أعلنت شركة OpenAI، تجميد ميزة إنشاء مقاطع الفيديو الخاصة بالزعيم الحقوقي مارتن لوثر كينغ الابن عبر أداتها المرئية المتطورة Sora، وذلك عقب موجة انتقادات حادة بسبب ما وُصف بأنه «تصوير غير محترم» لأحد أبرز رموز النضال من أجل الحقوق المدنية في التاريخ الأمريكي.
وجاء القرار في بيان رسمي نشرته الشركة على منصة إكس، قالت فيه: «رغم أن حرية التعبير تشمل الحق في تصوير الشخصيات التاريخية، فإن أوبن أيه آي تؤمن بأن للشخصيات العامة وعائلاتهم الحق النهائي في التحكم في كيفية استخدام صورتهم أو مظهرهم».
وأضافت الشركة أن الورثة أو الممثلين القانونيين يمكنهم طلب إزالة أو منع استخدام صورة أحبائهم في مقاطع الفيديو المنتجة عبر Sora.
خلفية القرار: شكاوى العائلة وغضب جماهيري
يأتي هذا القرار بعد احتجاج رسمي من عائلة كينغ، التي عبّرت عن استيائها من الطريقة التي تم بها استخدام صورته في مقاطع فيديو، وُصفت بأنها تُسخف إرثه وتسيء إلى رمزيته، بحسب صحيفة نيويورك بوست.
وشكرت الشركة في بيانها بيرنيس كينغ، ابنة الزعيم الراحل ومديرة مؤسسة King, Inc.، على تواصلها ومساهمتها في فتح نقاش حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
كما وجّهت الشركة شكرها إلى جون هوب براينت ومجلس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (AI Ethics Council) لدورهم في خلق مساحة حوار حول الاستخدام الأخلاقي للتقنيات الجديدة.
جدل حول حرية التعبير والهوية الرقمية
أُطلقت النسخة الجديدة من الأداة، Sora 2، قبل أسابيع قليلة، وهي تتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع واقعية باستخدام وجوه شخصيات حقيقية أو تاريخية.
لكن هذه الميزة أشعلت نقاشاً واسعاً حول حدود حرية التعبير مقابل احترام الرموز التاريخية، وسط مخاوف من أن تسهم مثل هذه الأدوات في نشر التضليل وتشويه الحقائق في زمن تزداد فيه صعوبة التفرقة بين الحقيقي والمصطنع.
ووصف الخبراء هذه الظاهرة بأنها «فوضى رقمية» تهدد بإغراق الإنترنت بمحتوى غير موثوق، في حين رأى آخرون أن ضبط استخدام صور الشخصيات التاريخية ضرورة أخلاقية، خاصة عندما يتعلق الأمر برموز إنسانية كالدكتور كينغ، بحسب شبكة CNN.
مشاهد غير لائقة تثير الغضب
أشارت تقارير إلى أن بعض المستخدمين استغلوا صورة كينغ في مقاطع هزلية أو خارج السياق التاريخي، ما أثار سخطاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تكررت المشكلة مع شخصيات أخرى، أبرزها الممثل الراحل روبن ويليامز، إذ وصفت ابنته زيلدا ويليامز المقاطع التي أعادت تمثيل والدها رقميا بأنها «مزعجة وغير إنسانية».
أبعاد أخلاقية وقانونية
يُعيد هذا الجدل تسليط الضوء على الفراغ التشريعي المحيط باستخدام الذكاء الاصطناعي لتجسيد الشخصيات العامة أو الراحلة.
ويرى خبراء الأخلاقيات الرقمية، أن ما حدث يمثل اختباراً مبكراً للحدود الأخلاقية في عصر الصور المزيفة (Deepfakes)، ويستدعي وضع قواعد واضحة لحماية سمعة الأفراد واحترام إرثهم بعد وفاتهم.
ورحّب العديد من الناشطين في مجال الحقوق المدنية بقرار أوبن أيه آي، معتبرين أنه خطوة في الاتجاه الصحيح لاحترام إرث مارتن لوثر كينغ.
لكن في المقابل، أعرب بعضهم عن قلقهم من أن القيود المفروضة قد تفتح الباب للرقابة المفرطة، وتحد من الاستخدام الإبداعي للتكنولوجيا في التعليم والفن والتوثيق.
0 تعليق