نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قائد أول دبابة تعبر «خط بارليف»: دمرنا 4 دبابات ونقلنا أخرى حديثة لدراستها في أول ساعات الحرب, اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024 10:38 مساءً
روى العقيد محيى الدين مصطفى، أحد أبطال سلاح المدرعات فى حرب أكتوبر المجيدة، تفاصيل عبوره فى أول دبابة مصرية تتجاوز خط بارليف الحصين فى الحرب لنجدة أفراد المشاة فى مواجهة الدبابات الإسرائيلية، موضحاً أنه قبل الانتهاء من تثبيت الكبارى، وتحديداً فى الساعة 5:30 عصر يوم 6 أكتوبر المجيد، طلب منه الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، العبور لمواجهة دبابات تستهدف أفراد مشاة بعدما أحدثوا فى قواتها خسائر كبيرة، ليعبر قبل عبور باقى الدبابات بيوم، وينجح فى تدمير 4 دبابات، والحصول على دبابة حديثة للغاية، مع إرسالها لغرب القناة لدراستها، ومعرفة نقاط القوة والضعف فيها.. وإلى نص الحوار:
كيف كانت مشاركتك فى حرب أكتوبر المجيدة؟
- كنت قائد سرية الحرس الأمامى للفرقة 21، وكنت المسئول عن أول دبابة تعبر من قناة السويس فى اتجاه سيناء، لكن قبل الحرب اشتركت فى خطة الخداع الاستراتيجى على مستوى القوات المسلحة والدولة دون أن أعلم، فكنت أحصل على دورة تدريبية بمعهد المدرعات، وفى تلك الفترة تم إرسال ضباط لأداء العمرة، وآخرون اشتركوا فى دورات تدريبية، وتم تسريح بعض الجنود.
وكيف علمت بالحرب؟ وكيف اشتركت فيها؟
- فى يوم 5 أكتوبر، تم استدعائى، وقمنا بعمل استطلاع للقناة استعداداً للحرب فى يوم 6 أكتوبر، ولم نكن نعلم بموعد الحرب إلا الساعة 2 ظهراً، حين وجدنا الطائرات والمدفعية تقوم بأعمال «التمهيد النيرانى»، وكانت فرحتنا كبيرة.
وماذا حدث فى يوم 6 أكتوبر؟
- كنا كمدرعات متمركزين فى الخلف وليس فى القناة، كنت قائد سرية الحرس الأمامى للفرقة الـ21، وكنت مسئولاً عن أول دبابة، وتم تقديمى بالقرب من قناة السويس وجبهة القتال قليلاً.
وماذا حدث بعدها؟
- فى حوالى الساعة 5.30 عصراً، جاء لى الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى هذا التوقيت، وأخبرنى أن رجال المشاة قد اقتربت ذخيرتهم المضادة للدبابات من النفاد، وأن الدبابات بدأت تهجم عليهم، وطلب منى أن أعبر الكوبرى الذى يتم تثبيته، وأساعدهم.
وكيف ذلك وكوبرى العبور لم يكن قد اكتمل إنشاؤه بعد؟
- بالفعل، كانت القوات المسلحة لا تزال تعمل على الساتر الترابى، والمعبر أو الكوبرى نفسه لم يكن قد انتهى تثبيته، وقال الفريق سعد الدين الشاذلى لى: «هثبتلك المعبر بمراكب المهندسين العسكريين، وعدى وساعد إخواتك»، وكان هذا الأمر بمثابة مجازفة كبيرة، وقلت له: «هعدى بدباباتى الأول يا أفندم، ولو عديت على خير.. باقى السرية تعدى ورايا.. بحيث نقلل الخسائر لحدها الأدنى حال عدم النجاح فى العبور لى».
لكنها مجازفة كبيرة؟
- بالفعل، لكن كان لدينا إحساس قوى بأن الله معنا فى كل خطوة، وكان هناك جنود مشاة فى وضع صعب أمام الدبابات، وكانوا يحتاجون المساعدة، ونحن فى القوات المسلحة المصرية الباسلة كجسد واحد، فلا يمكن أن أفكر فى نفسى فقط، ولكن فى زملائى، وكيفية دعمهم وفق المهمة الموكلة إلىّ، وبالفعل عبرت ونجحت فى إتمام المهمة.
