هوس العلامات التجارية.. بين الأناقة والسطوة الاستهلاكية

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحولت الحقائب والساعات النسائية من مجرد إكسسوارات يومية، إلى رمز اجتماعي ومؤشر للمكانة المادية، خاصة مع تصاعد نفوذ العلامات التجارية العالمية، وأصبح كثير من النساء يرين أن اقتناء حقيبة من آخر صيحات الموضة علامة على الذوق الرفيق والتميز، حتى وإن لم يملكن الإمكانات المادية لذلك، وهو ما فسره بعض علماء الاجتماع على أنه هوس العلامات التجارية.

وأشار الدكتور أحمد فلاح العموش، أستاذ علم الاجتماع التطبيقي في «جامعة الشارقة»، إلى أن هذه الظاهرة هي حالة من الاعتماد والإدمان على نوع محدد من السلع، خاصة النساء، لأن المرأة تبحث عن تعزيز للمكانة الاجتماعية لتقدير الذات والشعور بالعظمة، وهذا يعد تقديراً منخفضاً للذات، كما أن الهوس أن يعيش الإنسان خارج واقعه نفسياً أو مادياً.

ولفت إلى الآثار السلبية لهذه الظاهرة، حيث توقع البعض في الديون ويصل الأمر إلى المحاكم، فضلاً عن حدوث مشكلات أخلاقية بسبب التراكمات المالية والتفكك الأسري. وأكد ضرورة أن نخاطب النساء بالابتعاد عن هذه الأمور وأن يكون بحثهنّ معتدلاً بالحياة العملية والاستهلاكية.

من جانبها ترى د: ليلى محمود أخصائية الأمراض النفسية، أن بعض النساء يعتقدن أن الحقائب اللامعة والساعات الفاخرة تزيد قيمتهن ولكنها في الحقيقة تخفي قلقهن وتسد فجوة داخلهن، لأن الواثق بنفسه لا يبحث عن شعار خارجي.

فيما يقول الدكتور شافع النيادي، مدرب التنمية البشرية والعلاقات الأسرية: «في عصر تتزايد فيه الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، لم تعد العلامات التجارية مجرّد أسماء لمنتجات أو خدمات، بل تحوّلت إلى رموز تعكس الهوية والمكانة الاجتماعية، حتى بات اقتناء حقيبة فاخرة أو ساعة ثمينة معياراً يُقاس به الأشخاص، لا بما يحققونه من إنجازات، بل بما يملكونه من سلع تحمل أسماء عالمية، هذه الظاهرة تحوّل خطير في سُلَّم القيم. وتشير دراسات اجتماعية حديثة إلى أن هذا الهوس تُغذّيه حملات تسويقية ضخمة، تعتمد على التأثير النفسي والعاطفي، وتزرع في أذهان المستهلكين شعوراً بأن امتلاك ماركة معينة يمنحهم الظهور، والقبول الاجتماعي، والتقدير.

ونتيجة لذلك، يفقد الكثيرون توازنهم المالي والنفسي، وينغمسون في استهلاك مفرط على حساب احتياجاتهم الأساسية.

يؤكد شافع النيادي، أن الحل يبدأ من إعادة بناء الوعي الاستهلاكي، وتعزيز القيم الداخلية التي تمنح الإنسان مكانته من خلال علمه وأخلاقه وإنجازاته، لا بما يقتنيه من مظاهر خارجية، مشيراً إلى أن التربية الأسرية والإعلام يمكن أن يكون لهما دور أساسي في توجيه الأجيال نحو توازن صحي بين الحاجة الحقيقية والترف المبالغ فيه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق