نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سامح فايز يكتب: حتى لا ننسى جرائم الإخوان (1), اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024 06:47 صباحاً
تغريدة لصحفى شاب استوقفتنى؛ كتب مطالباً بضرورة فتح المجال لتنظيم الإخوان، مؤكداً على أن حظر الجماعة ليس حلاً. ما أثار دهشتى فى تغريدة الصحفى الشاب أنه يجهل تاريخاً دموياً للجماعة يصل إلى مائة عام، وأنه لا يعرف رغم عمله بالصحافة أن تنظيم الإخوان وصل من التمكين والمكانة أنه حكم مصر، صاحبة أعظم حضارة فى التاريخ، وعلى الرغم من ذلك عجز التنظيم عن الحفاظ على ذلك النصر وسعى لإشعال الأخضر واليابس.
تغريدة الصحفى الشاب استثناء عن القاعدة؛ فقد رأينا بأعيننا ملايين المصريين يخترقون الشوارع يهتفون بسقوط التنظيم مطالبين بعودة الوطن إلى هويته الحقيقية بعيداً عن هوية تيارات الإسلام السياسى المشوهة.
لكن يظل التخوف الأكبر ماثلاً أمامى، وهو التخوف المتعلق بقدرة الزمن على محو الأحداث من ذاكرة الأجيال اللاحقة، وهو ما حدث بالفعل مع تنظيم الإخوان وتكرر أكثر من مرة؛ فإن حاولنا حصر جرائمهم لن تكفينا الأوراق، ومع ذلك ينسى البعض أحياناً لدرجة أنهم قد يطالبون بفتح المجال للتنظيم مرة أخرى!
الزمن والنسيان عدوان أقف أمامهما دائماً وقفة الحذر؛ فقد يعرف الشباب أن هناك تنظيماً حكم مصر عام 2012، وأن ذلك التنظيم لم يستمر فى الحكم وحاول مواجهة الوطن بالعمليات الإرهابية. بيد أن حصر جرائم تنظيم الإخوان فى تلك الدائرة فقط هى اختصار مخل للأحداث!
تأسس التنظيم منذ اللحظة الأولى وهو يضع نصب عينيه أن مصر مجرد ولاية فى خلافة أكبر، وأن الحدود والأوطان مؤامرة غربية يجب ألا يعترف بها أبناء الجماعة، وأن العمل المسلح هو السبيل لإسقاط الحكومات الوطنية وسيطرة التنظيم على الحكم.
جرائم بدأت منذ الأربعينات، عرفنا القليل منها فقط، وأغلبنا لا يعرف منها حتى القليل، سواء اغتيال القاضى المصرى أحمد الخازندار، مروراً بعمليات التفجير التى نفذها التنظيم المسلح للجماعة فى قلب القاهرة فى النصف الأول من القرن العشرين، ثم محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى حادث المنشية.
ثم إسهامهم الضخم فى الحرب الأفغانية الروسية بتجنيد الآلاف من الشباب من خلال مكتب للتجنيد أشرف عليه القيادى الإخوانى كمال السنانيرى، وعلاقتهم الرئيسية بتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، وإسهامهم بالأموال فى دعم عمليات تنظيم القاعدة، المسألة التى كشفتها التحقيقات الأمريكية فى حادث تفجير برج التجارة العالمي 11 سبتمبر 2001.
وقبل ذلك القبض على أحد أبرز قيادات التنظيم الدولي فى أمريكا عبدالرحمن العمودي وبحوزته آلاف الدولارات ثبت أنها أموال فى طريقها لدعم تنظيم القاعدة.
عاش كل جيل من أبناء الشعب المصري أحداثاً مختلفة من جرائم الإخوان، بيد أن قدرة الزمن على النسيان أوهمت تلك الأجيال جميعها أنهم الجيل الأول الذى يشهد جرائم التنظيم، لدرجة أن صحفياً شاباً يطالب بفتح المجال للإخوان حتى يكتشف الناس مكرهم وجرائمهم كأن ذلك لم يحدث أكثر من مرة، فى الأربعينات، وفى الخمسينات، وفى الستينات، وفى السبعينات والثمانينات والتسعينات، وفى 2011، للدرجة أنهم حكموا مصر وأصبحوا على رأس السلطة، لكن سلاح الزمن ظل شاهراً سيفه مطالباً بمن يملك القدرة على الوقوف ضد النسيان.
والسلاح الوحيد الذى يملك القدرة على المواجهة عرفناه من القرآن والسنة؛ عن أبى هريرة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن أول شىء خلقه الله القلم، ثم خلق «النون» وهى: الدواة. ثم قال له: اكتب.
قال وما أكتب؟ قال: اكتب ما يكون -أو: ما هو كائن- من عمل، أو رزق، أو أثر، أو أجل، فكتب ذلك إلى يوم القيامة، فذلك قوله: (ن والقلم وما يسطرون)»، فالقلم والكتابة هما من يملكان توثيق جرائم الإخوان حتى لا يجرفها النسيان فى أذهان الأجيال المقبلة، وحتى لا ننسى ثأرنا!
0 تعليق