يوسي كوهين: خطة "التهجير المؤقت" لسكان غزة كادت تتحول إلى مشروع إقليمي والسيسي أسقطها

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يوسي كوهين: خطة "التهجير المؤقت" لسكان غزة كادت تتحول إلى مشروع إقليمي والسيسي أسقطها, اليوم الاثنين 24 نوفمبر 2025 01:06 مساءً

رام الله - دنيا الوطن
كشف المدير السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، يوسي كوهين، في كتابه الجديد "بالأحابيل تصنع لك حرباً"، تفاصيل مثيرة حول دوره في صياغة ما وصفه بـ"خطة التهجير المؤقت" لسكان قطاع غزة نحو سيناء خلال الحرب التي اندلعت عقب هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر 2023، مؤكداً أن الفكرة لاقت موافقة سياسية داخل إسرائيل قبل أن يرفضها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ويوقفها تماماً.

ويقدّم الكتاب، رواية داخلية لطريقة تفكير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خلال الحرب، كما يعرض لأساليب عمل "الموساد" وتجارب كوهين الشخصية في ميادين عدة.

يقول كوهين في كتابه إنه هو من بادر إلى إعداد خطة تهجير نحو مليون ونصف المليون فلسطيني من قطاع غزة إلى سيناء بعد هجوم "حماس". ويؤكد أن الكابنيت الإسرائيلي صادق على الخطة، وكلفه بالتواصل مع دول عربية لإقناعها بأنها "إجراء مؤقت" هدفه ـ بحسب زعمه ـ تخفيف الإصابات بين المدنيين.

وبحسب روايته، فقد جال كوهين على عواصم عربية عدة، لكنه واجه خشية واضحة من أن يتحول "التهجير المؤقت" إلى ترحيل دائم. ويذكر أنه عرض الحصول على ضمانات دولية من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان والصين والهند لإثبات الطابع المؤقت للخطوة.

لكن الحسم جاء من القاهرة، إذ يقول كوهين إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض الخطة بشكل قاطع، وأغلق الباب أمام تنفيذها نهائياً. وبعد سقوط المشروع، طُرح اسم كوهين لرئاسة فريق التفاوض حول صفقة تبادل الأسرى، إلا أن رؤساء أجهزة أمنية إسرائيلية أخرى عارضوا ذلك، مما أدى إلى إسقاط الاقتراح.

يشير كوهين في كتابه إلى أن إسرائيل تخسر "معركة الرأي العام"، ليس بسبب ما يصفه منتقدوها بأنه مجازر وجرائم حرب ارتُكبت ضد المدنيين في غزة، بل بسبب "فشل الدعاية الإسرائيلية". ويبدو أنه يتجاهل حجم التدمير الهائل في القطاع، ويصرّ على أن سبب التعاطف العالمي مع الفلسطينيين هو قدرة "حماس" على التأثير إعلامياً، لا حجم المأساة الإنسانية.

ويقدّم كوهين صيغة دعائية يعتبر أن على إسرائيل تبنّيها، مستشهداً بتصريحات خالد مشعل الرافضة لحل الدولتين، لكنه يتجاهل بالكامل أن منظمة التحرير الفلسطينية ـ التي تعترف بإسرائيل ـ تتعرض لتهميش إسرائيلي مستمر.

و يكشف كوهين فصولاً من عمله السري، مؤكداً أنه اضطر لتقمص شخصيات عديدة، بينها "خبير آثار" في بعلبك اللبنانية و"هاوي جمع أكياس شاي" خلال عملية في السودان. ويعرض بتفصيل أساليب التجنيد التي يعتمدها "الموساد"، والتي وصفها بأنها "الأدوات نفسها منذ آلاف السنين"، مؤكداً أنها ترتكز على نقاط الضعف الإنسانية، والمصالح، والدوافع المالية أو العاطفية أو الشخصية.

ويشرح أن "الهدف يجب أن يدرك أنه سيخسر كثيراً إن لم يتعاون"، مضيفاً أن "الموساد" يوظف هذا المبدأ مع ضباط كبار في جيوش معادية أو علماء بارزين في دول مثل إيران، وصولاً إلى مرحلة يصبح فيها العميل "رهينة الخيانة" تحت تهديد كشفه.

 يتوقف كوهين عند التعاون الدولي الذي يصفه بأنه "أحد أهم عناصر قوة الموساد"، ويقول إن الجهاز ساهم في كشف عمليات إرهابية في أوروبا وأستراليا، منها إنذار مبكر لهجوم في بلجيكا عام 2016، وإحباط مخطط لتفجير طائرة مدنية في رحلة بين أبوظبي وسيدني.

ولا تختلف تركيا عن الدول الأخرى، إذ يؤكد كوهين أن العلاقات السياسية المتوترة لم تمنع تقديم معلومات لتركيا عام 2018 ساعدت في كشف خلايا مسؤولة عن 16 هجوماً.

يبدو كوهين في كتابه حريصاً على تقديم صورة متكاملة عن نفسه، ليس كرئيس سابق لـ"الموساد" فحسب، بل كرجل دولة قادر على قيادة إسرائيل في مرحلة عاصفة. ويرى مراقبون أن عرض إنجازاته، وإبراز علاقاته الواسعة مع قادة عرب وغربيين، يندرجان ضمن مساعٍ لتمهيد الطريق نحو رئاسة الحكومة.

ويردد كوهين أن "القائد القوي هو الذي يقدّم تنازلات"، مستشهداً باتفاق السلام بين مصر وإسرائيل بعد حرب 1973، ويؤكد أنه تأثر بشدة عند توقيع الاتفاق الإبراهيمي بين إسرائيل ودول عربية، مشدداً على أن "السلام الحقيقي يُبنى بعد إظهار القوة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق