قائد سرية مشاة: الجندي المصري أظهر معدنه.. ورأيت أسودا تركض نحو النصر

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قائد سرية مشاة: الجندي المصري أظهر معدنه.. ورأيت أسودا تركض نحو النصر, اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024 10:38 مساءً

فى ذكرى حرب السادس من أكتوبر عام 1973تحدث اللواء دكتور محمد ثروت نصيرى، مستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية من سلاح المشاة، وأحد قادة الحرب، عن ذكرياته فى المعركة ودوره الميدانى فى الضفة الشرقية وقت العبور، وأوضح كيف استردت مصر أرضها بالقوة، وأسباب الانتصار الإعجازى رغم الحديث عن استحالته فى البداية، وخطة الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذكية، التى استخدم فيها الخداع الاستراتيجى من أجل حسم الانتصار، مستخدماً جميع طوائف الشعب جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة، وإلى نص الحوار:

فى البداية.. ما ذكرياتك مع حرب أكتوبر 1973؟

اللواء دكتور محمد ثروت النصيري: تدربنا ليلا ونهارا على لحظة العبور.. وجميع طوائف الشعب شاركت في المعركة

- حرب 73 بالنسبة لى أعتبرها قفزة من الفقدان إلى الاسترداد، عشت هذه الفترة وكنت وقتها «نقيب» قائد سرية مشاة بقطاع القنطرة بالفرقة 18، وذكرياتها عالقة فى وجدانى حتى الآن وكأنها حدثت بالأمس القريب، كونها أظهرت معدن الجندى المصرى عندما يصمم ويصر على النجاح فى المعركة، وفعلاً هذا ما حدث تماماً، نتيجة أكثر من سبب مثل التخطيط الجيد لهذه الحرب، والإعداد المسبق، وتلافى السلبيات التى ظهرت فى حرب 67، وتحويلها لإيجابيات فى 73.

عاصرت حربى 67 و73.. برأيك ما الفرق فى التخطيط بين الحربين؟

- خلال حرب 67، كنت ملازماً حديث التخرج، ورأيت أن القوات المسلحة آنذاك لم تكن جاهزة للحرب فى ذلك الوقت، لذا حلت الهزيمة، ولكن الأمر كان مختلفاً تماماً فى 73، وحدث الإنجاز بعزيمة الرجال وبالاحترافية، وبالتخطيط الجيد لإعداد القوات المسلحة لتحرير سيناء على 4 مراحل رئيسية، تمت بجدية شديدة، و6 سنوات من العمل الشاق والدؤوب بهدف التحرير، جميعنا فى هذا الوقت جندى وقائد، كان لدينا عقيدة قتالية «النصر أو الشهادة»، وكان هناك إصرار لبذل أقصى جهد فى التدريب لتوفير الدم فى المعركة، وهو ما حدث بالفعل.

كيف ساهم التدريب الجيد فى نصر أكتوبر؟

- كنا نتدرب ليلاً ونهاراً على عملية العبور وعلى اقتحام قناة السويس، فى مناطق مشابهة لأماكن العمليات الحقيقية فى منطقة تسمى «البعالوة»، وهو ما ساعد على تنفيذ المهمات بنجاح، وكان الأمر أشبه بتناغم رائع بين القوات الجوية والبحرية والمشاة والمدفعية، فى العبور وإنشاء رأس كوبرى على مسافة 20 كيلو من القناة وتحقيق الانتصار.

بعين المقاتل.. كيف رأيت حرب أكتوبر من أرض المعركة؟

- أستطيع أن أقول إن ما تم فى حرب أكتوبر إنجاز وإعجاز فى وقت واحد، كان كل الفخر لنا بالمشاركة فى هذه الحرب، ومحو الهزيمة فى 67 وتحويلها إلى نصر، بفضل الجندى المقاتل الذى استطاع باحترافية شديدة أن ينفذ المهام القتالية، فلقد رأيت أسوداً تركض نحو النصر حتى تحقق، لذا أرى أن الحرب تعد تحولاً من واقع مؤلم إلى انتصار للعرب جميعاً.

