ضرب الإعصار «ميليسا» الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا مساء الأربعاء، بعد أن خُفِّض تصنيفه إلى الفئة الثالثة، متسبباً في تشريد أكثر من 700 ألف شخص في كوبا، فيما كانت جامايكا المجاورة أعلنت حال الطوارئ عقب الدمار الذي خلّفه الإعصار هناك وحرمان أكثر من نصف مليون شخص من الكهرباء.
وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير إن «الإعصار ميليسا،   تراوحت شدته بين الفئتين الثالثة والخامسة على مقياس سافير–سمبسون، مصحوباً برياح تجاوزت 200 كيلومتر في الساعة»، مضيفاً أنه يتجه شمالاً نحو جزر البهاماس وبرمودا.
وأوضح المركز أن سرعة الرياح بلغت في جامايكا الثلاثاء 300 كيلومتر في الساعة، ما جعل «ميليسا» أقوى عاصفة استوائية يشهدها العالم في عام 2025، وفق تحليل أجرته وكالة فرانس برس، استناداً إلى بيانات الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي.
  وأكدت السلطات الكوبية إجلاء 735 ألف شخص من مقاطعات سانتياغو دي كوبا وهولغوين وغوانتانامو، معلنة «حالة التأهب» في ست مقاطعات شرقية.
ونقلت وسائل إعلام رسمية أن فرق الإنقاذ تحاول إجلاء 17 شخصاً حاصرتهم المياه والانهيارات الأرضية في سانتياغو دي كوبا. وقال الطبيب ليونيس فرانكوس، أحد العالقين، لموقع «كوبا ديبيت» الإخباري: «نحن في مكان آمن ونحاول الحفاظ على هدوئنا»، مشيراً إلى أن بين العالقين طفلين وخمسة مسنين وعدداً من المصابين بأمراض مزمنة.
وأضاف الموقع أن «المياه تجرف كل ما في طريقها» في سلسلة جبال سييرا مايسترا، وأن الظلام وصعوبة الحركة حالا دون تحديد حجم الخسائر في عدد من القرى المنخفضة.
وفي هايتي المجاورة، أمرت السلطات بإغلاق المدارس والمتاجر والمؤسسات الحكومية تحسباً للعاصفة، في وقت ارتفعت حصيلة ضحايا الإعصار في الكاريبي إلى سبعة قتلى: ثلاثة في جامايكا، وثلاثة في هايتي، وواحد في جمهورية الدومينيكان.
وكانت جامايكا قد تعرّضت الثلاثاء لدمار واسع، إذ اقتُلعت الأشجار وتضررت الطرق والبنية التحتية. وقال وزير شؤون الجماعات المحلية ديزموند ماكنزي إن أكثر من 530 ألف شخص انقطع عنهم التيار الكهربائي، مضيفاً أن «العمل جارٍ لاستعادة الخدمة مع إعطاء الأولوية للمستشفيات ومحطات الضخ ومعالجة المياه».