يجمع مزارعون من الحقول الخضراء الوارفة في محافظة لحج بجنوب اليمن، زهرة الفل التي تشكل مصدر رزق للعديد من العائلات وتضفي عبيراً فواحاً في حفلات الزفاف وغيرها من الاحتفالات.

وقال صالح حنش، وهو من سكان لحج «‏تعتبر محافظة لحج هي أكبر محافظة يمنية تقوم بزراعة وإنتاج هذه الزهرة، هناك بعض المحافظات التي تقوم بزراعة هذه الزهرة، مثل منطقة المغرس في الحديدة وأيضاً منطقة أبين هناك ولكن بشكل محدود، و90% من الفل الذي يوزع على مختلف محافظات اليمن مصدره محافظة لحج».

ورغم أهميتها الاقتصادية والثقافية، لا توجد بيانات رسمية تحدد حجم الإنتاج السنوي بسبب حالة عدم الاستقرار في اليمن.

وأوضح حنش أن الفل يعتبر شريان حياة للعديد من الأسر قائلاً «يعتبر الفل بالنسبة لأبناء لحج مصدر رزق مهماً لعدد كبير من الأسر التي تعتمد على هذه الشجرة في قوتها اليومي، إنتاج الفل يرتبط بفصل الصيف، يمكن أن نقول بأن في فصل الصيف يتم إنتاج الفل من المزارع بشكل يومي».

ويبيع المزارعون الفل بعد قطفه في الأسواق للأفراد أو التجار الذين يوزعونه بعد ذلك في جميع أنحاء البلاد.

ويصنع البعض منها عقوداً لارتدائها في احتفالات، مثل حفلات الزفاف والتخرج.

وتختلف الأسعار باختلاف المواسم والتصاميم، فتتراوح عقود الفل البسيطة بين 1000 و5000 ريال يمني (5 إلى 10 دولارات)، بينما تتراوح تلك التي يستخدمها الرجال والنساء في حفلات الزفاف بين 20 و40 دولاراً. وتنخفض الأسعار عموماً في الصيف الذي يكون فيه المعروض وفيراً.

وذكر سكان أن للفل معنى ثقافياً عميقاً في البلاد إلى جانب استخدامه في التجارة.

وقال تاجر الفل مجد السلامي: «الفل يمثل ثروة كبيرة داخل لحج، وفي أيام المواسم نستخدم الفل كوسيلة دخل لليمنيين والمزارعين والتجار، مثلاً نشتري الفل من محافظة لحج ونصدره إلى عدن».

وأضاف «الفل هذا تاريخ قديم مش من الآن تقدر تقول تراث تاريخي، والفل هذا يستخدموه للمناسبات، ويستخدموه لحفلات التخرج، لحفلات الزفاف، لحفلات أي حاجة».

وفي حفل زفاف أقيم في لحج بالآونة الأخيرة، تزين العروسان بعقود الفل.

وقال خالد الرفاعي والد العريس «يمثل الفل رمزاً للفرح والسرور، والفل رمز للمحبة والتآخي والصفاء كونه فيه الروائح الجميلة وكذلك العقود التي يتوشح بها العريس والعروس».

وفي حفل زفاف آخر، قال العريس أمين المسوري إن الفل عنصر أساسي في الاحتفالات.