كيف أثر التضامن العربى فى انتصار أكتوبر؟

- كان هناك تضامن عربى كبير غير مسبوق، لا أنساه فى 73، ودعم كامل من جميع الدول العربية، بالمال والسلاح والمعدات، فكان النصر فخراً للعرب جميعاً، وكان هناك تجمع عربى مثمر حول الحق.

حدثنا عن إعداد الدولة المصرية لحرب أكتوبر؟

- إعداد الدولة لهذه الحرب كان مثالياً، جميع أجهزة الدولة كانت تشارك فى الحرب وليس فقط القوات المسلحة، بل جميع طوائف الشعب، إذ لم يكن هناك أى تظاهر أو خلافات، بل كان الجميع سنداً لمصر وللقوات المسلحة.

كيف شاركت جميع طوائف الشعب فى الحرب؟

- كل بيت كان به مقاتل وأكثر، بالنسبة لى شاركت مع إخوتى فى الحرب، كنّا ثلاثة إخوة هدفهم هو نصر بلدهم، خدمت بالقنطرة شرق وكان أخى ضابط احتياط فى الغرب، وأخى الثالث فى الزعفرانة، بل وكان هناك 5 و6 إخوة فى وقت واحد مجندون، هدفهم محو الهزيمة واسترداد الأرض، لذا كُلِّل هذا المجهود بالنجاح والانتصار، وها نحن نحتفل به كل عام كعيد قومى للمصريين جميعاً.

ماذا كان دورك ميدانياً فى الحرب؟

- أنا كنت «نقيب» قائد سرية مشاة فى الحرب، كانت مسئولة عن عبور قناة السويس وتخطى الضفة الشرقية للقناة، وعمل رأس كوبرى للقوات المسلحة، وكان قوام السرية 120 جندياً مصرياً مصممين على القتال، وهزيمة العدو الإسرائيلى وانتزاع أرض سيناء بالقوة، وهذا ما حدث، والخداع الاستراتيجى الذى تم على أعلى مستوى ساعدنا على النجاح وشجعنا على تنفيذ المهام.

كيف تسبب الهجوم السريع فى الحرب فى ارتعاش أيادى قيادات إسرائيل؟

- على سبيل المثال، جولدا مائير يوم 9 من أكتوبر اتصلت بريتشارد نيكسون، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وأبلغته وهى تبكى وتقول «أنقذوا إسرائيل»، لقد دُمر لنا 50 طائرة و450 دبابة فى أول 3 أيام، لهذا أمر «نيكسون» بتعويض خسائر إسرائيل بإنشاء جسر جوى فى 13 أكتوبر وجسر بحرى يوم 16.

ما أبرز الخدع الاستراتيجية التى أسهمت فى تحويل كفة الحرب لصالح مصر؟

- بالتأكيد اختيار اليوم كان مهماً، فكان يوم 6 أكتوبر 1973 هو عيد الكيبور للإسرائيليين، الذى يأخذونه كعطلة رسمية لا يعملون به، وأيضاً اختيار ساعة الظهر شديدة الحرارة عليهم والقتال على مواجهة واسعة، فضلاً عن حائط الصواريخ العتيد، الذى أوقف وصدّ طيران العدو الذى كان يصول ويجول داخل سماء مصر قبل الحرب، ولكن مع الحرب استطاع حائط الصواريخ تدمير50 طائرة فى أول ثلاثة أيام، لتعود بعد أيام السيادة المصرية كاملة على سيناء.

«ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»

مصر استردت أرضها بالحرب وليس بالمفاوضات السياسية، حيث حاول الرئيس السادات بطل الحرب والسلام التفاوض مع الجانب الإسرائيلى فى البداية، ولكن كان واضحاً التعنت والغطرسة من جانبهم، نتيجة أنهم كسبوا أراضى لم يحلموا بها من قبل، وهى سيناء 61 ألف كم2، والجولان 1865 كم2، الضفة الغربية 5875 كم2، غزة 360 كم2، وجميعها تمثل خمسة أمثال مساحة إسرائيل التى لا تتعدى 21 ألف كم2، ولكن بعزيمة الرجال والقتال جاء النصر كثمرة لجهد 6 سنوات وإخلاص فى العمل من جميع القيادات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق