ذكرت صحيفة «ذا تايمز» أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، بدأ تنفيذ عقوبة السجن لمدة 5 سنوات، بتهمة التآمر للحصول على تمويل انتخابي غير قانوني، في ظل نفيه للاتهام وقوله إنه «اضطهاد يساري».
وأوضحت الصحيفة أن ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، سيسلم إلى سجن «لا سانتيه» في وسط باريس، الذي يطلق عليه «سجن VIP» في باريس ابتداءً من الأسبوع المقبل، لتنفيذ العقوبة التي صدرت بحقه سبتمبر/أيلول الماضي.
ورفض ساركوزي البالغ 70 عاماً والذي تولى الرئاسة من عام 2007 إلى 2012 وحلفاؤه القضية باعتبارها اضطهاداً سياسياً وشكّل أمر القضاة غير المعتاد بعدم تأجيل عقوبته في انتظار الاستئناف صدمة، واعتبره مؤيدوه ظالماً.
سيتحول نيكولا ساركوزي إلى «نزيل رسمي» في أحد أشهر سجون باريس وذلك ابتداء من يوم الثلاثاء 21 أكتوبر/تشرين الثاني 2025 والذي طالما استقبل مجرمين وتجار مخدرات والآن رجال دولة سابقين.
يستأنف محامو ساركوزي فوراً لإطلاق سراحه استناداً إلى السن وبعض التفاصيل القانونية وسيكون أمام القضاة شهرين للرد على طلبهم، في الوقت الذي أبقى تاريخ سجن ساركوزي سراً في البداية لحماية خصوصيته، لكن المسؤولين سرّبوا التفاصيل إلى وسائل الإعلام الفرنسية.
ويكون الرئيس المحافظ السابق، الذي ينفي ارتكابه أي جريمة، أول زعيم فرنسي يُسجن منذ الحرب العالمية الثانية، حيث كان آخر رئيس دولة فرنسي يُسجن فيليب بيتان، زعيم النظام المتعاون مع النازيين، خلال الحرب العالمية الثانية، الذي توفي داخل سجن بجزيرة في المحيط الأطلسي عام 1951.
يُعرف سجن «لا سانتيه» بأنه سجن لكبار الشخصيات وجُدّد مