عودة «أفران الطين» لإعداد الطعام بغزة.. غسيل الملابس والأواني في البحر

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عودة «أفران الطين» لإعداد الطعام بغزة.. غسيل الملابس والأواني في البحر, اليوم الأربعاء 4 ديسمبر 2024 10:38 مساءً

من داخل مخيمات غزة، تحديداً فى منطقة دير البلح، بدأت «عصمت» معركتها مع الحياة، حيث شمرت عن ساعديها، وبدأت تستعمل المعلبات الفارغة فى الطهى وتسخين المياه، وها هى تستبدل البوتاجاز وتعتمد على «فرن الطين»، الذى صممه لها زوجها، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل استغنت عن أنبوبة الغاز، التى حلت مكانها أوراق وأعواد الشجر، وبقايا أكياس النايلون، التى تجمعها من الشوارع وبعض المزارع، التى تم قصفها من قبَل الاحتلال.

لم يكن إعداد الطعام فقط هو ما وجدت المرأة النازحة له بديلاً، بل حلت يداها مكان الغسالة الكهربائية، تغسل ملابسها وأوانيها على شاطئ بحر غزة، بحسب وصف عصمت زايد، ناشطة نسوية مجتمعية نازحة من مدينة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، إلى مدينة خان يونس، فى جنوب القطاع، لافتة إلى الطوابير التى تقفها بالساعات يومياً من أجل الحصول على قدر من المياه الحلوة.

«عصمت» لم تكن وحدها التى تحاول استكمال الحياة العادية بأقل الإمكانيات، بل تفعل مثلها السيدة الخمسينية سحر العيسوى، من أجل أسرتها، حتى إنها تحول كل شىء من أجل عائلتها، خاصةً فى ما يخص ملبسهم، قائلة: «أحول كل شىء قديم لملابس وأحذية، أفيد بها أسرتى، فحالياً كل شىء أصبح غالياً، وغير متوافر، فالجميع حالياً تساوى الغنى والفقير».

قررت «سحر» العودة إلى منزلها، الذى قصفه جيش الاحتلال، محاولة ترميمه بأقل الإمكانيات، باعتبار أن العيش به أفضل من المخيمات، مستغنية عن «البوتاجاز» بفرن الفخار، الذى صنعته بيديها، كما صممت لأبنائها بعض الأحذية من «الجينز» والمعاطف القديمة، حتى يستطيعوا المشى، بحسب وصفها، وأضافت: «كل شىء أصممه أنقله إلى عائلتى وأصدقائى عبر جروبات الواتساب، حتى يستفيدوا مثلى».

وأغلب الأجهزة استغنت عنها مئات الآلاف من السيدات النازحات نتيجة لأزمة الكهرباء المستمرة التى يواجهها ما يقرب من مليونى مواطن فى قطاع غزة، فخلال المراحل الأولى من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2023، أوقفت إسرائيل إمدادات الكهرباء إلى غزة، كما نفد الوقود من محطة الطاقة الوحيدة المتبقية كمورد رئيسى، لتبدأ معاناة النازحين الذين عاشوا أياماً فى ظلام دامس، بحسب تقارير صادرة من وسائل إعلام فلسطينية.

وتعاملاً مع واقع أزمة الكهرباء، قام البعض بشراء بعض الألواح الشمسية، التى يتم استخدامها فى شحن الهواتف والإنارة، حتى إن بعض المهندسين أنشأوا نقاط شحن فى المدارس ومراكز الإيواء والشوارع وبين الخيام، بحسب عصمت زايد، الناشطة النسوية، التى أكدت أنها وأسرتها يعتمدون على هذه الطريقة من أجل شحن الهواتف.

وأضافت أن شحن الهواتف بالطاقة الشمسية لم يكن سهلاً بالنسبة للجميع، إذ اضطر عشرات الآلاف إلى الاصطفاف فى طوابير طويلة ولساعات عديدة أمام نقاط الشحن، متحملين عبء الوقوف والتدافع، كونها وسيلة الاتصال الوحيدة مع الأقارب والاطمئنان عليهم من الشمال إلى الجنوب.

الوضع نفسه بالنسبة لآمال عبدالرحمن الغليظ، الناشطة النسوية المجتمعية، التى تعتمد على شحن هواتفها إما بالطاقة الشمسية، أو بالمولدات الكهربائية، أو بطاريات السيارات، وروت تجربتها بقولها: «نأخذ هواتف الموجودين فى البيت، ونمشى إلى مسافات بعيدة؛ لكى نقوم بشحنها، إما فى مؤسسة أو مستشفى أو لدى أحد لديه طاقة شمسية فى الشوارع، وننتظر بالساعات حتى يتم شحن الجوال».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق