أكد مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات، أن الهيئة أنجزت بفضل توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والإشراف والمتابعة المباشرة لسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، بنية تحتية متكاملة من شبكة الطرق ومنظومة النقل الجماعي، عززت التنافسية العالمية لدبي، وارتقت بجودة الحياة في الإمارة، لتكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم.
أشاد بجهود فريق العمل من الموظفين والموظفات، والذي جسّد روح الفريق الواحد في تحويل الرؤى إلى إنجازات نوعية عززت ريادة دبي العالمية، وقال: «حرصت الهيئة منذ تأسيسها على استقطاب أفضل الكفاءات، وتمكينها عبر برامج تدريبية متقدمة، وشراكات مع مؤسسات أكاديمية عالمية لتأهيل قيادات شابة وكفاءات وطنية قادرة على مواصلة الإنجاز، ونفخر بوجود 400 مهندس وخبير، في مجالات عالية التخصصية مثل: القطارات، والأنظمة المرورية الذكية، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، وعلوم إدارة البيانات».
وأكد أن الهيئة تولي الموارد البشرية عناية خاصة، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن الاستثمار في الإنسان ركيزة أساسية لاستدامة التنمية، حيث أطلقت الكثير من البرامج لتأهيل القيادات الشابة من المواطنين، لتعزيز قدراتهم في استشراف المستقبل وابتكار الأدوات اللازمة لقيادة المرحلة المقبلة، حيث يجري ابتعاث وتدريب الشباب المواطنين في مجالات متعددة، منها تشغيل وصيانة القطارات، والحافلات، ووسائل التنقُّل ذاتي القيادة، والأنظمة المرورية الذكية، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات وغيرها.
جاء ذلك خلال الاحتفال الذي نظمته الهيئة بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها في فندق «جميرا بيتش»، بحضور المديرين التنفيذيين ومديري الإدارات والموظفين.
طرق ومواصلات
وأضاف الطاير: «بتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة، حفظها الله، استثمرت حكومة دبي 175 مليار درهم، لتطوير البنية التحتية لشبكة الطرق ومنظومة النقل في دبي، خلال العقدين الماضيين، وأنجزت تنفيذ مشاريع استراتيجية غيرت المشهد في الإمارة، أهمها مشروعا مترو وترام دبي، بطول 100 كيلومتر، وشبكة طرق هي الأفضل في العالم يزيد طولها على 25 ألف كيلومتر مسرب، تستوعب 3.5 مليون مركبة في اليوم الواحد، ومسارات الدراجات بطول 560 كيلومتراً، وارتفع عدد جسور وأنفاق المركبات من 129 عام 2006 إلى 1050 نهاية عام 2024.
وزاد عدد جسور وأنفاق المشاة من 26 فقط عام 2006 إلى 177 في 2024 (شاملة جسور وأنفاق المترو والترام)، ما عزز سهولة الحركة والتنقُّل المستدام، وكذلك توفير أسطول يضم 1300 حافلة مزودة بأحدث التقنيات والمواصفات العالمية، ومركبات أجرة وليموزين عددها 31 ألفاً. فضلاً عن 130 خدمة رقمية ذكية تتطوُّر باستمرار لتلبية احتياجات السكان والزوار. لأن التطوُّر الكبير في وسائل النقل الجماعي، أسهم في ارتفاع عدد الركاب من 220 مليوناً عام 2006، إلى 747 مليوناً عام 2024، بمعدل نحو مليوني راكب يومياً، حيث ارتفعت نسبة مساهمة رحلات النقل الجماعي في حركة تنقُّل السكان، من 6% في 2006، إلى 21.6% في 2024».
خمسة محاور
وأكد الطاير، أن الهيئة ستركز خلال السنوات القادمة على خمسة محاور: استقطاب أصحاب المواهب والمهارات المستقبلية، وتأهيل الكفاءات الوطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وأنظمة النقل الذاتي. كذلك الاستثمار في بنية تحتية مهيأة لتبنّي التقنيات المتقدمة ومنها الذكاء الاصطناعي، بتحديث الأنظمة التشغيلية والتحكُّم المروري، والتوسُّع في البنية التحتية الرقمية. وتبنّي وسائل نقل مستقبلية ذاتية القيادة ومستدامة. وتطوير نماذج أعمال توفّر فرصاً اقتصادية وتدعم الاستثمار في الشركات الناشئة. وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص المحلي والعالمي، في مجالات النقل المستقبلي.
