تداول الناس منذ مئات السنين ما يُعرف باسم «الجدول الصيني» لتحديد جنس الجنين، مؤكدين أنه ذو دقة عالية في إخبار النساء اللاتي ينتظرن مولوداً، بنوعه.
وانتشرت قصص بأن الجدول كان مخفيّاً داخل أحد القصور الإمبراطورية القديمة في الصين، وأن العائلة المالكة كانت تستخدمه لمعرفة ما إذا كان الطفل القادم ولداً أم بنتاً.
ومع تطور العلم، بدأت الأسئلة تظهر: هل يمكن للقمر والتقويم الصيني أن يحددا جنس الجنين؟
طريقة عمل الجدول الصيني
انتشر «الجدول الصيني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الحمل في شكل لعبة مسلية، حيث تعتمد الفكرة على حسابين بسيطين: عمر الأم بالتقويم القمري الصيني، الشهر القمري الذي حدث فيه الحمل.
ثم يُستخدم جدول جاهز يربط بين الرقمين ليُخبر الأم ما إذا كانت ستُنجب «ولداً» أم «بنتاً».
العلم يرفض الجدول الصيني
أجرى فريق من الباحثين في أذربيجان دراسة علمية لاختبار مدى دقة الجدول الصيني، حيث حللوا بيانات أمهاتٍ حملن بين عامي 2017 و2023، واستبعدوا أي حالات قد تؤثر على النتيجة، مثل التوائم أو الحمل عن طريق التلقيح الصناعي.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة Actual Gynecology and Obstetrics الطبية: إنهم قارنوا التنبؤات الصادرة عن الجدول الصيني بالنتائج الفعلية، واكتشفوا أن نسبة التطابق لا تتجاوز 50%، أي نفس احتمال رمية عملة معدنية، ما يعني أنه لا يتنبأ بشئ.
وكتب الباحثون في خلاصة دراستهم: الجدول الصيني لا يُعد وسيلة دقيقة أو موثوقة لتحديد جنس الجنين.
لماذا لا يزال الناس يصدقونه؟
رجح الباحثون أن السر في استمرار انتشار الجدول هو حب الإنسان للغموض والرغبة في التنبؤ بالمستقبل، كما يلعب ما يُعرف بـ«الانحياز التأكيدي» دوراً مهماً، حيث يتذكر الناس الحالات التي صدق فيها الجدول وينسون الحالات التي أخطأ فيها.
علمياً؛ يتحدد جنس الجنين لحظة الإخصاب، عندما يلتقي الحيوان المنوي الذي يحمل الكروموسوم Y أو X بالبويضة.
لذلك إذا كان الحيوان المنوي يحمل كروموسوم Y، يكون المولود ذكراً، وإذا كان يحمل X، يكون المولود أنثى.


















0 تعليق