«يفعل ما نعتبره خيالاً»..جغرافيون يبدون «ذهولهم» حيال نهج ترامب

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سينت دي - أ ف ب


يرى علماء جغرافيا مجتمعون في فرنسا في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة تستحق أن تُدرس، ويصفونها بأنها «مذهلة» و«مروعة» في آن.


ويتردد ذكر ترامب بانتظام على مر المؤتمرات التي تعقد من الجمعة إلى السبت في إطار مهرجان الجغرافيا الدولي الذي تستضيفه كل سنة سان دييه دي فوج في شرقي فرنسا، حيث تقرر في 1507 إطلاق اسم «أمريكا» على العالم الجديد.


وقالت كاميي إسكوديه الباحثة في معهد العلوم السياسية في باريس: إن «موضوع المهرجان هذه السنة هو السلطة، وما يظهره لنا ترامب هو العودة إلى سلطة وطنية قوية متفلتة من أي ضوابط، في شكلها كما في تجلياتها الجغرافية».


وأضافت الخبيرة المتخصصة في المنطقة القطبية الشمالية، معلقة على مطامع ترامب المعلنة بضم كندا وغرينلاند:«إنه يبعث لدي تساؤلات».


وأوضحت «اعتبره شخصياً مادة سياسية ذات تبعات جغرافية، أحاول درسه على هذا الأساس، ويعبّر عن مسائل تمتّ إلى السلطة، والقوة والأراضي»، مع إقرارها بشعورها ببعض «القلق» حياله.

من أتباع نظرية «تفوق العرق الأبيض»


ويعرب خبراء آخرون عن قلقهم بصورة أكثر وضوحاً. وقالت آن لور أميلان شاري خبيرة الجغرافيا في جامعة غرونوبل-الألب الفرنسية، «إنه يتقن الديستوبيا. يحقق كل ما كنا نعتبره من باب الخيال»، مضيفة: «لديه الجرأة والقوة على إحداث انقلاب جذري في عالم القانون والإثبات بأن الأمر الواقع وحده بات واقعنا».


وتابعت خبيرة الحدود: «ليس وحده من فعل ذلك: بوتين فعله بالسلاح، الصينيون يفعلونه باستثماراتهم، لكن ما يجعل ترامب متفلتاً تماماً من أي اعتبارات، هو أنه يقوله. وهذا ما هو مذهل».


وقالت: «الحدود في كل مكان، تكمن حيث تريد القوة رسمها. وهذا ما يظهر جليا تماماً» مع العمليات التي تقوم بها إدارة الهجرة والجمارك (آيس) التي بدأت تنفيذ برنامج الترحيل الجماعي للمهاجرين الذي كلفها به ترامب.


من جانبه، كشف فريديريك جيرو الخبير في علم أسماء الأماكن في جامعة جنيف بسويسرا، أنه تلقى الكثير من طلبات التوضيح حين عمد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض إلى تبديل أسماء مواقع جغرافية.


وبقرار ترامب، بات اسم جبل «دينالي»، أعلى قمة أمريكية كانت حتى عام 2015، تستمد اسمها من لغة محلية في ألاسكا، «جبل ماكينلي»، تيمناً برئيس من القرن الـ 19 يحظى بإعجاب ترامب.


كما أمر بإعادة تسمية خليج المكسيك، الذي يعود اسمه إلى لغة من حقبة ما قبل الاستعمار الإسباني، «خليج أمريكا»، متوعداً بفرض عقوبات على الممتنعين عن استخدام التسمية الجديدة، مثل وكالة إيه بي.


وعلق جيرو: «هذا مروع، لأن فيه ذلك البعد المرتبط بعقيدة تفوق العرق الأبيض، والذي يتعارض مع التعهدات الدولية، ولا سيما أهداف التنمية المستدامة، والتي تروج لإدماج لغات الأقليات، والمعارف الأصلية والأحياء الفقيرة في ضواحي المدن».

«نهاية حقبة»


وفي مثال آخر على هذا النهج، لفت إلى أن ترامب يسعى من خلال حديثه عن تحويل قطاع غزة المدمر بفعل الحرب الإسرائيلية إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، إلى تبديل اسم من أصل كنعاني يعود إلى آلاف السنين، باسم أوروبي.


وقالت لورانس ناردون التي تدرس في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية،: «ما نشهده، وهو ما يبعث الذهول، هو نهاية حقبة، نهاية حقبة التعددية» القائمة على التعاون، والقانون الدولي والمؤسسات مثل الأمم المتحدة.


وتابعت «من وجهة نظر العلم السياسي، هذا مشوق تماماً»، كما أن «هناك من جانب آخر ناحية مثيرة لقلق شديد، وخاصة منذ يناير/كانون الثاني الماضي» عند بدء ولاية ترامب الثانية.


وقالت: «بقيت في غاية التفاؤل بشأن قدرة النظام الأمريكي على الصمود، لكنني أرى شخصياً أن ما يجري فظيع»، ذاكرة على سبيل المثال هجمات الإدارة على الجامعات ودولة القانون ووسائل الإعلام.


ورغم ذلك، لا تزال هناك مقاومة برأي فريديريك جيرو. وأوضح أنه خلافاً لعمالقة مثل «غوغل مابس» و«أبل بلانز» اللتين امتثلتا لأوامر ترامب، «هناك منصات تعاونيّة تقوم بدور المقاومة، وتتعرض لهجمات بصفتها تلك» مثل «ويكيبيديا بالطبع، وعلى صعيد الخرائط أوبن ستريت ماب».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق