لم يكن الرفض القاطع لأي مسعى إسرائيلي لضم الضفة الغربية، هو ما تبنته فقط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بل كشفت مصادر مطلعة أنها شددت أيضاً على أنها لن تسمح بأي ضربات إسرائيلية مفاجئة قد تهدد اتفاق وقف إطلاق النار، فيما تكشفت تفاصيل جديدة عن اجتماع نادر عقده جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي في مقر قيادة الأركان الإسرائيلية بعد تدشين مركز تنسيق عسكري.
مصادر عسكرية إسرائيلية، أكَّدت في تصريحات لصحيفة هآرتس، أن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل من أي مفاجآت، وأكدت أنها لن تتسامح مع أي هجوم قد يؤدي إلى انهيار اتفاق وقف حرب غزة، وأن أي عملية استثنائية في غزة بما في ذلك الغارات الجوية، يجب أن تتم بتنسيق مسبق مع واشنطن.
وتقول مصادر إسرائيلية: إن إدارة ترامب لا تعتبر هذا طلباً للحصول على الضوء الأخضر قبل أي عمل عسكري، لكنها تؤكد بجلاء أنها لن تتسامح مع أي مفاجآت إسرائيلية.
فانس في مقر قيادة الأركان الإسرائيلي
وعلى غير العادة، عقد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الذي يزور إسرائيل حالياً اجتماعاً مع مسؤولين في قاعة اجتماعات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، وحضر الاجتماع الأمني مع فانس وزير الدفاع إسرائيل كاتس، ووزير الأمن الاستراتيجي رون ديرمر، وكبار ضباط الجيش الأمريكي وجيش الدفاع الإسرائيلي، وعلى رأسهم قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر.
وأطلع كبار ضباط الجيش الإسرائيلي فانس على تقييم للوضع على جبهات متعددة، كما التقى عدد من الجنرالات بمعوثي ترامب جاريد كوشنر وستيف ويتكوف خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي الاجتماعات، أكد الإسرائيليون على ضرورة نزع سلاح حماس قبل أن تبدأ عملية إعادة إعمار غزة، وأهمية تحديد تشكيلة وصلاحيات القوة المتعددة الجنسيات التي من المفترض أن تدخل غزة، والمطلب الإسرائيلي بإعادة الرهائن الثلاثة عشر المتوفين المتبقين في غزة.
مركز التنسيق العسكري
وافتتحت الولايات المتحدة الأسبوع الجاري مركز التنسيق المدني العسكري في «كريات غات» جنوب إسرائيل، حيث سينسقون الخطوات العسكرية المقبلة في غزة.
ويتمركز في المقر حوالي 200 ضابط وجندي أمريكي، كما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم) قولها: إن مركز تنسيق جديد سيقام في جنوب إسرائيل، وسيلعب دوراً أساسياً لانتقال غزة نحو استقرار مستدام. وأضافت أن دولاً كثيرة مهتمة بالانضمام إلى جهود تحقيق الاستقرار في غزة، لافتة إلى أنه سيكون أوسع بكثير من مجرد تحالف عسكري. وأكدت القيادة المركزية الأمريكية، أن الوضع في غزة هش للغاية والخروج من عامين من الصراع ليس سهلاً.
وغيّرت إدارة ترامب موقفها تجاه حكومة نتنياهو، وبدأت بالضغط للتوصل إلى وقف إطلاق نار واتفاق بشأن الرهائن والسجناء، عقب محاولة اغتيال قادة حماس الفاشلة في قطر في 9 سبتمبر/أيلول 2025.
وتتأثر تحركات الأمريكيين المكثفة حالياً بحادثة وقعت في وقت سابق من هذا الأسبوع، قُتل فيها ضابط وجندي إسرائيلي في اشتباك مع مسلحين من حماس داخل الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية قرب رفح، فيما عبر ترامب عن خشيته من أن يؤدي حادث آخر إلى إفشال تنفيذ الاتفاق، ومن ثم تجدد الحرب.
وأكدت إدارة ترامب أنها ستواصل الضغط على حماس للوفاء بالتزاماتها بإعادة باقي جثامين الرهائن، وتحدثوا عن ضرورة مواصلة تنفيذ الاتفاق، بما في ذلك المزيد من الانسحابات الإسرائيلية، ونشر القوة متعددة الجنسيات، وتشكيل حكومة تكنوقراط في غزة، وإنشاء منطقة خضراء في رفح، حيث ستبدأ عملية إعادة الإعمار.
في الواقع، لا تزال حوادث إطلاق نار قائمة، معظمها تتمثل في إطلاق جنود إسرائيليين النار على فلسطينيين بزعم عبروهم للخط الأصفر أثناء محاولتهم التوجه شرقاً وتوسطت إدارة ترامب وقطر ومصر وتركيا لإنهاء عامين من القصف وإراقة الدماء في غزة.

















0 تعليق