نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يتحدى فقدان يده بالعزف.. «أبوعيدة»: بحاول أنسى الحرب في غزة, اليوم الخميس 31 أكتوبر 2024 07:38 مساءً
بيد مبتورة وملامح طفولية وابتسامة صمود وجسد حفرت عليه الحرب آثارها المدمرة، يقف محمد أبوعيدة، 14 عاماً، ممسكاً بآلة «الكمانجة» الموسيقية بيده السليمة، بينما يقوم بتثبيت العصا التى يتم العزف بها على الأوتار داخل قميصه الذى يقوم بتحريكه بشكل يحاكى حركة الأطراف ليصدر أخيراً الصوت الذى يطرب أذن الطفل الغزّى، بعدما أصابته إحدى غارات سلاح الجو الإسرائيلى ليغوص تحت أنقاض منزله رفقة عدد من أفراد أسرته، شمال غزة، بعد شهر من عدوان الاحتلال، وتحديداً مطلع نوفمبر الماضى، قبل أن يتم استخراجه بعد ساعات من الاستهداف، ليمكث فى مستشفى الشفاء 60 يوماً انتهت ببتر ذراعه، لينضم بذلك إلى مصابى العدوان بإعاقات دائمة.
«أبوعيدة»، يقول إنه على الرغم من حزنه لفقد إحدى يديه فإنه لا يخفى سعادته بتمكنه من العزف مجدداً لأن العزف على «الكمان»، التى أصبحت آلته المفضلة عقب الإصابة، تساعده على الخروج من أجواء الحرب: «تعلم الموسيقى جزء أساسى من حياتى قبل الحرب، وكان عندى ساعات محددة فى اليوم للعزف لدرجة إنى أصبحت متمكن من استخدام آلة العود لحد ماصرت محترف بعد شهور قليلة من التعلم».
ويحكى الطفل المصاب: «ولكن بعد ما بتر الدكاترة نص إيدى صارت فكرة العزف على آلة العود مستحيلة، لأنه مفيش أصابع تضرب على الأوتار ودخلت فى حالة من الحزن والاكتئاب وقتها لأنى كنت متخيل إن حلمى انتهى للأبد»، ورغم الإعاقة والألم.
ويتابع: «كل ما بسمع صوت الموسيقى اللى بعزفها بنسى إنى فقدت إيدى وإنها مبتورة، وبتذكر إنى قوى وقدرت غصب عن الاحتلال أكمل حياتى وموهبتى، لأنى كنت معتقد فى أول الإصابة إنى ماضلش عندى القدرة على ممارسة الشىء اللى بحبه».
وبعد مرور ما يزيد على عام على حرب الإبادة الإسرائيلية، لا تزال محاولات «أبوعيدة» مستمرة للتغلب على إصابته: «صحيح أنا سنى صغير وإصابتى مش بسيطة، إلا إنى تحديت نفسى وصار عندى إرادة قوية وهى اللى كانت سبب فى انتصارى على إعاقتى وقدرت أعمل أشياء كتير تخيلت أنها أصبحت مستحيلة، إضافة إلى الاعتماد على نفسى فى كثير من الأحيان فى مختلف تفاصيل الحياة اليومية رغم صعوبة الأمر»، بينما يأمل أن تنتهى الحرب فى أقرب وقت ليتمكن من السفر إلى الخارج لتركيب طرف صناعى.
0 تعليق