مقترح جديد بتشكيل قوتين دوليتين لإدارة غزة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إسرائيل ـــ رويترز

في مبنى رمادي اللون يستخدم عادة كمركز للشحن في منطقة صناعية بجنوب إسرائيل، بدأت قوات أمريكية مهمة معقدة تشمل مراقبة وقف إطلاق النار الهش في غزة والتخطيط لتشكيل قوة دولية، لتحقيق الاستقرار في القطاع.

وأوضح ثلاثة دبلوماسيين مطلعين على المناقشات أن من بين المقترحات تشكيل قوتين، إحداهما لتأمين الحدود بين إسرائيل وغزة والأخرى تعمل داخل القطاع.

وأعلن الجيش الأمريكي هذا الأسبوع أن نحو 200 جندي من ذوي الخبرة في مجالات النقل والتخطيط والأمن والهندسة بدأوا في مراقبة وقف إطلاق النار، وسينظمون تدفق المساعدات والمساعدات الأمنية إلى غزة.

وقال مصدران أمنيان إسرائيليان ومسؤول مطلع على المحادثات إن الخطة الأمريكية تنص على أن تدخل القوة الدولية تدريجياً بدءاً من منطقة رفح الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في جنوب القطاع.

ويعمل مركز التنسيق المدني العسكري من مجمع أعمال يقع في الجهة المقابلة لمصانع خشب وصلب في مدينة كريات جات إلى الشمال الشرقي من قطاع غزة. ويستضيف المبنى أيضاً عسكريين إسرائيليين وبريطانيين وكنديين.

تشكيل قوة دولية

واحدة من المهام الرئيسية تتمثل في إنشاء قوة دولية مدعومة من الولايات المتحدة في غزة، وفي حين استبعدت الولايات المتحدة إرسال جنود أمريكيين إلى القطاع، فإنها تسعى للاستعانة بقوات من عدة دول أخرى.

ويعد إنشاء قوة دولية جزءاً رئيسياً من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، ولكن هناك عدداً من العقبات التي تواجه ذلك بداية من استعداد الدول العربية وغيرها من الدول لإرسال قوات إلى مخاوف إسرائيل بشأن تشكيل القوة.

وقال إيتمار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن «سيكون من الضروري منع استمرار الصراع.. إنه أمر ممكن، لكنه سيكون بالغ الصعوبة».

ومن بين التحديات الرئيسية أن حركة حماس لم تقطع حتى الآن التزاماً بنزع سلاحها، ومنذ أن تم التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار قبل أسبوعين شرعت في حملة إجراءات صارمة ضد المجموعات التي تشكل تهديداً لقبضتها على السلطة.

ورداً على سؤال حول نشر قوة دولية، قال متحدث باسم حماس إنها مسألة حساسة تتطلب مناقشة مستفيضة قبل أن تتخذ الحركة موقفاً.

ضبابية حول التفويض

وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى موقع المراقبة في كريات جات الجمعة في واحدة من أولى محطات زيارة تستغرق يومين في إسرائيل. وقال إن المناقشات لا تزال جارية حول قواعد الاشتباك الخاصة بالقوة الدولية وما إذا كانت ستعمل بموجب تفويض من الأمم المتحدة.

وقال مسؤولون مطلعون على المحادثات إن هناك مناشدات تم توجيهها لعدد من الدول للانضمام إلى القوة، لكن كثيرين توخوا الحذر من تقديم وعود بدون معرفة شكل هذه القوة.

وأضافوا أن بعض الدول الأوروبية تريد أن يعمل داخل غزة آلاف من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية الذين يتم تدريبهم في مصر والأردن إلى جانب قوات دولية بعدد أقل.

وأوضح ثلاثة دبلوماسيين أن من بين المقترحات تشكيل قوتين، إحداهما لتأمين الحدود بين إسرائيل وغزة والأخرى تعمل داخل القطاع. وبموجب هذه الخطة، قد يعمل البعض من الشرطة الأوروبية كمراقبين داخل غزة إلى جانب القوات الفلسطينية مباشرة، لكن الدبلوماسيين الثلاثة قالوا إنه لم يتضح بعد ما هي الدول التي ستشارك في هذه الخطة.

وذكر اثنان من المسؤولين أن وتيرة انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي تشرف عليها القوة الدولية قيد المناقشة. ولم يرد الجيشان الأمريكي والكندي على طلب للتعليق. وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن «عدداً محدوداً» من المسؤولين عن التخطيط كانوا في المركز، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التعليقات.

تساؤلات حول إمكانية التطبيق

يشكك إتش إيه هيلير، وهو باحث كبير في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا، في مسألة أن عدداً كافياً من الدول سيلتزم بإرسال قوات لإنجاح القوة. وقال هيلير إن معظم الدول ستتردد في تقديم وعود بإرسال قوات إذا كان من المتوقع لهذه القوات أن تحارب حماس، بينما ستحجم الدول العربية عن المشاركة ما لم يكن هناك دفع كبير باتجاه إقامة دولة فلسطينية.

وأضاف «لن تود أي دولة المخاطرة بإدخال قواتها في مستنقع عسكري» ما لم توافق حماس على التعاون بشأن نزع سلاحها. وألمح نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس خلال زيارته لإسرائيل هذا الأسبوع إلى أن تركيا وإندونيسيا يمكنهما أن تشاركا في ذلك. لكن هناك توتراً بالفعل إذ أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إلى معارضته لاضطلاع القوات التركية بأي دور في غزة.

وقال أساف أوريون، الذي كان مسؤولاً عن السياسات الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي والباحث حالياً في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن إسرائيل ستستأنف الحرب على الأرجح إذا لم يتم إنشاء هذه القوة، وإذا رفضت حماس نزع سلاحها. وأضاف أن إسرائيل «لا تحب أن تكتفي بمشاهدة التهديدات وتفضل منعها واستباقها».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق