كشفت المؤسسة الوطنية للخلايا الجذعية بالولايات المتحدة الأمريكية، أن 4.5% من سكان العالم يعانون واحداً أو أكثر من أمراض المناعة الذاتية، التي يزيد عددها على 80 نوعاً مختلفاً

وأرجعت المؤسسة هذه الزيادة إلى أنماط الحياة غير الصحية مثل قلة الحركة، التوتر الدائم، والإكثار من تناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسكر والملح.

أمراض يكلف علاجها تريليوني دولار

أشار تقرير المؤسسة إلى تأثير هذه الأمراض على 3 إلى 10% من الناس، وتشمل السكري من النوع الأول، التهاب المفاصل الروماتويدي، الذئبة الحمراء، والتصلب المتعدد، كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة بنسبة 71% مقارنة بالرجال، ما يجعلها من الأسباب الرئيسية للوفاة بين النساء الشابات ومتوسطات العمر.

وأشارت التقديرات إلى أن تكاليف علاج أمراض المناعة الذاتية عالمياً قد تتجاوز تريليوني دولار، بحسب موقع ScienceDirect.

دراسة تكشف دور الوجبات السريعة في الخلل المناعي

أجرى باحثون دراسة استندت إلى تقرير المؤسسة الوطنية للخلايا الجذعية بالولايات المتحدة الأمريكية، وأثبتوا أن الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة تلعب دوراً مباشراً في إضعاف المناعة الطبيعية.

وأوضحوا أن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والزيوت المهدرجة والسكريات العالية تؤدي إلى التهاب داخلي مستمر في الجسم، كما تؤثر سلباً في البكتيريا النافعة في الأمعاء، وهي المسؤولة عن تنظيم المناعة وتحسين عملية الهضم.

وعندما يختل توازن البكتيريا، يضعف جهاز المناعة وتزداد فرص حدوث خلل مناعي ذاتي.

ومن أكثر الأطعمة المرتبطة بهذه المشكلة: البيتزا، البرجر، النقانق، البطاطس المقلية، المشروبات الغازية، المعجنات، واللحوم المصنعة.

ولفتت الأبحاث إلى أن 70% من سكان العالم يتناولون هذه الأطعمة بشكل منتظم، خصوصاً في المدن التي يزداد فيها الاعتماد على الوجبات السريعة كبديل للطعام المنزلي.

أمراض تسببها الوجبات السريعة

اعتمد الباحثون على مراجعة دراسات منشورة بين 2018 و2024، في قواعد بيانات علمية متعددة، وأظهرت النتائج أن الإفراط في تناول الأطعمة المقلية والسريعة يرتبط ارتباطاً واضحاً بزيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل: مرض كرون، التهاب القولون التقرحي، التهاب المفاصل الروماتويدي، الذئبة الحمراء الجهازية، التصلب المتعدد

وقال الباحثون إن النظام الغذائي الحديث، المعتمد على الوجبات السريعة، يضع الجهاز المناعي في حالة استنفار دائم، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة تضعف الجسم وتمهّد لظهور أمراض المناعة الذاتية.

الوقاية تبدأ من العادات اليومية

شددت الدراسة على أن الوقاية ممكنة وبسيطة، وتبدأ من تغيير نمط الحياة الغذائي، فالاعتماد على وجبات طبيعية ومتوازنة تحتوي على الخضروات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة، مع تقليل الدهون المشبعة والسكريات، يساعد على استعادة توازن المناعة.

كما نصح الباحثون بـممارسة النشاط البدني بانتظام وشرب كميات كافية من الماء، لأن هذه العادات تساهم في تقوية المناعة وتقليل خطر الالتهابات التي قد تؤدي إلى أمراض مزمنة.