عوائد اقتصادية
وأوضح الطاير أن دراسة الأثر الاقتصادي لإنشاء الهيئة، التي أجرتها شركة «ماكنزي» العالمية، كشفت أن مشاريعها خلال عشرين عاماً، حققت إيرادات بقيمة 150 مليار درهم، فضلاً عن خفض كلفة الوقود والوقت بما يعادل 319 مليار درهم. وبلغ حجم مساهمة الهيئة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة خلال 20 عاماً، 156 مليار درهم، وارتفاع قيمة العقارات نتيجة مشاريع الطرق والنقل لتصل إلى 158 مليار درهم، بزيادة تصل إلى 16%، ويتوقع أن تصل نسبة العائد على الاستثمار الداخلي في مشاريع الهيئة إلى 5%.
مشيراً إلى أن الهيئة طوّرت في العقدين الماضيين أنظمتها وخدماتها وفق أفضل الممارسات العالمية، وأسهمت جهودها وخبراتها التراكمية في تمكين أنشطتها من النمو، والتحوُّل إلى شركات مدرجة في سوق دبي المالي، حيث جرى تأسيس أربع شركات تجارية، تتجاوز قيمتها السوقية 80 مليار درهم، هي: سالك، وباركن، وتاكسي دبي، ومدى ميديا، لتصبح هذه الشركات أحد أبرز النماذج الحكومية في تحويل أصول النقل إلى كيانات اقتصادية مستدامة.
تطوير البنية التحتية
وأكد أن الهيئة ماضية في مسيرتها لتطوير البنية التحتية للطرق والمواصلات في الإمارة، لتعزيز جاذبية العيش والاستقرار في دبي، حيث ستشهد السنوات القادمة إنجاز مشاريع نوعية، أهمها الخط الأزرق لمترو دبي، بطول 30 كلم، ويضم 14 محطة منها ثلاث انتقالية، بينها أكبر محطة انتقالية لشبكة المترو تزيد مساحتها على 44 ألف متر مربع. ويخدم 6 مناطق حيوية، يقدر عدد سكانها بمليون نسمة عام 2040. ومشروع تطوير مسارات المشاة «دبي ووك»، الذي سيسهم في تحويل دبي إلى مدينة صديقة للمشاة على مدار العام، مع تنفيذ مشاريع الطرق الاستراتيجية التي تسهم في تعزيز الانسيابية وربط مختلف مناطق الإمارة بكفاءة عالية، أهمها: مشاريع تطوير شوارع أم سقيم، الوصل، وجميرا وشارع الشيخ زايد. كما تستعد دبي لمرحلة جديدة من التنقُّل المستدام في عام 2026، عبر حدثين عالميين، هما: تشغيل مركبات الأجرة الذاتية القيادة، وإطلاق خدمة التاكسي الجوي التي ستسهم في تعزيز ريادة دبي العالمية في مجال التنقُّل المستقبلي.
وأعرب عن شكره للشركاء الاستراتيجيين من الهيئات والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص، على جهودهم وتعاونهم مع الهيئة طوال مسيرتها. كما أعرب عن شكره، لجميع موظفي الهيئة، الذين عملوا بروح الفريق الواحد، وأسهموا في الإنجازات التي حققتها الهيئة خلال مسيرتها. واشتمل الحفل على عرض فيلم يوثق مسيرة إنجازات الهيئة خلال العقدين الماضيين.
تكريم المؤسسين وفريق العمل
ثم كرّم مطر الطاير، الموظفين المؤسسين الذين ساهموا بعطائهم، على مدى عشرين عاماً، كما كرّم المدير التنفيذي المثالي، والموظفين المتفانين الذين حققوا أداءً استثنائياً، ومدير الإدارة والقسم المثاليين، والموظف والموظفة المثالية، وموظفي الواجهة، وأفضل فاحص، وأفضل مفتش ومراقب، وأفضل فني، وأفضل موظف رياضي، وأفضل موظفة رياضية. كذلك، فئة مدير المشروع المتميّز وفئة الأفكار الاستثنائية. وجرى خلال الحفل إطلاق النسخة التذكارية من بطاقة «نول»، والعملة التذكارية، التي صُممت خصيصاً لتخليد ذكرى مرور عشرين عاماً على تأسيس الهيئة.
إنجازات العشرين
وكشفت دراسة شاملة أجرتها شركة «ماكنزي» العالمية، عن الأثر الاقتصادي لهيئة الطرق والمواصلات، بالتزامن مع احتفالها بمرور 20 عاماً على تأسيسها، أن إجمالي استثماراتها في مشاريع تطوير البنية التحتية لشبكة الطرق والنقل، منذ عام 2005 حتى عام 2025، بلغ نحو 175 مليار درهم، وحققت تلك الاستثمارات إيرادات تراكمية بلغت 150 مليار درهم، منها 18 ملياراً عوائد مالية من طرح الشركات في سوق دبي المالي، ويُتوقع أن تتجاوز العوائد النقدية للهيئة 254 مليار درهم بحلول عام 2050.
كما يتوقع أن يراوح العائد الاقتصادي على الاستثمار بين 4% و5%، وهي نسبة استثنائية في قطاع النقل عالمياً. كما أسهمت الهيئة في جذب استثمارات أجنبية مباشرة تجاوزت 32.4 مليار درهم في الخدمات اللوجستية والتوزيع والنقل خلال السنوات العشر الأخيرة.
تفوق عالمي
وأكدت الدراسة أن دبي تفوقت عالمياً في سرعة وكفاءة تطوير شبكة النقل، إذ بلغ متوسط طول مسارات الطرق التي نفذتها الهيئة سنوياً 829 كيلومتراً، أي ضعف المعدل العالمي البالغ 400 كيلومتر.
وبلغت كفاءة الكلفة لكل كيلومتر في إنشاء الطرق السريعة والمترو، بين 1.5 و2.5 مرة أفضل، مقارنة بمدن عالمية مثل موسكو وشنغن وميلان. وساعدت الخبرات التراكمية والكفاءة العالية بتحقيق إنجازات بارزة. كما أظهرت الدراسة أن كلفة إنشاء الكيلومتر الواحد لمترو دبي، أقل من كلفة الكيلومتر الواحد في لندن بنسبة 36%، و55% من سيدني، وهو ما يؤكد قدرة دبي على تحقيق وفورات مالية ضخمة من خلال إدارة المشاريع بكفاءة عالية.
30 مليار كيلومتر مسافات مقطوعة خفضها «مترو دبي»
بيّنت دراسة شاملة أجرتها شركة «ماكنزي» العالمية أن مترو دبي، الذي يُعد أول شبكة مترو في دول مجلس التعاون الخليجي، شكّل نقطة تحول حضرية، وأسهم في خفض المسافات المقطوعة بالسيارات بنحو 29.8 مليار كيلومتر خلال ستة عشر عاماً. والخط الأزرق للمترو، الذي يُتوقع إنجازه عام 2029 بكلفة 20.5 مليار درهم، سيعزز تنفيذ خطة دبي الحضرية 2040.
رحلة «طرق دبي».. قصة نجاح حولت التحديات إلى فرص
خلصت دراسة «ماكنزي» إلى أن رحلة الهيئة قصة نجاح عالمية، ليس في النقل فقط، بل في تحويل التحديات إلى فرص اقتصادية. وأكدت أن دبي تقدم اليوم درساً للمدن الأخرى في كيفية تحويل البنية التحتية إلى رافعة للتنمية الشاملة، كما أن الاستثمار في الطرق والمترو ليس تكلفةً، بل أصلاً استراتيجياً يعزز النمو ويصنع المستقبل.
وأكدت أنه بعد 20 عاماً من العمل، تقف هيئة الطرق والمواصلات واحدة من أعمدة دبي الحديثة، حيث جمعت بين الكفاءة المالية، والأثر الاقتصادي، وجودة الحياة، والابتكار، وتستعد لكتابة فصول جديدة تُرسّخ مكانة دبي مدينة المستقبل.
ستركز هيئة الطرق والمواصلات خلال السنوات المقبلة على خمسة محاور: الأول، الاستثمار في بنية تحتية مهيأة لتبنّي الذكاء الاصطناعي، بزيادة أسطول وسائل النقل الجماعي. والثاني، تبنّي وسائل نقل مستقبلية ذاتية القيادة ومستدامة، لتعزيز مكانة دبي عاصمة عالمية للتقنيات المستقبلية.
