مفتي البوسنة والهرسك: مصر لها دور في نشر الإسلام الوسطي ومكافحة الأفكار التكفيرية

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مفتي البوسنة والهرسك: مصر لها دور في نشر الإسلام الوسطي ومكافحة الأفكار التكفيرية, اليوم الأربعاء 11 سبتمبر 2024 09:46 مساءً

رغم بُعد المسافات بين القاهرة وسراييفو عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك، واختلاف اللغة والعادات والتقاليد، إلا أنّ لدار الإفتاء المصرية الحضور الطاغى فى نشر الإسلام الوسطى لمواجهة الإسلاموفوبيا ومكافحة التطرّف والأفكار التكفيرية، التى عانى منها على مدار عقود طويلة، ذلك البلد الأوروبى الصغير، الواقع فى منطقة البلقان، لتضع الدار بصمتها المميزة داخل المؤسسات الدينية ومنابر المساجد، وصولاً إلى منازل البوسنيين، واعتناقهم الإسلام.

وحول الدور المؤثر لدار الإفتاء المصرية، على جميع الأصعدة، قال الشيخ حسين كفازوفيش، رئيس العلماء والمفتى العام فى البوسنة والهرسك، إن الإيمان فى هذا الكفاح من أجل نشر الصورة المعتدلة للإسلام، بالإضافة إلى الوقوف بالمرصاد للتكفيريين هو سندنا الموثوق، ومصدر قوتنا وعزيمتنا.

ولفت إلى أنّ لدار الإفتاء النصيب الأكبر لتنوير عقول سكان البوسنة والهرسك، وذلك من خلال تعزيز قيم الإيمان والخير والأخلاق الحميدة، التى ينبغى أن يقوم عليها الجنس البشرى، وهى مرشدنا الأمين فى كل الأزمان.

وتابع: «نحن نخضع لامتحان متواصل حتى نؤكد هذه القيم فى تصرفاتنا وفى اتخاذ المواقف الأخلاقية تجاه ما يحيط بنا من أحوال وظواهر»، مؤكداً أنّ المسلمين يستطيعون التأثير على الناس من خلال المسئولية الكبرى التي يحملونها، إذ إنه بإمكاننا توجيههم إلى أحسن طريق.

وتابع رئيس العلماء والمفتي العام فى البوسنة والهرسك، أنّ دار الإفتاء تحاول جاهدة وبشكل دؤوب عبر أنشطتها الدائمة نشر الإسلام بأبسط الطرق وبالمنطق والعقل، والحجة والإقناع، وبالترغيب وليس بالترهيب.

وأضاف: «لذلك لا يمكن أن نفصل دور دار الإفتاء عما وصلت إليه البوسنة والهرسك من تخريج علماء ورجال دين وطلاب علم، ليُتوج الأمر بالتكريم فى المحافل الدولية وحصد عدد من الجوائز الكبيرة والعريقة، التى تحظى بتاريخ قديم، وعلينا أن ندعو إلى القيم الإسلامية الخالدة ولا طريق آخر»، لافتاً إلى أنّ هناك جوانب أخرى مهمة للمساهمة بنشر الصورة الصحيحة عن الإسلام.

وتابع: «يجب أن يتركز اهتمامنا على احتياجات الإنسان فى عصرنا، فالحياة فى الأرض صعبة بذاتها، والإيمان هو الوسيلة للتخفيف من وطأتها، وفى هذا أجد الاهتمام والمسئولية الكبرى بالنسبة لنا جميعاً، نحن الذين منحنا الفرصة لإرشاد الآخرين، وإننا إذ نسعى لتحقيق ذلك، فلنضع دائماً نُصب أعيننا حديث النبى محمد، صلى الله عليه وسلم: «بشّروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا».

وأكد أن مسلمى البوسنة مشبّعون بالحب ومقتدون بسماحة الإسلام وبهجته، وتمكنوا من بناء عالم جديد فى قلب أوروبا لإيصال رسالة الإسلام، الأمر الذى أثرى أوروبا وجعلها أكثر تنوعاً. وأشار أيضاً إلى أن البوسنة والهرسك، رغم كونها بلداً صغيراً فى أوروبا، فقد أصبحت ملتقى للديانات والثقافات المتعدّدة، مؤكداً أنّ شعب البوشناق اعتنق الإسلام قبل أكثر من خمسة قرون، ودمجوا معه ثقافة وحضارة أثّرت بشكل كبير فى بناء هوية وطنية بوسنية فريدة.

وواصل: «يعود الفضل الكبير فى هذا المسار إلى الناس العاديين والحرفيين والمهرة، خاصة العلماء، الذين كانوا وما زالوا حملة مصباح الإيمان والحرية والمحبة فى شعبنا». وتابع: «هنا أقدم الشكر لجهد مسلمى البوسنة والهرسك، من أجل تقديمهم قيم الدين فى أحسن صورة، فى الجزء الذى يعيشون فيه من هذا العالم».

ولفت الشيخ حسين كفازوفيش إلى أنّ الجهود المبذولة لإيصال الصورة الصحيحة للإسلام ليست مقتصرة فقط على دار الإفتاء، التى لها الدور الأكبر، ولكنها ممتدة للأزهر الشريف، والذى يُعد منارة وقبلة طلاب العلم على مستوى العالم.

وأضاف: «مصر لم تبخل علىّ بعلمها، حيث أتاحت لى فرصة تلقى التعليم فى الأزهر قبل أربعين عاماً».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق