في يوم العلم الإماراتي تستعيد الذاكرة قصة ملهمة تعرض دلائلها في متحف العين الذي أعيد افتتاحه أخيراً، تروي جانباً من طموح أبناء الإمارات الذي تحول واقعاً، ففي قسم الهدايا الخاصة بالمؤسس زايد في المتحف، تعرض لوحة صغيرة تحمل علم الإمارات، وقطعة حجر، فما قصة ذلك؟ وما قيمة العلم والحجر؟
فاتحة أحلام
علم الإمارات المعروض في المتحف، وصل إلى الفضاء عام 1973، ليكون فاتحة أحلام لشعب طموح وقيادة لا تعترف بالمستحيل، وهو هدية قدمها للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الرئيس ريتشارد نيكسون، رئيس الولايات المتحدة السابع والثلاثون (1969-1974) وهي علم الإمارات الذي أخذ إلى القمر بوساطة المركبة «أبولو 17» عام 1973، وأرسلت «ناسا» العلم بعد عودة الرحلة.
العلم المميز ذو القيمة التاريخية والمعنوية، يعرض مع عبارة «هذا علم دولتكم الذي أخذ إلى القمر بوساطة ملاحي المركبة أبولو 17 من 7 إلى 19 ديسمبر 1973، مقدم إلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة من شعب الولايات المتحدة.. التوقيع ريتشارد نيكسون».
وإلى جوار العلم تعرض قطعة من صخرة أخذت من وادي توروس ليترو على القمر وقدمت للإمارات، عنواناً لوحدة الجهود البشرية، وتحمل معها رغبة شعب الولايات المتحدة، في سلام عالمي دائم. وكانت «أبولو 17» هي الرحلة 11 التي ذهب فيها الإنسان إلى القمر في إطار برنامج أبولو، وهي لا تزال حتى الآن آخر رحلة فضائية لزيارة القمر وحصدت هذه البعثة محصولاً وافراً من المعلومات العلمية وجمعت نحو 110 كيلوغرامات من تربة وصخور القمر، ساعدت العلماء على معرفة طبيعة القمر، من حيث نشأته وعلاقة نشأته بالأرض.
أرقام قياسية
وضربت هذه الرحلة أرقاماً قياسية آنذاك، فهي أطول تجول على سطح القمر بلغ 23 كيلومتراً، وأضخم استعمال مكثف للعربة القمرية Lunar Rover واستخدامها في الحركة على القمر لجمع العيّنات ودراسة التضاريس، عبر ثلاث جولات على سطح القمر، والعودة بأكبر كمية من عيّنات التربة والصخور القمرية بلغت نحو 50 كيلوغراماً، وكانت أطول مدة بقاء للإنسان على سطح القمر. الإمارات التي تحتفل اليوم برفع علمها تملك سجلاً حافلاً في الفضاء يرسخ ريادتها عبر «مسبار الأمل» الإماراتي لاستكشاف المريخ وإطلاق القمر الصناعي «خليفة سات»، الذي يعد أول قمر صناعي عربي صُنع بأيدٍ محلية 100% وإنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء وبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، ووصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، إلى محطة الفضاء الدولية، ليصبح أول رائد عربي يصل إلى المحطة الدولية، والكثير من الإنجازات التي تتعلق بالتشريعات والبرامج الدراسية وإطلاق الأقمار التعليمية وغيرها.

















0 تعليق