصة بعد كشفه عن إنفاقه مليوني يوان على السفر، ما أثار تساؤلات حول ثروته الفعلية.

تشانفي، الذي تحول من مراهق محبط إلى رمز للحرية والتغلب على التحديات، يُعتبر اليوم مثالاً على كيف يمكن للإصرار والشغف أن يغيرا حياة إنسان بالكامل.