في أحد أعرق الأماكن بمصر الجديدة وهي الكوربة، اختارت «رنا» هذا الموقع لنشر الفن، من خلال تنظيم ورشة لتعليم فنون القص واللصق.

يعتمد فن «الكولاج» أو القص واللصق، على تجميع قصاصات قديمة من المجلات والكتب والصور وخلافه، ولصقها بتكوين معين، حتى تتكون لوحة قادرة على التعبير عما يدور بداخلنا، ما يعتبره الكثير من الناس من أنواع الفن العلاجي القادر على إيصال المشاعر عن طريق الفن.

بداية فن الكولاج

«فن الكولاج بدأ على يد الفنان بيكاسو، كان عنده ورق كتير في البيت، جمعه في لوحة واحدة، ومع تطور الوقت ظهرت المدرسة السريالية، وفكرتها مختلفة لأن عنصر الإبداع والخيال فيها أقوى، فيمكن قص جسم تمثال ولصقه على وش إنسان، لكن في فن الكولاج بمفهومه الحالي الموضوع بيكون مختلف، ممكن نجيب صورة من مجلة لأي ممثل ونخليه يشرب شاي وفي إيده جرنال، أو ناس من الزمن القديم موجودة في شوارع جديدة، مع استخدام عبارات أو جمل تعبر عن الحالة اللي عايزين نوصلها»، بهذه العبارات عبرت رنا أحمد، البالغة من العمر 27 عامًا، عن الكولاج، وتحقيقها لحلمها بافتتاح ورشة لتعليم فنون القص واللصق.

تواصل «رنا» حديثها عن الورشة: «لما الناس كلموني في الأول كانوا مستغربين الموضوع لكن مع الوقت الموضوع عجبهم لأنها حاجة جديدة، وفيه بنت كلمتني إنها عايزة تيجى الورشة علشان تحتفل بعيد ميلادها»، وعن مستلزمات الورشة، توضح: «بشترى من سوق ديانا وسور الأزبكية مجلات متنوعة قديمة، زي كتب الطبخ والمجلات الفنية، وبنجيب صور وجوابات قديمة، وبالفعل الورشة نجحت جدًا عكس ما توقعت في البداية».

حب «رنا» للفن

من أجل الفن تركت «رنا» وظيفتها بإحدى الشركات، قائلة: «حبي للفن كان سبب كافي إني أترك عملي واتفرغ بشكل كامل للفن، وبحرص على سرد تاريخ فن الكولاج للملتحقين بالورشة، وبخلي كل واحد يختار من المجلات الفكرة اللي يعبر بيها عن نفسه، وبنصحهم ينسوا مشاكلهم لمدة 3 ساعات، وفيه ناس بتقدر تسجل يومياتها عن طريق قص ولصق الورق».