أكد مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن استضافة دبي، لقمة الاتحاد العالمي للمواصلات العامة 2026، في الفترة من 21 إلى 23 إبريل المقبل، هي تتويج لجهود إمارة دبي في رسم ملامح مستقبل التنقل، وتطوير منظومة نقل جماعي مستدامة وذكية تتمحور حول الإنسان، حيث يعد نظام المواصلات العامة والنقل الجماعي في الإمارة، العمود الفقري لتنقل السكان والزوار في المدينة، وأسهمت في زيادة نسبة الرحلات عبر وسائل النقل الجماعي والتنقل المشترك من 6% عام 2006 إلى 21.6% عام 2024، كما تأتي تتويجاً للاستضافة الناجحة لهذا الحدث العالمي في عام 2011.
جاء ذلك خلال افتتاحه أعمال إطلاق قمة الاتحاد العالمي للمواصلات العامة، لاستعراض جاهزية الهيئة لاستضافة أعمال القمة، بحضور عدد من ممثلي الهيئات والدوائر الحكومية والقطاع الخاص، ومحمد مزغني الأمين العام للاتحاد العالمي للمواصلات العامة.
شراكة استراتيجية
وأشاد الطاير بالشراكة الاستراتيجية الطويلة مع الاتحاد العالمي للمواصلات العامة، التي بدأت مع تأسيس هيئة الطرق والمواصلات عام 2005، وتوجت باستضافة دبي عام 2011، مؤتمر ومعرض الاتحاد العالمي للمواصلات العامة، الذي عقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتعززت هذه الشراكة، بتأسيس مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للنقل المتميّز، وتنظيم خمس دورات من مؤتمر ومعرض النقل للاتحاد العالمي للمواصلات العامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكداً أن قمة الاتحاد العالمي للمواصلات العامة 2026، ستكون منصة استراتيجية للحوار والتعاون العالمي، تُسهم في صياغة السياسات والابتكارات والشراكات، التي سترسم ملامح الجيل القادم من أنظمة التنقل الحضري.
من جانبها، قالت رينيه أميلكار، رئيسة الاتحاد العالمي للمواصلات العامة: «حين تنعقد القمة في دبي خلال شهر إبريل المقبل، ستكون هذه أول نسخة تُقام في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ خمسة عشر عاماً، كما ستصادف الذكرى المئوية الأربعين بعد المئة لتاريخ قمة الاتحاد العالمي للمواصلات العامة عبر مختلف مراحلها. وستكون دبي كذلك أول مدينة خارج القارة الأوروبية تستضيف القمة بصيغتها السنوية الجديدة، في حدث يمثل لحظة احتفاء ومحطة انطلاق نحو مستقبل أكثر ازدهاراً».
وأضافت:«مع انتقال القمة إلى صيغة الانعقاد السنوي، فإننا نؤمن بأن هذا التوجه الجديد سيمنح تركيزاً أكبر لنهجنا القائم على (الإنسان أولاً)، وستكون الانطلاقة من دبي، المدينة التي تجسّد الرؤية المستقبلية للحياة الحضرية المثالية».
وتابعت رينيه:«خلال الخمسة عشر عاماً، التي تلت آخر استضافة للقمة في دبي، شهدت المدينة تطوراً استثنائياً أحدَثَ صدى عالمياً في مجالات البنية التحتية والتنقل المستدام والابتكار، ما قاد إلى تحول جذري في أسلوب حياة الناس وتنقلاتهم اليومية. إن التزام دبي ودولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمواجهة التحديات عبر الحلول المبتكرة يُعد نموذجاً ملهماً على المستوى العالمي».
وتشهد المنطقة تحولاً عميقاً ونقلة نوعية نحو أنماط أكثر استدامة في التنقل، من أنظمة المترو المتقدمة والحافلات الكهربائية، إلى منصات الأجرة الموحّدة والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، في مشهد يبشّرُ ببزوغ عهد جديد في حركة التنقل، يتناغم مع الرؤى الوطنية، والالتزامات المناخية العالمية، واحتياجات السكان المتنامية في مجالات التنقل وسهولة الوصول.
جلسة نقاشية
وتخلّل البرنامج جلسة نقاشية شارك فيها محمد مزغني الأمين العام للاتحاد العالمي للمواصلات العامة، ومنى العصيمي المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والحوكمة المؤسسية في هيئة الطرق والمواصلات، وليندسي بار مدير أول إدارة الفعاليات والخدمات الأكاديمية في الاتحاد العالمي للمواصلات العامة.
وقال أحمد هاشم بهروزيان، المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات، رئيس اللجنة التنظيمية لقمة الاتحاد العالمي للمواصلات العامة 2026، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش البرنامج: «إنّ تنظيم هيئة الطرق والمواصلات، للقمة، يأتي استمراراً لنهجها الاستراتيجي واستكمالاً لجهودها الحثيثة في المساهمة في تطوير النقل الجماعي في الدولة والمنطقة عموماً إضافة إلى حرصها على مواكبة آخر ما توصلت إليه الابتكارات والتكنولوجيا الحديثة في هذا المجال على مستوى العالم والاستمرار في نهجها الرامي إلى تقديم أرقى الخدمات وأكثرها تطوراً إلى الجمهور من مختلف شرائح المجتمع وبما يليق بإمارة دبي، التي أصبحت مدينة عالمية للتميّز والابتكار، فضلاً عن كونها مركزاً عالمياً لصناعة المؤتمرات والمعارض ونقطة استقطاب للشركات العالمية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والمالية والخدمية وغيرها من المجالات الحيوية الأخرى.
وأضاف بهروزيان:«تُعتبر دبي نموذجاً عالمياً في الابتكار وصناعة التغيير، ومنذ انطلاق القمة الأولى عام 2011 وحتى القمة المنتظرة في عام 2026، شهدت الإمارة تحقيق سلسلة من الإنجازات والمبادرات الاستراتيجية والمشاريع الطموحة المتمثلة بمجالات حيوية في النقل العام والتنقّل الذكي، انتقل بعضها من مرحلة التخطيط إلى واقع ملموس في هذه المدينة النابضة بالحياة وبما ينسجم وتطلعات القيادة الرشيدة لتعزيز تنافسية الإمارة لتكون المدينة الأسعد والأفضل للعيش على المستوى العالمي».
من جانبه قال محمد مزغني، الأمين العام للاتحاد العالمي للمواصلات العامة:«عندما تنعقد قمة الاتحاد العالمي للمواصلات العامة بدبي في 2026، سيكون قد مضى خمسة عشر عاماً على آخر استضافة للحدث في عام 2011. ومنذ ذلك الحين، ودبي متقدمة بشكلٍ لافت في مجال التنقل الحضري، كما شهدت منظومة النقل العام من حينها تطوراً مذهلاً بفضل الرؤية الواضحة والالتزام الكبير من هيئة الطرق والمواصلات. ومع التغيرات، التي طرأت على استراتيجية الفعاليات العالمية للاتحاد، ستُصبح دبي أول مدينة خارج أوروبا تستضيف القمة بصيغتها الجديدة، وأتطلع بشغف لاكتشاف ما ستقدمه المدينة من حلول تنقل حضري متميزة للمشاركين عند وصولهم».


















0 تعليق