نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وصية نجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل.. كيف تنبأ بمستقبل فلسطين والشرق الأوسط؟, اليوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024 11:29 صباحاً
يزين اسمه قائمة أبرز الكُتاب في العالم، هو أول عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، إذ كان مشروعه الأدبي محاكاة للواقع، وانعكاسًا لمحطات حياته، أنه الأديب والكاتب الكبير نجيب محفوظ، الذي كتب الرواية الاجتماعية والسياسية والفلسفية، وعبر بقلمه عن هموم وأحلام الطبقة المتوسطة، وجسد الحياة من الحارة المصرية الشعبية، وترجمت أعماله إلى لغات عدة، لتصل إلى قراء العالم، حتى في يوم تسلمه جائزة نوبل اختار أن يتخذ المنبر العالمي، وأنظار العالم كله متجهة إليه، منبرا يطالب من خلاله بوطن للشعب الفلسطيني، فكان شمس لا تغيب في سماء الأدب العربي والعالمي وفي الإنسانية.
محطات الأديب نجيب محفوظ
وُلد نجيب محفوظ في القاهرة يوم 11 ديسمبر عام 1911، المدينة التي شهدت مراحلة المختلفة، إذ تلقى تعليمه الأكاديمي في جامعة القاهرة، وحصل على منها ليسانس الفلسفة، وكتب في بداية حياته 6 روايات اجتماعية، هي: «زقاق المدق»، «السراب»، «الثلاثية»، «القاهرة الجديدة»، «خان الخليلي»، و«بداية ونهاية»، ثم تقلد كثير من المناصب الحكومية، حتى التحق بوزارة الثقافة، وأصبح مديرًا للرقابة على المصنفات الفنية، ومدير عام مؤسسة دعم السينما، ومستشار للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون، ثم أصبح رئيسًا لمجلس إدارتها قبل أن يتقاعد ويتفرغ للكتابة في مؤسسة الأهرام، وكان حصول محفوظ على جائزة نوبل نقطة تحول في تاريخ الأدب المصري.
فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل
يوم 13 أكتوبر عام 1988، جاء قرار من الأكاديمية السويدية للعلوم، بمُنح نجيب محفوظ جائزة نوبل في الأدب، وكانت أول يفوز فيها كاتب مصري بالجائزة من بين كتَّاب اللغة العربية، إذ أعطى إنتاجه دفعة كبرى للقصة كمذهب يتخذ من الحياة اليومية مادة له، كما أنه أسهم في تطوير اللغة العربية، وكانت أعماله تخاطب البشرية جميها، وفقًا لكتاب «نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل»، تأليف الكاتب غالي شكري، وقالت اللجنة القائمة على الجائزة، إنه أثرى المكتبة العربية بإنتاجه الغزير.
وصية نجيب محفوظ بعد فوزه بنوبل
ووفقًا للكاتب كامل زهيري نقيب الصحفيين السابق في عام 2006، فإنه خلال عام 1942 تزاحمت قمم عالمية في الأدب والرواية على جائزة نوبل، وبعد أن توقفت بسبب الحرب العالمية الثانية، تحددت ترشيحات للقمم في عالم الرواية منها همنوای، وشتابنك من أمريكا، وباسم ذاك من روستا بإيران، لتأتي سنة 1988، وكان الوحيد المصري بين قمم الروائيين نجيب محفوظ، وفي حفل تسلمه لجائزة نوبل في الأدب عام 1988، ألقى بوصيته لأرض فلسطين وشعبها بواجب الحفاظ عليهم، فكانت رؤيته صائبة منذ قديم الزمن.
وجاء نص الوصية: «أرجو أن تتقبلوا بسعة صدر حديثى إليكم بلغة غير معروفة لدى الكثيرين منكم، لكن في الضفة وغزة أقوام ضائعون، رغم أنهم يعيشون فوق أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم، هبوا يطالبون بأول مطلب حققه الإنسان البدائي، وهو أن يكون لهم موضع مناسب يعترف لهم به، فكان جزاء هبتهم الباسلة النبيلة رجالًا ونساءً وشبابًا وأطفالًا، تكسيرًا للعظام وقتلًا بالرصاص وهدمًا للمنازل وتعذيبًا في السجون والمعتقلات، ومن حولهم مائة وخمسون مليونًا من العرب يتابعون ما يحدث بغضب وأسى، ما يهدد المنطقة بكارثة إن لم تتداركها حكمة الراغبين في السلام الشامل العادل».
وفاة الكاتب نجيب محفوظ
واستكمل «بأنه كما ينشط العلماء لتطهير البيئة من التلوث الصناعى، فعلى المثقفين أن ينشطوا لتطهير البشرية من التلوث الأخلاقي»، فصدق الأديب الروائي نجيب محفوظ في مطالبه وكتاباته، وجسد معنى خلود الحكايات بقلمه، حتى رحل في مدينة القاهرة عام 2006، عن عمر يناهز 94 عامًا، بعد مسيرة حافلة من الإبداع الأدبي، تاركًا إرثًا وزخمًا من الكتابات لا يقدر بثمن في العالم العربي والعالمي.
0 تعليق