في الذكرى الـ108 لوعد بلفور، أكدت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان أن هذا الوعد المشؤوم، الذي أعلنه وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور قبل أكثر من قرن، شكّل جريمة سياسية وأخلاقية بحق الشعب الفلسطيني، وما زالت تداعياته تلقي بظلالها على الفلسطينيين عبر الأجيال.

وأشارت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم الأحد ، إلى أن وعد بلفور كان الشرارة التي أطلقت مشروع الاقتلاع والتهجير والاحتلال، ما أدى إلى تشريد الشعب الفلسطيني عام 1948 وتحويله إلى لاجئين في المنافي والمخيمات، بينما منح الغزاة هوية دولة فوق أنقاض الوطن.

 وأضاف البيان أن آثار هذا الوعد لا تزال واضحة اليوم في غزة والضفة الغربية، حيث يواصل الاحتلال ممارسة أشنع أشكال التدمير والقتل والتهجير، فيما يقف المجتمع الدولي متفرجاً.

وشددت المنظمة على أن أي سلام أو استقرار في المنطقة لن يتحقق دون إنصاف الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه الوطنية كاملة، وفي مقدمتها الحرية والاستقلال وحق العودة.

ودعت المنظمة بريطانيا، التي اعترفت مؤخراً بدولة فلسطين، إلى اتخاذ خطوة تصحيحية عبر إعلان اعتذار رسمي للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور وما نتج عنه من نكبة ومعاناة مستمرة، معتبرة أن هذا الاعتذار يمثل الحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية والسياسية. كما طالبت المجتمع الدولي بوقف ازدواجية المعايير والوقوف إلى جانب الحق والعدالة.

واختتمت المنظمة بيانها بالقول: "وعد بلفور لم يكن قدراً، بل بداية معركة طويلة من أجل البقاء، معركة نواصلها اليوم بالإرادة والثبات والدم، حتى تقام دولة فلسطين المستقلة على أرضها، ويعود اللاجئون إلى بيوتهم، وينتهي هذا الظلم التاريخي الذي طال أمده".