تشهد الهند حالياً ظاهرة جوية نادرة تتمثل في وجود حالتين مداريتين نشطتين في آنٍ واحد — واحدة قادمة من خليج البنغال في الشرق، والأخرى من الغرب، ما يعزز توقعات الأرصاد بحدوث أمطار فوق المعدل الطبيعي خلال شهر أكتوبر في عدة مناطق من البلاد.
أمطار فوق المعدل الطبيعي في أكتوبر
وأعلنت دائرة الأرصاد الجوية الهندية (IMD) أن البلاد ستشهد هطول أمطار يتجاوز المعدل الطبيعي خلال أكتوبر، بعد موسم موسمي امتد من يونيو إلى سبتمبر وانتهى بفائض قدره 8%. وتوقعت الدائرة أن تستمر الأجواء الممطرة خلال الأسابيع الأولى من أكتوبر، وهو ما يعزز فرص ترطيب التربة ويدعم الاستعداد لموسم محاصيل «الربيع» (رابي)، بحسب صحيفة etvbharat.
تأثر الطقس في عدة مناطق
وفقاً للمدير العام لـIMD، مريتنجيه مهاباترا، فإن درجات الحرارة العظمى ستبقى عند معدلاتها أو أدنى في معظم أنحاء البلاد، مع طقس أكثر برودة ورطوبة في بعض المناطق. وتوقعت الدائرة أن تؤدي الحالات المدارية النشطة إلى زيادة الأمطار في الجنوب، بينما تبقى درجات الحرارة مرتفعة نسبياً في الشمال الشرقي والشمال الغربي للهند.
توزيع غير متوازن للأمطار في موسم الرياح الموسمية
خلال موسم الرياح الموسمية، تلقى شمال غربي الهند كميات كبيرة من الأمطار بزيادة 27.3% عن المعدل، في حين عانت مناطق الشرق والشمال الشرقي من نقص كبير في الهطول. وقد وصفت IMD هذا التباين بأنه «مقلق»، خاصة أن هذه المناطق سجلت ثاني أدنى معدلات أمطار منذ عام 1901.
تغير المناخ والعوامل المؤثرة
أوضح الخبراء أن تأثير التغير المناخي، وزيادة الظواهر الجوية غير التقليدية مثل الحالات المدارية المزدوجة، والجزر الحرارية الحضرية، تلعب دوراً كبيراً في إعادة تشكيل أنماط الطقس في البلاد، ما ينعكس في زيادة فترات الرطوبة، وارتفاع درجات الحرارة ليلاً، وموجات الحرارة المفاجئة.
التوقعات لما بعد موسم الرياح الموسمية
من المتوقع أن تستمر حالة الطقس غير المستقرة خلال شهري أكتوبر وديسمبر، مع بقاء فرص هطول الأمطار فوق المعدل في معظم أنحاء البلاد، باستثناء بعض المناطق في الشمال الغربي والجنوب الأقصى والشمال الشرقي. كما توقعت IMD تأخراً في انسحاب الرياح الموسمية، وهو ما قد ينعكس إيجاباً على الزراعة، لكنه في المقابل قد يسبب مشاكل في مناطق تعاني بالفعل سوء الصرف.
0 تعليق