أعلنت الولايات المتحدة فرض حزمة جديدة من العقوبات على موسكو، مستهدفة قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي. ورحّبت أوكرانيا والاتحاد الأوروبي بالعقوبات الأمريكية، معتبرين إياها رسالة قوية لوحدة الموقف الغربي تجاه روسيا، بينما أبدت موسكو غضبها من العقوبات الإضافية، وحذرت من ردّ ساحق في حال أي هجوم على الأراضي الروسية.
واستهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكبر شركتي نفط روسيتين، سعياً لدفع موسكو نحو وقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا. وتمثل شركتا «روسنفت» و«لوك أويل» معاً حوالي 50% من الصادرات الروسية، وتعد العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب تحولاً دراماتيكياً، وهي أكبر حتى مما كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن مستعدة لفعله بسبب قلقها من ارتفاع الأسعار العالمية. كما تستهدف حزمة العقوبات الجديدة قطاعات حيوية تشمل الصناعات الدفاعية والبنوك وشركات التكنولوجيا والطاقة، في إطار رد واشنطن على ما وصفته ب«الهجمات المستمرة ضد أوكرانيا ومحاولات تقويض النظام الدولي».
ولقيت العقوبات ترحيباً من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، واعتبرت بروكسل هذه الخطوة «إشارة واضحة إلى وحدة الموقف الغربي»، مشيرة إلى أنه يدرس بدوره حزمة مماثلة لتعزيز الضغط على موسكو، بينما وصف الرئيس فولوديمير زيلينسكي الإجراءات الأمريكية بأنها «رسالة قوية إلى الكرملين تؤكد استمرار الدعم لأوكرانيا»، معرباً عن أمله في أن تسهم هذه العقوبات في «إضعاف القدرات العسكرية الروسية».
في المقابل، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس أن أي هجوم على العمق الروسي سيواجه «ردّاً شديداً وساحقاً»، مشدداً على أن موسكو لن ترضخ أبداً للضغوط الخارجية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن بوتين قوله إن العقوبات الأمريكية ضد قطاع الطاقة تمثل محاولة للضغط على موسكو، لكنها لن تؤثر بشكل كبير في الاقتصاد الروسي. وأضاف: «العقوبات جدية بالنسبة إلينا بالتأكيد، وستكون لها بعض التداعيات، لكنها لن تؤثر بشكل كبير في صحتنا الاقتصادية»، واعتبرها «خطوة غير ودية لا تعزز العلاقات الروسية–الأمريكية التي بدأت للتو في التعافي».
وحذر بوتين من أن روسيا سترد بقوة في حال استهداف أراضيها بصواريخ «توماهوك» الأمريكية، التي تسعى أوكرانيا للحصول عليها من واشنطن. ودعا الرئيس الروسي إلى مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن «الحوار أفضل دائماً من المواجهة والخلافات، بل وأفضل من الحرب».
من جهتها، ردّت الخارجية الروسية بلهجة حادة، معتبرة العقوبات «غير شرعية وغير مجدية»، وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاقتصاد الروسي «أثبت مرونته وقدرته على التكيّف مع الضغوط»، مضيفاً أن موسكو «ستواصل عمليتها الخاصة في أوكرانيا حتى تحقيق أهدافها». (وكالات)
عقوبات أمريكية جديدة على أكبر شركتي نفط لروسيا
عقوبات أمريكية جديدة على أكبر شركتي نفط لروسيا


















0 تعليق