أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أنّ بلاده واجهت ضغوط لانتزاع تنازلات غير معقولة وغير قابلة للتحقق، في ملف «آلية الزناد». وأوقفت إسرائيل متهمين بالتجسّس لصالح إيران، وقدّمت ضدّهم بيانات اتهام، في وقت تعتزم فيه الولايات المتحدة ترحيل مئات الإيرانيين باتفاق مع طهران.
وأشار عراقجي للصحفيين، في ختام مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن في نيويورك، وشدد على أنه «لا يمكن قبول أي اتفاق لا يضمن مصالح إيران من جانبنا»، مشدداً على أنه «لا يمكن قبول أي اتفاق لا يضمن مصالح إيران».
ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء عن عراقجي: «كان لدينا أسبوع مكثف للغاية في نيويورك، حيث جرت أنشطة مختلفة. جزء منها كان متعلقاً بمسألة (آلية الزناد)، لكننا في الوقت نفسه استثمرنا فرصة المشاركة في الجمعية العامة دوماً، لدفع العلاقات الثنائية مع الدول الأخرى، وحضور المحافل الدولية، وجلسات مختلفة في الأمم المتحدة وخارجها».
وأضاف: «التقيت بوزراء خارجية أكثر من 31 دولة في لقاءات ثنائية. طرحت خلالها القضايا النووية، وعرضت مواقف بلادنا، كما جرت مراجعة العلاقات الثنائية مع تلك الدول، واتخذت قرارات بشأن التعاون الاقتصادي وعقد لجان مشتركة، وكل دولة بما يتناسب مع أوضاعها».
إلى ذلك، أوقفت إسرائيل، أمس الثلاثاء، عدة متهمين بالتجسّس لصالح إيران، وقدّمت ضدّهم بيانات اتهام، فيما يُتوقع إصدار لوائح اتهام رسمية قريباً.
وقالت صحيفة ووسائل إعلام عبرية إن التحقيقات كانت أمام المحكمة الإسرائيلية، حيث قبض على المتهمين، وبدأت إجراءات جمع الأدلة الرسمية تمهيداً لإحالتهم إلى القضاء.
ولم تذكر المصادر هوية الموقوفين أو عددهم، لكنّ أنباء متداولة قالت إنهم عملوا على نقل معلومات استخباراتية لصالح إيران من داخل إسرائيل. وقالت النيابة إن التهم «تتعلق بجرائم تتصل بالتجسّس لصالح دولة أجنبية، وإساءة استخدام الأمانة، وربما أجزاء من عمل استخباراتي»، لكنها لم تكشف التفاصيل الكاملة بعد.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، إن جهاز الأمن العام، شاباك، والشرطة الإسرائيلية اعتقلا اثنين من سكان مدينة حولون، هما ماور كرِنغل وتال أمرام، بشبهة التورط في مهام أمنية لصالح الاستخبارات الإيرانية. ووفق تحقيقات شاباك، اعتقل كرِنجل للمرة الأولى في أغسطس/ آب الماضي بعد أن تبين أنه صور قواعد عسكرية ومواقع عامة بناءً على طلب جهات إيرانية، كما حاول تنفيذ مهام إضافية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً.
من جهة أخرى قال مسؤول إيراني إن الولايات المتحدة تعتزم ترحيل نحو 400 إيراني، معظمهم دخلوا البلاد بشكل غير قانوني، وذلك في إطار حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشديد سياسات الهجرة.
وأوضح حسين نوش آبادي، مدير عام الشؤون البرلمانية بوزارة الخارجية الإيرانية، أن واشنطن قررت ترحيل 120 إيرانياً كدفعة أولى، معظمهم دخلوا عبر الحدود المكسيكية، مشيراً إلى أن المجموعة ستصل إلى إيران خلال يوم أو يومين.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن طائرة أمريكية مستأجرة أقلعت الاثنين من ولاية لويزيانا، ومن المقرر أن تصل إلى إيران عبر قطر، مشيرة إلى أن بعض المرحّلين غادروا طواعية بعد بقائهم أشهر في مراكز الاحتجاز، بينما أُجبر آخرون على العودة.
ويُعد اتفاق الترحيل هذا مثالاً نادراً على التعاون بين واشنطن وطهران، ويأتي وسط مساعي إدارة ترامب لزيادة عمليات الترحيل إلى مستويات قياسية، رغم الصعوبات التي تواجهها في إعادة مهاجرين إلى بلدانهم الأصلية. (وكالات)
رسائل بين طهران وواشنطن.. وتل أبيب تعتقل جواسيس

رسائل بين طهران وواشنطن.. وتل أبيب تعتقل جواسيس
0 تعليق