د. زاهر الشقنقيرى يكتب: التعددية الحزبية

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
د. زاهر الشقنقيرى يكتب: التعددية الحزبية, اليوم السبت 14 سبتمبر 2024 05:26 صباحاً

تعتبر التعددية الحزبية من أهم الدعائم التى تقوم عليها الديمقراطية، وهذه التعددية تعبر وتوازن بين الاختلافات الفكرية والسياسية والاجتماعية والمصالح بين أفراد المجتمع، فتقوم الأحزاب على رؤى ومبادئ وأفكار تعبر عن المنتمين إليها وتسعى هذه الأحزاب إلى السلطة بكل أشكالها من خلال القنوات الشرعية وهى الانتخابات لوضع تلك الرؤى والأفكار موضع التنفيذ. وبالتالى ينشأ التنافس السياسى فيما بينها ويؤدى فى النهاية -إذا صح مساره- إلى توازن المصالح والتوافقية بين مكونات المجتمع فى إطار الحقوق والواجبات الدستورية. ويكفل الدستور والقانون للمصريين حرية إنشاء الأحزاب وفق ضوابط تضمن شفافية عمل الحزب، وشرعية وعلنية أنشطته كما ترسخ لمبادئ عليا مثل المواطنة وعدم التمييز.

وهناك عدة عوامل هامة لقيام الأحزاب، مثل البناء الحزبى الراسخ الذى يتميز بوضوح المهام ودورية تجديد الدماء وآلياتها، وتفاعلات الحزب مع معطيات الحياة السياسية سواء من حيث وضوح الهوية والبرنامج وتفرد الحزب بثقافة سياسية تنعكس على أنشطته السياسية وأجندته التشريعية وأنشطته المجتمعية، وكذلك قدرة الحزب على النمو، والتفاعل والتكيف مع المتغيرات، وأيضاً شفافية واستقلالية التمويل. هذه العوامل لها أهمية كبرى لوصول الحزب إلى المؤسسية التى تُكسب الحزب قدراً من القيمة والاستقرار. والتعددية الحزبية تتطلب وعياً بدوره، فهى تجنب المجتمع من أحادية النظرة السياسية وتعبر عن توجهات واختلافات المجتمع فى الأفكار ومنظور المصالح الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن النضج السياسى يرتبط بألا تصل هذه التعددية وحرية تكوين الأحزاب إلى التشتت نتيجة وجود أحزاب بعدد كبير بالعشرات، ويفتقد الكثير منها الانتشار ويتشابه الكثير منها فى التوجه العام أو حتى البرامج التفصيلية، فالشكل الأفضل للتعددية أن تنحصر فى عدة أحزاب، بحيث يسهل على المواطنين التمييز بينها والتفاعل مع ما تطرحه من رؤى وبرامج. وهو ما يظهر بجلاء فى المجتمعات التى وصلت إلى حالة النضج السياسى فى البناء والتفاعل والقدرة على استيعاب المتغيرات والتكيف معها للمحافظة على أكبر قدر من جودتها، وهو ما يعزز من قدرتها على التأثير الإيجابى.

فيجب العمل بجدية على إصلاح الحياة الحزبية وممارستها لتكون أكثر تعبيراً عن اتجاهات المجتمع وأقدر على معالجة شواغل المواطنين وأكثر كفاءة فى تقديم الرؤى والبرامج التى تعالج التحديات، ففى جمهورية الحقوق والواجبات تكون الحياة الحزبية إحدى الدعائم الهامة لتعزيز المشاركة وتمثل التعددية الحزبية الناضجة القلب منها

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق