مع دخول موسم الإنفلونزا، تصبح تقوية الجهاز المناعي من أكثر الطرق فاعلية لحماية الجسم من العدوى الفيروسية.
والجهاز المناعي السليم لا يكتفي بمهاجمة الميكروبات الضارة فحسب، بل يساعدك أيضاً على التعافي بسرعة إذا أصبت بالمرض.
ورغم أنه لا توجد وسيلة تضمن الحماية الكاملة، فإن اتباع العادات الصحية بانتظام يقلل بدرجة كبيرة من خطر الإصابة.
كيف يعمل جهازك المناعي ضد الفيروسات؟
يتكوّن الجهاز المناعي من شبكة معقدة من الأعضاء والأنسجة والخلايا والبروتينات التي تعمل معاً لحماية الجسم.
وعند دخول فيروس مثل الإنفلونزا أو نزلة البرد، أو كوفيد تتحرك خلايا المناعة فوراً لتحديد مكان الفيروس ومهاجمته لمنع انتشاره.
ويُعد الالتهاب جزءاً طبيعياً من استجابة المناعة، إذ يُنبّه الجسم لوجود خطر ويحفّزه على المقاومة، إلا أن الالتهاب المزمن قد يُضعف المناعة بمرور الوقت.
نزلات البرد.. الإنفلونزا أم كوفيد؟ كيف تفرّق بينها هذا الخريف
تنتشر الفيروسات سريعاً مع انخفاض درجات الحرارة، لكن كيف نعرف إن كان ما نشعر به مجرد برد عادي أم إنفلونزا قوية أو حتى كوفيد-19؟
أوسكار ديوك، الطبيب وخبير الصحة في برنامج BBC Morning Live، شرح الفروق الدقيقة ويقدّم نصائحه لتجنّب الأسوأ.
نزلات البرد تبدأ عادة ببطء، وتتركز أعراضها في الأنف والحلق.
قد تشعر بانسداد الأنف، أو وخز خفيف في الحلق، أو حتى ضغط في الأذن، وقد يتطور الأمر إلى سعال مصحوب بالمخاط، ورغم الإزعاج، إلا أنك غالباً تستطيع متابعة حياتك اليومية بشكل طبيعي.
الإنفلونزا تختلف لأنها تأتي بشكل مفاجئ، وتشعرك بإرهاق كامل وكأنك «مضروب بمطرقة» ترافقها حُمّى، وآلام عضلية، وضعف عام، وسعال جاف.
في هذه الحالة، غالباً لا يمكنك مغادرة السرير، حتى لو لم يُطلب منك ذلك طبياً.
كوفيد-19 جعل الأمور أكثر تعقيداً، إذ تتشابه أعراضه مع الإنفلونزا إلى حد كبير، لكن هناك علامات تميّزه، أهمها فقدان حاسة الشم أو التذوق.
كما أن بعض السلالات الجديدة مثل «سترَاتُس» و«نِيمبَس» تُسبب التهاباً حاداً في الحلق يوصف بأنه «حارق كالموس»، وقد يصاحبه إسهال أو اضطرابات في المعدة.
عادات يومية تقوّي جهاز المناعة
يمكن لبعض العادات البسيطة أن تُحدث فرقاً كبيراً في قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
تناوَل غذاءً متوازناً
احرص على تناول الفواكه والخضراوات والبروتينات الخفيفة والدهون الصحية والحبوب الكاملة، فهذه الأطعمة غنية بعناصر أساسية مثل فيتامينات A وC وD وE، إضافة إلى الزنك والسيلينيوم التي تدعم جهاز المناعة.
مارس النشاط البدني بانتظام
التمارين المعتدلة مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة أو حتى التحرك في المنزل، تحسّن الدورة الدموية وتنشّط خلايا المناعة.
احصل على قسط كافٍ من النوم
يحتاج البالغون إلى 7–9 ساعات من النوم الجيد يومياً، إذ يساعد النوم على تقوية ذاكرة الجهاز المناعي وزيادة كفاءة خلاياه الدفاعية.
سيطر على التوتر
الإجهاد المزمن يُضعف المناعة، لذلك يُنصح بممارسة التنفس العميق أو التأمل أو الكتابة أو قضاء الوقت في الطبيعة لتخفيف التوتر النفسي.
أهم العناصر الغذائية الداعمة للمناعة
فيتامين C
يتوفر في الحمضيات والفلفل والفراولة، ويساعد على تعزيز كفاءة كرات الدم البيضاء وتقليل مدة نزلات البرد.
فيتامين D
المعروف بـ«فيتامين الشمس»، يلعب دوراً أساسياً في تنظيم الاستجابة المناعية وتقليل خطر التهابات الجهاز التنفسي.
وقد يحتاج البعض إلى مكملات غذائية خاصة في فصل الشتاء.
الزنك
يُسهم في تكوين خلايا المناعة والتواصل بينها، ويتوفر في اللحوم والبقوليات والمكسرات والبذور.
السيلينيوم
معدن مضاد للأكسدة يساعد الجسم في مواجهة الفيروسات، وتوجد مصادره في المكسرات البرازيلية والتونة والحبوب الكاملة.
البروبيوتيك
البكتيريا النافعة في الأمعاء تلعب دوراً أساسياً في دعم المناعة، ويمكن الحصول عليها من الزبادي.
خطوات وقائية مهمة خلال موسم الإنفلونزا
الحصول على اللقاح
لقاح الإنفلونزا يقلّل بشكل كبير من خطر العدوى الشديدة، خصوصاً لدى كبار السن والحوامل ومرضى الأمراض المزمنة.
الالتزام بالنظافة الشخصية
اغسل يديك بالماء والصابون بانتظام، وتجنب لمس الوجه، ونظّف الأسطح التي تُستخدم كثيراً مثل الهواتف ومقابض الأبواب.
ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة
يساعد ارتداء الكمامات على الحد من انتشار الرذاذ التنفسي، ما يقلل احتمالية العدوى.
تجنّب الاختلاط بالمصابين
احرص على الابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض البرد أو الإنفلونزا، واسمح للمصابين في المنزل بالراحة والعزل المؤقت.
ابقَ في المنزل عند المرض
الراحة التامة تمنح الجسم فرصة لتركيز طاقته على التعافي وتمنع نقل العدوى للآخرين.
0 تعليق