أيقنا أن الله معنا ويدعمنا في الحرب لعدة معجزات شاهدناها منها حمل جندي لمدفع يزن 245 كيلوجراما.. وهو أمر لم يتكرر بعدها
وخير دليل على دعم المولى عز وجل لنا، أننا شاهدنا أفراد مشاة يحملون مدافع مضادة للدبابات من طراز «إس إس 10»، و«إس إس 11»، ووزنهما حوالى 230 أو 240 كيلو جراماً، وحينما تم إجراء التجارب مرة أخرى، لم يستطع أحد أن ينفذ ذلك، وهو خير دليل على أن ربنا كان يؤيدنا، ويمدنا بـ«المعجزات» حتى تحقق النصر المبين.
وماذا وجدت فى الجانب الآخر بعد عبورك؟
- وجدت 5 دبابات إسرائيلية حديثة تتعامل مع أفراد المشاة، وتم التعامل معها، لأدمر 4 دبابات، والأخيرة استسلم طاقمها، وتم أخذهم أسرى، وكانت دبابة حديثة للغاية، وتم صدور الأوامر باستقدامها إلى غرب قناة السويس لدراستها كمعدة حديثة، والوقوف على نقاط القوة والضعف فيها، ثم أكملت مهمتى، واتخذت موقعى وثبت عليه، حتى جاءت لى باقى الكتيبة فى اليوم التالى، وعبروا، وبدأنا فى المعارك.
وهل كان تشغيل الدبابة الحديثة أمراً صعباً؟
- بالفعل، فلم نكن قد شاهدنا دبابة بمثل إمكانياتها، وكانت هناك صعوبة كبيرة فى إمكانية تشغيلها نفسه، لدرجة أن هناك مهندسين لم يتمكنوا من تشغيلها، ونزلت فى الدبابة، وحاولت العمل عليها حتى نجحنا فى تشغيلها، وإدارتها، وتم تحميلها ونقلها للقاهرة لدراسة نقاط القوة والضعف فيها.
قاتلنا الدبابات الإسرائيلية في معركة استمرت 24 ساعة يوم 9 أكتوبر وانسحبوا بعد إيقاع خسائر كبيرة في صفوفهم
وما أبرز المواقف التى لا تنساها من حرب أكتوبر المجيدة؟
- هناك مواقف كثيرة، لكنى لا أنسى يوم 9 أكتوبر 1973، حين دخلنا معركة بالدبابات مع العدو، التى استغرقت أكثر من 24 ساعة، ونحن مشتبكون معاً، وكل من الطرفين كان فى «تبة عالية»، حتى تمكنا من تدمير عدد كبير من دباباتهم، والبقية انسحبوا حينما وجدوا أن خسائرهم كبيرة.
وكذلك أتذكر استغلالنا ودراستنا الجيدة للعقيدة العسكرية القتالية الإسرائيلية، فالمقاتل الإسرائيلى لا يحب أن يدخل معارك ليلية، وكانوا يتركون دباباتهم ومدرعاتهم خلال الليل، وينتقلون لأماكن أخرى، وهنا كنا نستغل أجهزة الرؤية الليلية الحديثة التى وفرتها لنا القيادة العامة للقوات المسلحة، وكنا ومجموعات الصاعقة ندمر تلك الدبابات، ونوقع خسائر كبيرة فى صفوف القوات الإسرائيلية ليلاً.
ماذا عن تطوير الهجوم؟
- فوجئنا بأن جبل الطاسة كان بمثابة خط بارليف آخر، وعليه صواريخ «التاو» المضادة للدبابات، مما تسبب فى خسائر كبيرة لنا. لكن بفضل الله، والتدريب والتخطيط المتميز، وحافز استرداد الكرامة، نجحنا فى الانتصار.
«تكتيك قتالي جديد»
حرب أكتوبر المجيدة خالفت مقاييس الحروب العالمية فى مجال المدرعات، ففى الحروب تجد المشاة أمام المدرعات وهى فى الخلف، وهو تكتيك سوفيتى سائد وقتها، ولكننا كنا نتحرك أمام المشاة لحمايتهم، والحمد لله تحقق النصر، بفضل الإعداد والتخطيط والتدريب الجيد، وتأييد المولى عز وجل لنا.
0 تعليق