* «الفن + التكنولوجيا» يعيد تصور التراث بعدسة التقنيات
أعلن «فن أبوظبي» عن المبادرات الرئيسية ضمن دورته للعام الجاري، تأكيداً على التزامه المستمر بالتعاون الإبداعي، وتمكين الشباب، وتعزيز التفاعل المجتمعي من خلال برامجه الممتدة على مدار العام، واحتفاءً بـ «عام المجتمع».
وفي هذا الإطار، اختيرت مؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون لتقديم معرض «المشاريع المجتمعية» لهذا العام، بالشراكة مع «سلاسل»، وهو استوديو تنظيمي يركز على تعزيز التجريب الفني.
وفي خطوة تعزز مشاركة المجتمع، يتولى الفنان الإماراتي ومهندس الروبوتات د.أحمد العطار قيادة برنامج «الفن + التكنولوجيا» لعام 2025، بالتعاون مع طلاب من مختلف أنحاء الدولة لتطوير عمل تركيبي حركي وتفاعلي.
ويشهد هذا العام عودة «جائزة الجناح المعماري»، وفازت بها سارة الشحي وسارفاني باغادالا. وسيكشف عن العمل التركيبي الفائز بجائزة كريستو وجان-كلود السنوية، بعنوان «حفظ القصص»، للفنانة حنان أرشاد، وذلك خلال فعاليات «فن أبوظبي» في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقالت مريم بدر الزرعوني، مسؤولة مشاريع البرامج المجتمعية: «يشكّل إعلان 2025 عاماً للمجتمع في الإمارات محطة ملهمة تؤكد الدور المحوري للتفاعل المجتمعي في بناء مجتمع أكثر ترابطاً وشمولاً. وفي»فن أبوظبي«، رسّخ هذا الإعلان التزامنا بجعل المجتمع النواة الحية لبرامجنا، من خلال تجارب فنية وثقافية متاحة للجميع، تُبنى على شراكات إنسانية تنسجها خيوط الإبداع المشترك. ونحن فخورون بالعمل مع شركاء يشاطروننا الإيمان بأن الفن ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل هو جسر للتلاقي، ومنصة لتعميق الفهم، وأداة لتعزيز الوحدة والانتماء».
ويشارك في معرض «شركاء المجتمع» لهذا العام، نخبة من الشركاء وهم: مبادرة فاطمة بنت محمد بن زايد، متحف الفن الخليجي، مركز مرايا للفنون، شركة مبادلة للاستثمار، جامعة نيويورك أبوظبي، الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد، كلية الفنون والمشاريع الإبداعية في جامعة زايد.
التراث الحركي
ضمن برنامج «الفن + التكنولوجيا»، وبالاستلهام من نقوش السدو التقليدية، يعمل الطلاب تحت إشراف د.أحمد العطار على تطوير تركيب بصري حركي يعيد تصور التراث من خلال عدسة التكنولوجيا الحديثة، مستكشفين مفاهيم العشوائية الظاهرية والرمزية الثقافية والتحوّل الرقمي، في تجربة تجمع بين الإبداع التقني والهوية الثقافية.
ينخرط المشاركون في رحلة إبداعية يتعلمون خلالها أساسيات الإلكترونيات، والمشغلات الحركية، وتقنيات الإسقاط الضوئي، لصياغة عمل تركيبي من سبع لوحات متجاورة. تتحول كل لوحة إلى كائن نابض بالحركة، تتحكم فيه أنظمة ذكية تُعيد تشكيل الرموز البصرية المسقطة عليها لحظة بلحظة. وبين انسياب الضوء وحركة الآلة، تتولد تجربة فنية حية تتغير وتتطور أمام أعين الجمهور، في حوار بصري مستمر بين الموروث والتقنية.
بعد رحلة يجوب خلالها العمل أروقة الجامعات المشاركة في مختلف أنحاء الدولة، يحطّ تركيب «الفن + التكنولوجيا» رحاله في معرض «فن أبوظبي»، ليكشف أمام الجمهور تجسيداً بصرياً نابضاً يروي حكاية تلاقي التراث بالتكنولوجيا، ويترجم إبداعات الشباب في إطار فني يلامس المستقبل.
إبداع الجيل الجديد
في دورة هذا العام من «جائزة الجناح المعماري»، تميّز المشروع الفائز «عودة»، الذي قدّمته سارة الشحي وسارفاني باغادالا، برؤية شعرية مستلهمة من شجرة النخيل، برمزيتها العميقة ودلالاتها الثقافية والبيئية.
يحمل المشروع معاني الرجوع والارتباط بالهوية، ويُعيد تقديم النخلة رمزاً نابضاً بالحياة يحمل في طياته المادة والذاكرة والمساحة. ويهدف التصميم إلى ابتكار جناح يُجسّد البُعد البيئي والعاطفي في آنٍ، من خلال مزج عناصر الاستدامة مع الرمزية الثقافية، بأسلوب يُشعر الزائر بقربه من التراث والانتماء.
هذا العام، طُلب من الطلاب تصميم جناح مستدام وصديق للبيئة يُجسّد روح «عام المجتمع» في الإمارات يستقبل زوار «فن أبوظبي» طوال فترة انعقاده، مع إمكانية تفكيكه وإعادة استخدامه أو نقله إلى موقع آخر.














0 تعليق