مدريد - أ ف ب
غلبَ التوتر الكلامي الشديد على الجلسة التي مثل فيها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الخميس، أمام لجنة تحقيق في مجلس الشيوخ، لشرح دور أقرب مساعديه في قضية فساد تثير ضجة واسعة، ولم تفضِ إلى أي اعتراف يورّط الزعيم الاشتراكي.
ولم تتح هذه الجلسة توفير مزيد من المعلومات عن «قضية كولدو»، نسبة إلى كولدو غارسيا إيزاغويري الذي كان معاوناً لوزير النقل السابق خوسيه لويس أبالوس، اليد اليمنى سابقاً لسانشيز.
- أسئلة سخيفة
وتشمل القضية عملية احتيال تتعلق بعقود عامة تورط فيها أيضاً مسؤول اشتراكي سابق آخر، ومقرّب سابق من سانشيز هو سانتوس سيردان.
على الرغم من المحاولات المتكرّرة من أعضاء مجلس الشيوخ اليمينيين لإرباكه، حافظ سانشيز على هدوئه، مؤكّداً أنه لم يكن على علم بتصرفات الرجلين المشينة. وكان سانشيز يكرر: «هل تسمحون لي بالإجابة؟»، وسط مقاطعات متكرّرة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين عرضوه لضغط أسئلتهم.
كان سانشيز أحياناً يقهقه لدى طرح أسئلة يعتبرها سخيفة عليه، ولم يُفصح عن أي شيء.
وأقرّ فقط بأنه تسلّم أحياناً مبالغ نقدية من الحزب الاشتراكي، خلال توليه منصب الأمين العام، كتعويض عن نفقات مهنية وبموجب فواتير، مؤكداً أن تلك المبالغ لم تتجاوز ألف يورو، وأن الإجراء تمّ وفق القانون.
- «سيرك»
لكنه كثيراً ما اتخذ موقفاً هجومياً، واصفاً اللجنة بأنها أشبه ب«سيرك»، و«لجنة تحقيق على طريقة توركيمادا»، نسبة إلى المحقق الإسباني الشهير في القرن ال 15. ودعاه رئيس اللجنة البرلمانية إيلوي سواريز اليميني إلى إبداء «الاحترام».
وبدأت الجلسة عند التاسعة صباحاً بأسئلة وجهتها العضو اليمينية في مجلس الشيوخ ماريا مار كاباييرو.
وسألته: «إلى متى ستستمر في التظاهر بأنك لا تعرف شيئاً عمّا يفعله كل من حولك؟ عيّنت أبالوس، ووثقت بكولدو غارسيا، وعيّنت سيردان، واقترحت نائباً عاماً هو الآن في قفص الاتهام. شقيقك وزوجتك قيد التحقيق».
وقال سانشيز في ختام الجلسة: «نحن أمام تلاعب صارخ بمؤسسة أساسية لديمقراطيتنا، مجلس الشيوخ، وانتهاك آخر من حزب الشعب وحزب فوكس (اليمين المتطرف)».
كان حزب الشعب طالب بعقد جلسة، راغباً في أن يثبت أن رئيس الوزراء كان على علم بالمخالفات داخل حزبه، بل ربما متواطئاً فيها، وأنه يكذب منذ البداية حين يؤكد أنه لم يكن يعلم شيئاً. وفي النهاية، لم تتح هذه الجلسة معرفة مزيد من المعلومات عن «قضية كولدو».
تفاقم الفضيحة
وانفجرت هذه الفضيحة في 2024 مع توقيف كولدو غارسيا إيزاغويري، المشتبه في تورطه في عملية احتيال ضخمة مكّنت شركة صغيرة من الفوز خلال جائحة كوفيد بعقود بقيمة 53 مليون يورو، لتزويد الجهات الحكومية كمامات، لقاء عمولات غير مشروعة بملايين اليورو.
وسرعان ما وصل التحقيق إلى خوسيه لويس أبالوس، الذي كان، إلى جانب كونه وزيراً، أميناً عاماً للتنظيم في الحزب الاشتراكي، وهو منصب رئيسي جعله محل ثقة لسانشيز.
ومع أنه أقيل من منصبه، تفاقمت الفضيحة مع اتهام خلفه في موقعه الحزبي سانتوس سيردان بالتورط أيضاً في الفضيحة، ووضعه قيد التوقيف الاحتياطي في يوليو/تموز الماضي.
واعتذر سانشيز مراراً للشعب الإسباني، مؤكداً أنه لا يعلم شيئاً عن هذه القضية، وأن الحزب الاشتراكي الذي يتولى أمانته العامة منذ 2017، لم يتلقَ قط تمويلاً غير مشروع.
وإضافة إلى «قضية كولدو» المتشعبة، تطوّق الملاحقات القضائية سانشيز من كل حدب وصوب، إذ يُتوقع أن تحاكَمَ زوجته بيغونيا غوميز بتهمة الفساد واستغلال النفوذ، وشقيقه دافيد، بتهمة استغلال النفوذ، فيما تبدأ، الاثنين، محاكمة المدعي العام للدولة ألفارو غارسيا أورتيز الذي عينه سانشيز بتهمة خرق السرية القضائية.

















0 تعليق