سيدوارجو - أ ف ب
أكد مسؤول إندونيسي أن عناصر الإنقاذ لم يرصدوا «أي مؤشر على وجود أحياء» تحت أنقاض مدرسة انهارت قبل أيام، فيما لا يزال 59 شخصاً في عداد المفقودين، ما يثير مخاوف من عدم العثور على أي ناجين آخرين.
وانهار جزء من المدرسة الداخلية متعددة الطوابق في جزيرة جاوة فجأة، الاثنين أثناء تجمع الطلاب لأداء صلاة العصر.
وبعد أيام من عمليات الإنقاذ، يُخشى أن يكون 59 شخصاً دُفنوا تحت الأنقاض، بعد تأكيد مقتل خمسة أشخاص على الأقل.
وقال سوهاريانتو رئيس وكالة إدارة الكوارث في البلاد: «استخدمنا معدات عالية التقنية مثل المسيرات الحرارية، ومن الناحية العلمية لم نعثر على أي أثر للحياة». وانتظرت عائلات مفجوعة بقلق قرب موقع الحادث لسماع أخبار عن أحبائها. وعرض سكان قرب المدرسة على العائلات البقاء في منازلهم، ريثما يعثروا على المفقودين.
وقال مولانا بايو رزقي براتاما الذي فُقد شقيقه البالغ 17 عاماً: «أنا هنا منذ اليوم الأول. آمل أن أسمع خبراً ساراً، أن ينجو أخي. ما زلت متفائلاً».
وأضاف الشاب البالغ 28 عاماً: «مرت أربعة أيام، وآمل أن يُعثر على أخي قريباً. أشعر بالحزن، وأنا أفكر في وجوده هناك منذ أربعة أيام».
وانتشل رجال الإنقاذ خمسة ناجين من تحت الأنقاض الأربعاء، بينما طالبهم آباء مذعورون بتسريع جهودهم للعثور على عشرات الأطفال الذين يُعتقد أنهم ما زالوا عالقين.
وقال عبد الحنان (45 عاماً) الذي جاء للبحث عن ابنه البالغ 14 عاماً: «أبلغني صديقي الذي يدرس ابنه هنا أيضاً، بالانهيار. نعتقد أن أطفالنا ربما لا يزالون على قيد الحياة». وأضاف قبل أن ينفجر باكياً: «يجب الإسراع في عملية الإنقاذ. من الضروري إنقاذ الناجين، فالوقت ينفد».
وتتواصل التحقيقات لمعرفة أسباب الانهيار في بلدة سيدوارجو، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى مبنى لا يفي بمعايير البناء، بحسب خبراء.
عملية معقدة
قال محمد سيافي رئيس وكالة البحث والإنقاذ، إن عملية الانتشال معقدة، إذ إن الاهتزازات التي تحدث في مكان ما قد تؤثر في مناطق أخرى.
وقال لصحفيين: «لذا، للوصول إلى مكان الضحايا، علينا حفر نفق تحت الأرض».
إلا أن الحفر في حد ذاته يطرح تحديات، منها زعزعة الأنقاض. ولن يوفر أي نفق سوى طريق بعرض نحو 60 سنتيمتراً، بسبب أعمدة الهيكل الخرسانية.
وتُستخدم مسيّرات مزودة بمجسات حرارية لتحديد مواقع الناجين والقتلى مع انتهاء مهلة الـ 72 ساعة التي عادة ما تعتبر الحد الأقصى للنجاة.
وقال براتيكنو الوزير المنسق للتنمية البشرية والشؤون الثقافية، إن عائلات المفقودين وافقت الخميس، على استخدام معدات ثقيلة، مضيفاً أن عناصر الإنقاذ سيتوخون «أقصى درجات الحذر».
لكن العملية قد تستغرق أكثر من سبعة أيام في حال لا يزال أشخاص في عداد المفقودين، حسبما صرح مسؤول في وكالة البحث والإنقاذ لوكالة فرانس برس. عندما وقع الانهيار الاثنين، قال سكان، إنهم شعروا بهزة.
قال آني (50 عاماً) الذي يملك بقالة قرب الموقع«شعرت باهتزاز، ثم سمعت دوياً قوياً. ركضت على الفور لأنجو بنفسي، لم أدرك على الفور أن مبنى انهار».
وتعقدت عملية الإنقاذ بسبب زلزال ضرب الساحل ليل الثلاثاء الأربعاء، ما أدى إلى توقف البحث لفترة وجيزة. وأقامت منظمات خيرية محلية نقاطاً لتقديم الطعام والشراب للعائلات قرب أنقاض المدرسة.
وقال المتحدث باسم وكالة إدارة الكوارث، إن الأساسات لم تتحمل وزن الخرسانة الإضافية لبناء طابق إضافي رابع في المدرسة.
وتثير معايير البناء المتساهلة مخاوف واسعة النطاق بشأن سلامة المباني في إندونيسيا، حيث من الشائع عدم استكمال تشييد المباني، خاصة المنازل، ما يسمح للمالكين بإضافة طوابق لاحقاً، عندما تسمح ميزانياتهم بذلك.
0 تعليق