بدأ الجدل اللبناني يتصاعد حول الانتخابات التشريعية، التي ستجري في في مايو المقبل على الأرجح، ويبدأ غداً تسجيل الناخبين بالمغتربين بالتزامن مع فشل البرلمان في استكمال إقراره قوانين إصلاحية، إثر عزوف أكثرية النواب عن حضور جلسة الهيئة العامة، فيما تتكثف الاتصالات لتطويق أزمة إضاءة صخرة الروشة ومعالجة ذيولها، بالتزامن مع تواصل الخروق الإسرائيلية لأجواء الجنوب.
وحددت وزارتا الداخلية والخارجية اللبنانيتان، غداً الخميس 2 أكتوبر تاريخاً للبدء في تسجيل اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، على أن تنتهي المهلة في 20 نوفمبر المقبل.
ويفتح تحديد موعد التسجيل الطريق أمام الناخب المغترب لترتيب أوراقه الثبوتية والتسجيل إلكترونياً أو عبر البعثات الدبلوماسية، فيما تُسابق السلطات اللبنانية الوقت لتجهيز اللوائح ومراكز الاقتراع في الخارج، وتحديث المنصّات التقنية.
وحُدد الثاني من تشرين الأول، موعداً لبدء تسجيل اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانيّة للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، وتستمرّ المهلة حتى العشرين من تشرين الثاني 2025، ما يضع الاستعدادات الإدارية تحت إيقاع زمني ضاغط يُفترض أن تُنجزه وزارتا الداخلية والبلديات والخارجيّة والمغتربين بالتعاون، تأميناً لأفضل الظروف اللوجستية والفنيّة لضمان مشاركة المنتشرين في هذا الاستحقاق الدستوري.
وبموازاة ذلك، فشل البرلمان اللبناني، أمس الثلاثاء، في استكمال إقراره قوانين إصلاحية، إثر عزوف أكثرية النواب عن حضور جلسة الهيئة العامة، بسبب الخلاف على تعديل قانون الانتخابات النيابية.
ولم يكتمل نصاب الجلسة التشريعية العامة التي دعا إلى عقدها رئيس المجلس نبيه بري، أمس، لاستكمال مناقشة وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المتبقية على جدول الأعمال، إذ لم يحضر أكثر من 50 نائباً ما دفعه لرفع الجلسة وتأجيلها.
ورفض بري، مطلب أطراف سياسية، تتصدرها «القوات اللبنانية»، بإدراج اقتراح قانون معجل مكرر، ينص على إلغاء مادة في قانون الانتخابات تجبر المغتربين على الاقتراع ل6 مقاعد جديدة تمثلهم في البرلمان، ويطالب اقتراح القانون بأن يصوّت المغتربون للنواب ال128 الذين يتشكل منهم المجلس النيابي، كل حسب دائرته الانتخابية في لبنان.
وقال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من مجلس النواب قبل الجلسة «يحقّ للنواب ممارسة صلاحيّتهم بالحضور أو المقاطعة»، مشيراً إلى أن عدم عقدها قد يعني تأجيلها إلى موعد غير مسمى.
وكان المجلس قد عقد جلسة، أمس الأول، وأقر بعض البنود وسط انقسام وتراشق بالاتهامات حول قانون الانتخاب وانتخاب المغتربين، لاسيما بعدما انسحب نواب حزب «الكتائب» من جلسة أمس الأول، وعلّق نواب «القوات» مشاركتهم في اجتماعات اللجنة المعنية بحث الملف الانتخابي كتعبير اعتراضي على عدم استجابة رئاسة المجلس لمطلبها بطرح التعديل المقترح حول المغتربين على جدول أعمال الجلسة التشريعية.
وتكثفت الاتصالات واللقاءات لتطويق أزمة إضاءة صخرة الروشة بصورة الأمينين العامين ل«حزب الله» الراحلين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين ومعالجة ذيولها، لاسيما الاختلاف في وجهات النظر بين الرئاسات وكسر الجليد بينها.
وعرض رئيس الجمهورية جوزيف عون مع رئيس الحكومة نواف سلام، الأوضاع العامة في البلاد، ونتائج اللقاءات التي عقدها في نيويورك خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما تطرق البحث إلى الوضع الداخلي وسبل معالجة ما حصل في الروشة. وسبق أن زار سلام بري للغرض ذاته.
ميدانياً، تواصلت الخروق الإسرائيلية، حيث ألقت درون إسرائيلية قنبلة صوتية على عمال سوريين عند أطراف بلدة الخيام. وحلّق الطيران المسيّر على علو منخفض في أجواء النبطية وقرى الجوار، وكذلك في أجواء مرجعيون.