نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«الموضوع فيه إنّ».. قصة رسالة مُشفرة في مثل شعبي أنقذت حياة أمير, اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024 01:38 مساءً
الأمثال الشعبية تحمل في طياتها حكمة الأجداد وتجاربهم الحياتية، وتستخدم يوميًا للتعبير عن مواقف متعددة، ومن بين تلك الأمثال الشهيرة والتي تستخدم حال الشك بوجود أمر خفي وراء الظاهر «الموضوع فيه إنّ»، ولم يعرف الكثيرون أن هذا المثل يعود إلى قصة حقيقية حدثت في مدينة حلب، وتشير إلى أن استخدم الذكاء في صياغة الكلمات لإيصال تحذير مبطن أنقذ حياة أمير شجاع.
الموضوع فيه إنّ
يعود المثل الشعبي إلي قديم الزمان بمدينة حلب العريقة، كان هناك أمير ذكي وشجاع يدعى علي بن منقذ، يتبع الملك محمود بن مرداس كان علي معروفًا بفطنته وحسن تصرفه وولائه للملك، لكن الأيام جاءت بما لا يشتهي، إذ نشب خلاف بينه وبين الملك، مما جعله يشعر بالخطر فذكائه كان ينبئه بأن الملك يضمر له شرًا ولم ينتظر الأمير طويلًا، وهرب بحذر إلى دمشق.
لكن الملك الذي لم يكن ليترك الأمور تمر دون محاولة لاستعادته، أمر كاتبه أن يرسل إليه رسالة تطمئنه وتستدعيه للعودة إلى حلب وفي ذلك الزمن، كانت وظيفة الكاتب ذات شأن عظيم وغالبًا ما يكون الكاتب أحد أكثر الرجال دهاء وذكاء، فهو ليس فقط صاحب القلم بل حارس الأسرار والقادر على إيصال الرسائل المكتوبة بطرق خفية بين السطور، وكتب الكاتب رسالة عادية جدًا ظاهرها الطمأنينة، لكن بذكائه ووفائه أراد أن يحذر الأمير دون أن يثير غضب الملك.
حكاية المثل الشعبي الموضوع فيه إنّ الأصلية
فوضع في نهاية الرسالة عبارة بسيطة، لكنها ليست عادية: «إن شاء الله تعالى» مع تشديد النون في كلمة «إنّ»؛ وعندما وصلت الرسالة إلى الأمير علي بن منقذ في دمشق قرأها بعناية وكان علي يعرف الكاتب جيدًا، ويدرك مهارته الفائقة في صياغة الرسائل فتوقف عند عبارة «إنّ» المشددة، وبدأ يفكر لم يكن هذا التشديد عشوائيًا، بل تذكر فورًا الآية الكريمة: «إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك»، وعندها أدرك أن الكاتب يحذره من العودة إلى حلب، وأن وراء دعوة الملك نية مبيتة للغدر.
الأمير علي نجح في تفادي الغدر بعد فهم الرسالة المبطنة
لم يتردد الأمير في الرد لكنه أراد أن يطمئن الكاتب بأنه فهم الرسالة الخفية، وكتب ردًا مليئًا بالشكر للملك على كرمه وثقته ثم ختم رسالته بعبارة «إنا الخادم المقر بالإنعام»، وعندما قرأ الكاتب الرد فهم أن الأمير قد التقط التحذير وأن الأمير يرد بالآية الكريمة «إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها»، ليخبره بوضوح أنه لن يعود إلى حلب طالما أن الملك يخطط لشيء خبيث، ونجح الأمير علي في تفادي الغدر بفضل ذكائه وحنكة الكاتب، ومن ذلك اليوم بات الناس يرددون المثل الشعبي «الموضوع فيه إنّ» كلما شعروا أن هناك أمرًا خفيًا وراء الظاهر، أو أن الشكوك تحيط بموقف ما.
0 تعليق