والثالث، تطوير نماذج أعمال توفّر فرصاً اقتصادية وتدعم الاستثمار في الشركات الناشئة (Unicorns). والرابع، استقطاب أصحاب المواهب والمهارات المستقبلية، وتأهيل الكفاءات الوطنية في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
والخامس، تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص المحلي والعالمي، في النقل المستقبلي، وتشغيل الأنظمة الذكية، وتطوير المركبات ذاتية القيادة، لتعزيز مكانة دبي بيئة اختبار عالمية للابتكار في النقل.
32.4 مليار استثمارات أجنبية تدفقت بسبب النقل
كشفت دراسة عالمية شاملة أجرتها شركة «ماكنزي» العالمية، أن إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي تدفقت إلى دبي في قطاع النقل والخدمات المرتبطة به خلال عشرين عاماً، بلغ 32.4 مليار درهم، ويعود الفضل في ذلك إلى البيئة الاستثمارية، التي وفرتها الهيئة عبر البنية التحتية المتطورة، والتشريعات المرنة، والشراكات مع القطاع الخاص، وهو ما أدى إلى زيادة ثقة المستثمرين وجذب المزيد من رؤوس الأموال إلى دبي.وأكدت الدراسة أن الاستثمارات لم تقتصر على الشركات العالمية الكبرى، بل شملت شركات متوسطة وصغيرة أيضاً، وجدت في دبي بيئة مثالية للتوسع، سواء في مجال النقل الذكي أو الحلول اللوجستية أو التجارة الإلكترونية.
وأكدت الدراسة أن دبي أصبحت واحدة من أهم مراكز التجارة العالمية، حيث ارتبط نجاحها بالقدرة على نقل السلع والخدمات بسرعة وبكلفة منخفضة، عبر تطوير الموانئ الجافة والربط بين الطرق والمطارات والموانئ البحرية، وأسهمت الهيئة في تعزيز كفاءة سلاسل التوريد، ما يؤكد جعل الإمارة وجهة مفضلة للشركات الإقليمية والعالمية.
تفادي 9.5 مليون طن «كربون» خلال 15 عاماً
أوضحت الدراسة أن البنية التحتية الحديثة ساعدت على تقليل الانبعاثات الناجمة عن عوادم السيارات.
فخلال الخمسة عشر عاماً الماضية فقط، جرى تفادي انبعاث أكثر من 9.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون نتيجة الاعتماد على المترو والحافلات وتقليص زمن الازدحام المروري.
ويُعادل هذا الرقم قيمة مالية تقدر بمليارات الدراهم إذا ما حُسب على أساس أسعار تداول الأرصدة الكربونية عالمياً.
انخفاض زمن الرحلة 4% خلال السنوات ال 10 الأخيرة
أحرزت إمارة دبي تقدماً ملحوظاً في مؤشرات زمن التنقُّل، حيث أظهرت البيانات انخفاض معدل زمن الرحلة: (Travel Time Index)، بنسبة 4% خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث بلغ المعدل 1.28 عام 2014 في حين بلغ 1.23 عام 2024 ضمن المنطقة الحضرية.
وأشارت دراسة شاملة أجرتها شركة «ماكنزي» العالمية إلى أن نجاح دبي في تحسين المؤشرات الخاصة بزمن التنقُّل مقارنة بالمدن المعيارية المماثلة كان بفضل الاستثمارات الذكية والفعّالة في البنية التحتية ممثلة في الطرق والمترو.
خفض معدلات الوفيات
أكدت دراسة شركة «ماكنزي» أن أهم الإنجازات، التي حققتها الهيئة خفض معدلات الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، نتيجة للاستثمار في تنفيذ الطرق الآمنة، والجسور. حيث تراجعت معدلات حوادث الوفيات لكل 100 ألف نسمة بشكل ملحوظ من 21.9 عام 2006 إلى 1.8 عام 2024، بينما ارتفع متوسط العمر المتوقّع للسكان نتيجة تقليل الانبعاثات الضارة والتشجيع على الحركة النشطة باستخدام وسائل النقل العام والمشي والدراجات.


















0 تعليق