تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، تنطلق في أبوظبي يوم الاثنين أعمال الندوة العلمية للمجلس الدولي للرياضة العسكرية «السيزم» (CISM)، بمشاركة نخبة من كبار المسؤولين العسكريين والخبراء والأكاديميين والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
وتأتي الندوة التي تنعقد كل عامين في إحدى الدول الأعضاء بالمجلس، إلى دولة الإمارات للمرة الأولى على مستوى المنطقة لتُسلّط الضوء على «الجاهزية البدنية والمرونة في القوات المسلحة: التحديات واستشراف المستقبل»، حيث تعتبر من أبرز الفعاليات العالمية المتخصصة في مجال الرياضة العسكرية، وتشكّل منصة استراتيجية لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي في المواضيع المرتبطة بالتدريب العسكري والجاهزية البدنية.
تستقطب نسخة الندوة لهذا العام، على مدى ثلاثة أيام في فندق «دوست تاني - أبوظبي» خلال الفترة من 20 إلى 22 أكتوبر الجاري، أكثر من 130 مشاركاً، يُمثلون 35 دولة عضواً، إلى جانب 43 متحدثاً سيقدمون رؤى علمية وخبرات عملية متقدمة حول الجاهزية البدنية والمرونة في القوات المسلحة، من خلال 39 محاضرة متخصصة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في أبوظبي الجمعة للإعلان عن تفاصيل الندوة، بحضور اللواء الركن عبيد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لندوة السيزم 2025، والعقيد نيلتون جوميز فيلهو، رئيس المجلس الدولي للرياضة العسكرية (السيزم)، والعقيد البحري روبرتو ريكّيا، الأمين العام للمجلس الدولي للرياضة العسكرية، واللواء راشد الدوسري، نائب رئيس المجلس عن قارة آسيا، والعميد الركن أيوب الفلاسي، رئيس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة في المجلس الدولي للرياضة العسكرية، والدكتور جاسم محمد الزعابي، نائب الرئيس لتطوير الأعمال، في مجموعة إيدج.
تعزيز السلام عبر الرياضة
وقال اللواء الركن عبيد علي المنصوري: استضافة دولة الإمارات لهذا الحدث العالمي تترجم توجيهات قيادتنا الرشيدة نحو تعزيز مكانة الدولة كوجهة رئيسية للفعاليات الدولية الكبرى، وترسخ الثقة الرفيعة التي تحظى بها دولة الإمارات على الساحة العالمية».
وأضاف: «تتمتع وزارة الدفاع بخبرات ريادية أثبتت قدراتها وإمكانياتها في تنظيم مبادرات نوعية في مختلف المجالات المرتبطة بالقطاع الدفاعي».
من جانبه أشاد العقيد نيلتون جوميز فيلهو، بتنظيم وزارة الدفاع لندوة السيزم 2025 منوهاً بحفاوة دولة الإمارات وقدراتها وإمكانياتها في إدارة واستضافة فعاليات عالمية كبرى وفق أعلى مستويات الجاهزية والمرونة.
وقال العميد الركن أيوب الفلاسي «دولة الإمارات لعبت منذ انضمامها إلى عضوية المجلس في عام 1974، دوراً فاعلاً في دعم الرياضة العسكرية وتطوير منظوماتها في إطار تعاوني دولي».
برنامج علمي متكامل
ويتضمن البرنامج العلمي للندوة جلسات حوارية وورش عمل وعروضاً متخصصة يقدمها نخبة من الأكاديميين والخبراء والباحثين من مختلف دول العالم. وتشمل الموضوعات المطروحة محاور حيوية من أبرزها الطب الرياضي والرياضات القتالية والتكنولوجيا الحديثة وتغير المناخ.
وتهدف هذه الجلسات إلى طرح أحدث الدراسات العلمية وتبادل أفضل الممارسات والخبرات، بما يُسهم في تطوير الجيوش وتعزيز قدراتها على مواجهة التحديات المستقبلية. كما يشكّل البرنامج العلمي منصة لإطلاق مبادرات بحثية تسعى إلى دمج المعرفة النظرية بالتطبيقات العملية، بما يُواكب متطلبات المستقبل العسكري في مجالات التدريب والجاهزية.
منصة للتفاهم والسلام
وتكتسب هذه الندوة إلى جانب دورها العلمي والبحثي، أهمية إضافية كونها منصة لتعزيز الدبلوماسية الدفاعية وبناء جسور التفاهم والسلام بين شعوب العالم عبر الرياضة. فالرياضة العسكرية تُمثل وسيلة فاعلة لتقريب وجهات النظر وتعزيز التعاون الدولي، وتؤكد استضافة الإمارات للحدث التزامها الراسخ بالقيم الإنسانية التي تدعو إلى نشر السلام والاستقرار والتقارب بين الشعوب.
ومنذ انضمامها إلى عضوية المجلس الدولي للرياضة العسكرية عام 1974 والذي يضم 140 دولة عضواً، لعبت وزارة الدفاع الإماراتية دوراً محورياً في دعم أنشطة المجلس عبر استضافة وتنظيم بطولات ومبادرات دولية كبرى، فضلاً عن الإسهام الفاعل في تعزيز البحث العلمي في مجال الرياضة العسكرية من خلال المشاركة المستمرة في المؤتمرات والندوات المتخصصة.
0 تعليق