في خطوة جديدة تعكس احتدام المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي، كشفت شركة «أنثروبيك» عن نتائج سلسلة من الاختبارات المقارنة بين نموذجها الجديد «كلاود 4.5» ونموذج «شات جي بي تي-5» التابع لشركة «أوبن أيه آي»؛ إذ أظهرت النتائج تفوق «كلاود 4.5» في أغلب التحديات التي شملت مجالات متنوعة مثل التفكير المنطقي، السرد الإبداعي، البرمجة، الذكاء العاطفي، والقيادة.
التحديات التسعة التي أجريت شملت مزيجاً من القدرات التقنية والتحليلية والإنسانية؛ إذ أظهر «كلاود 4.5» أداء لافتاً في تحليل الألغاز المنطقية عبر شرح خطوات الحل بدقة وتوضيح مبررات الاستنتاجات، مقارنة بإجابات مباشرة ومقتضبة قدمها «شات جي بي تي-5». وفي المهارات الرياضية، اعتمد «كلاود» نهجاً تفسيرياً يبرز خطوات الحل بالتفصيل، ما يعزز الفهم المنطقي، في حين ركز «شات جي بي تي-5» على تقديم الحل النهائي بكفاءة وسرعة.
أما على صعيد السرد القصصي، تفوق «كلاود» بإنشاء سرد غني بالتفاصيل البيولوجية عند تجسيد كائنات غير بشرية، بينما قدم «شات جي بي تي» وصفاً أدبياً عاماً. وفي اختبار تحويل الأساليب الأدبية، قدم «كلاود» مشاهد متعمقة تعكس فهماً أدق للفروق بين الأنماط السردية. وفي مجال البرمجة، برز «كلاود» في تحليل الأخطاء وتفسيرها، فيما قدم «شات جي بي تي-5» حلولاً جاهزة مدعومة بأمثلة قابلة للتنفيذ. أما في الكفاءة العملية، فقد تميز «شات جي بي تي» بالتركيز على الحلول المباشرة، بينما قدم «كلاود» بدائل متعددة تراعي تنوع السيناريوهات التقنية.
كما أظهر «شات جي بي تي-5» تفوقاً في اختبار الملخصات عبر تقديم محتوى دقيق ومركّز، في حين اتبع «كلاود» أسلوب الشرح المطوّل. وفي اختبار القيادة والذكاء العاطفي، جاءت استجابات «كلاود» أكثر توازناً من حيث الجمع بين الإرشاد والتعاطف، بينما اتجه «شات جي بي تي» نحو النصائح التنفيذية الصارمة.
نتائج هذه التقييمات تعزز مكانة «كلاود 4.5» كأحد النماذج الرائدة في الجيل الجديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي، في وقت تتسابق فيه كبرى الشركات لإثبات تفوقها في تطوير نماذج أكثر ذكاء، قدرة، ومرونة في التعامل مع المهام المعقدة.