أجلت السلطات الصينية عشرات آلاف الأشخاص قبل أن يضرب الإعصار «ماتمو» جنوب الصين، فيما قتل أكثر من 20 قتيلاً بانزلاقات أرضية في شمال شرق الهند، ولقي 42 شخصاً مصرعهم جراء فيضانات وانزلاقات أرضية في نيبال، وتُوفي خمسة أشخاص جراء عواصف عنيفة تضرب أوروبا وتسببت في تعطل الملاحة الجوية والبحرية.
فقد أجلت السلطات الصينية 197 ألف شخص من منازلهم في جزيرة هاينان و150 ألفاً في مقاطعة غوانغدونغ، بحسب وكالة «شينخوا». وسجّل المركز الوطني للأرصاد الجوية رياحاً بلغت سرعتها أكثر من 150 كيلومتراً في الساعة.
كما توقفت حركة النقل العام وتم تعليق العمل في مواقع البناء وأغلقت الأعمال التجارية في مدن ساحلية بينها هايكو وونتشانغ وزانجيانغ وماومينغ. كذلك أعلنت مدينة بيهاي في منطقة قوانغشي تعليق العمل والصفوف الدراسية والمواصلات. والغيت الرحلات الجوية والعديد من الفعاليات في إقليم هاينان.
وذكرت شبكة «سي سي تي في» أن العاصفة أدت بالفعل إلى ارتفاع منسوب مياه البحر في ميناء في ماومينغ صباح الأحد، ما أدى إلى خطر «كبير» بحدوث فيضانات. ويتوقع أن تتواصل الأمطار الغزيرة والرياح العاتية في هاينان وأجزاء من غوانغدونغ وقوانغشي.
وذكرت تقارير إعلامية رسمية في الصين أن جهود الإنقاذ تواصلت الأحد لفتح الطريق أمام الوصول إلى مواقع تخييم على المنحدر الشرقي لجبل إيفرست في التبت، حيث يحاصر نحو ألف شخص بسبب عاصفة ثلجية.
وفي الهند، أسفرت انزلاقات أرضية نتجت من أمطار غزيرة انهمرت ليل السبت/الاحد في منطقة دارجيلينغ بشمال شرق البلاد، عن مصرع عشرين شخصا على الاقل. وقال هارش ف. شرينغلا العضو في البرلمان الهندي عبر منصة إكس «قضى أكثر من عشرين شخصاً بحسب الحصيلة الحالية. باتت مناطق بأسرها في الجبال معزولة ودمرت طرق».
وفي نيبال المجاورة قضى 42 شخصاً بسبب انزلاقات أرضية وفيضانات أحدثتها أمطار غزيرة منذ الجمعة، وفق ما أفادت السلطات أمس الأحد. وقالت الوكالة الوطنية المكلفة الحالات الطارئة «قضى 42 شخصاً إلى الآن في كوارث مختلفة نجمت عن الأمطار، إضافة إلى خمسة آخرين لا يزالون مفقودين». وأُحصي 37 على الأقل من هؤلاء القتلى في إقليم ايلام بشرقي البلاد.
وأفاد مسؤول في الإدارة المحلية فرانس برس أن «الطرق مقطوعة. بعض المناطق يصعب جداً الوصول اليها. فرق الإغاثة مضطرة إلى التوجه إليها سيراً». وفي العاصمة كاتماندو، فاضت البحيرات والأنهر بسبب الأمطار. وتمت تعبئة مروحيات ومراكب لإجلاء المنكوبين.
من جهة أخرى، ضربت عواصف عنيفة عددًا من الدول الأوروبية أمس الأحد، ما تسبب في مصرع ثلاثة أشخاص على الأقل، وتعطيل واسع لحركة النقل الجوي والبحري والبري، فيما واصلت العاصفة تحركها شرقاً من الجزر البريطانية نحو فرنسا وألمانيا، وسط تحذيرات من رياح عاتية ومد بحري مرتفع.
وفي فرنسا، لقي شخصان مصرعهما نتيجة تأثيرات عاصفة «إيمي»، أحدهما غرق في منطقة «إتريتات» قرب مدينة لوهافر، بعدما حالت الأحوال الجوية دون إنقاذه، فيما تُوفي آخر في حادث مرتبط بالرياح العاتية التي بلغت سرعتها 130 كيلومترًا في الساعة في بعض المناطق. وذكرت السلطات الفرنسية أن الرياح والأمطار الغزيرة تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 5 آلاف منزل في منطقة نورماندي، إضافة إلى انقطاعات متفرقة أخرى في مناطق مجاورة.
وفي بريطانيا وأيرلندا، تسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة في أضرار مادية واسعة وانقطاع للتيار الكهربائي، وأسفرت عن وفاة رجل في أيرلندا، قبل أن تتجه العاصفة إلى فرنسا وهولندا وألمانيا.
وفي ألمانيا، حذر المكتب الاتحادي للملاحة البحرية والهيدروغرافيا من عاصفة مد بحري قوية متوقعة على الساحل الألماني المطل على بحر الشمال، قد ترفع مستويات المياه إلى مترين فوق المعدل الطبيعي للمدّ العالي، خصوصاً في مناطق إلبه، فيزر، وإيمس.(وكالات)
0 تعليق