هل حقق دونالد ترامب أقصى طموحاته بتوليه السلطة في أكبر قوة في العالم؟ قال الملياردير مؤخراً لحفيدته كاي إن «الوصول إلى الرئاسة هو الحلم، أليس كذلك؟» ليضيف أنه بعد ذلك «بات الحلم أن أصبح رئيساً عظيماً».
يعطي هذا الحوار الذي دار مؤخراً بين كاي والرئيس داخل عربة للغولف ونشرته الفتاة البالغة 18 عاماً على إنستغرام، لمحة عن طموحات الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاماً، بعد عام على فوزه بولاية رئاسية ثانية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
كما أن الرئيس الأمريكي عاود في الأيام الأخيرة طرح التحرّك النهائي نحو الاستبداد بالسلطة عبر التفكير بالترشح لولاية ثالثة عام 2028، رغم أنه بدا كأنه يتراجع بعدما قال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون إن خطوة من هذا القبيل ستكون غير دستورية.
لكن بالنسبة لترامب، يرتبط التحوّل إلى «رئيس عظيم» بممارسة السلطات التنفيذية بمستوى تاريخي.
ومن قبل أجرى باتريك هيلي نائب رئيس تحرير مقالات الرأي بصحيفة نيويورك تايمز حواراً مع الكاتب الأمريكي توماس فريدمان عبر قناته للبث الصوتي الرقمي (بودكاست)، تناول فيه نهج الرئيس دونالد ترامب غير المتوقع في معالجة قضايا السياسة الخارجية، وخطواته ليكون رئيساً تاريخياً.
ونشرت الصحيفة نصاً مكتوباً للحوار المطول ضمن سلسلة أسبوعية من برنامج «ذا أوبنيونز» (الآراء)، تتناول كيفية استخدام ترامب السلطة وسعيه لتغيير الولايات المتحدة في أول 100 يوم منذ توليه مقاليد الأمور في البيت الأبيض.
وبدا فريدمان، في المقابلة، غير متفائل من الطريقة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي في تعامله مع عدة قضايا ووصفه بأنه شخص يسعى إلى أن يصبح رئيساً مدى الحياة.
إجراءات ضد المعارضين السياسيين
خلال الأسابيع الأخيرة، كثّف ترامب تحرّكاته في هذا الصدد متّخذاً إجراءات انتقامية ضد معارضيه السياسيين فيما أرسل قوات إلى مزيد من المدن الأمريكية وفرض قيوداً على الإعلام وأحكم قبضته على كل ذراع من أذرع الحكومة.
وقال مدير برنامج الإدارة السياسية لدى جامعة جورج واشنطن تود بيلت لفرانس برس «بالتأكيد هناك جانب استبدادي لديه».
وبينما شدد ترامب قبضته على السلطة منذ عاد إلى المنصب في كانون الثاني/يناير، عزز اغتيال الناشط اليميني تشارلي كيرك في أيلول/سبتمبر «مقاربته لفكرة نحن ضدّهم».
«الأعداء في الداخل»
بالنسبة للمنتقدين، يفاقم ذلك المخاوف حيال سيادة القانون، الذي تلقى نسخة تاج كهدية أثناء زيارته الأخيرة إلى كوريا الجنوبية.
ولعل تحرّكه للانتقام كان أكثر استعراض وضوحاً لسلطة الرئيس.
وبناء على منشورات ترامب على شبكات التواصل الاجتماعي، وجّه مسؤولون في القضاء اتهامات خلال الأسابيع الأخيرة لخصوم سياسيين بينهم مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون والمدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) جيمس كومي.
وفي وقت يتباهى بنجاحه في التوسط لإبرام اتفاقات سلام بين دول خاضت نزاعات، استهدف ترامب محلياً «الأعداء في الداخل»، سواء اليساريين أو المهاجرين. وأفاد في خطاب مؤخراً لكبار ضباط الجيش بأن المدن الأمريكية يمكن أن تستخدم «لتدريب» الجنود.
في الأثناء، تمسّك ترامب بموقفه الصلب حيال الإغلاق الحكومي المتواصل منذ شهر.
«الهالوين والفقراء»
ورفض أي حوار مع الديمقراطيين واستضاف حفل هالوين في منتجعه في فلوريدا قبل يوم من موعد إيقاف المساعدات الغذائية المخصصة للأمريكيين الفقراء.
وسعى نجم تلفزيون الواقع السابق بشكل متزايد لتكميم الإعلام والأوساط الأكاديمية عبر الدعاوي القضائية والتهديدات لطلبات الاندماج والتمويل الفدرالي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وعبّر ترامب عن سلطته في عقر دار الرئاسة أيضاً فهدم الجناح الشرقي للبيت الأبيض من أجل بناء قاعة حفلات جديدة ضخمة من دون أي مشاورات عامة أو الدخول في عملية للحصول على موافقة فيدرالية.
في الأثناء، عاود ترامب في الأيام الأخيرة طرح التحرّك النهائي نحو الاستبداد بالسلطة عبر التفكير بالترشح لولاية ثالثة عام 2028، رغم أنه بدا كأنه يتراجع بعدما قال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون إن خطوة من هذا القبيل ستكون غير دستورية.
مساحة للتحرك
لكن مع تحوّل الأنظار إلى انتخابات منتصف الولاية الرئاسية المنتظرة بعد عام، قد يكون ترامب وصل إلى ذروة سلطته.
وقال وليم غالستون من معهد بروكينز لفرانس برس إن «الاستطلاعات تشير إلى أنه لم تعد لديه مساحة للتحرك كما كان في الأشهر العشرة الأولى.. تشير إلى أن الناس يعتقدون بأنه تمادى كثيراً».
وأظهر استطلاع جديد لـ«واشنطن بوست-أيه بي سي نيوز-إيبسوس» صدر الأحد أن غالبية الناخبين الأمريكيين يقولون إنه تجاوز صلاحيات منصبه.
لكن ذلك لا يعني أن ترامب شارف على الانتهاء من تحرّكاته.
ويواجه عدة قرارات للمحكمة العليا في وقت لاحق هذا العام قد تقرر فعلياً مدى السلطة التنفيذية التي يمكن أن يحظى بها في مواجهة الكونغرس والقضاء.
قواعد رئاسية
وبينما قد يفرض ذلك بعض القيود، يقول محللون إن أموراً كثيرة تعتمد على مدى تصميم ترامب على تجاهل القواعد الرئاسية القائمة منذ عقود.
وقال غالستون «إذا كان لديك رئيس يتجاهل السوابق الراسخة منذ فترة طويلة، يصبح المنصب أوسع مما يتخيله أي أحد».
ومن شأن أي نتيجة غير انتكاسة كبيرة للجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية العام المقبل أن تقوي شوكة ترامب. ويظهر استطلاع «إيبسوس» أن الديمقراطيين لم يحققوا تقدّماً يذكر حتى الآن.


















0 تعليق