قررت السلطات الهندية في دلهي حظر بيع وتوزيع شراب السعال «كولدرف» بعد أن أثبتت التحاليل احتواءه على مادة «ثنائي إيثيلين جلايكول» السامة بنسبة 46.28%، وهي مادة كيميائية تُستخدم في الصناعات وليس للاستهلاك البشري، وتُعد سبباً محتملاً في وفاة ما يقارب عشرين طفلاً في ولاية ماديا براديش منذ سبتمبر الماضي.
وصدر القرار، الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، حيث أكدت السلطات الصحية في دلهي أنها وجهت جميع الأطراف المعنية بالتوقّف الفوري عن بيع أو شراء أو توزيع الدفعات الملوثة من الشراب، الذي يُنتج في ولاية تاميل نادو من قبل شركة «سريسان فارما».
وكشفت التحقيقات عن أن الشراب المُصنع في مايو/أيار 2025 من مكوّنات تشمل «باراسيتامول» و«فينيل إيفرين هيدروكلوريد» و«كلورفينيرامين مالييت» تعرض لتلوث بمادة سامة تُستخدم عادة كمذيب صناعي، ما جعل دفعاته غير مطابقة للمواصفات القياسية.
تدخل حكومي واسع بعد منع الدواء
تزامن قرار حكومة دلهي مع إجراءات مشابهة في ولايات ماديا براديش والبنغال الغربية ومانيبور، عقب تقارير طبية نسبت وفيات أطفال إلى تناول الشراب الملوث، بحسب صحيفة ذا هندو.
كما ألغت السلطات في تاميل نادو تراخيص شركة «سريسان فارما» وأغلقت المصنع، وأعلن وزير الصحة ما سوبارامانيان تعليق عمل مفشَين دوائيين كبيرين.
قلق في منظمة الصحة العالمية
من جانبها، طلبت منظمة الصحة العالمية من الحكومة الهندية توضيحاً رسمياً حول ما إذا كان الشراب السام قد تم تصديره إلى دول أخرى.
وقال مسؤول في المنظمة إن التحقيق في ضرورة إصدار تحذير عالمي من المنتجات الطبية الملوّثة لن يبدأ إلا بعد تلقي رد من السلطات الهندية.
ترقب دولي وتحقيقات داخلية
بدأت منظمة الصحة العالمية والهيئة المركزية للرقابة على الأدوية في الهند، بمراقبة التطورات عن كثب؛ إذ استدعت الأخيرة قائمة شاملة بجميع الشركات المصنّعة لشرابات السعال في البلاد لإجراء تدقيق مشترك على مصانعها.
وأثارت القضية قلقاً واسعاً داخل الهند وخارجها، بعد سلسلة من حوادث مشابهة في السنوات الأخيرة، أبرزها حالات التسمم الجماعي بسبب استخدام مكونات مغشوشة في أدوية الأطفال.
0 تعليق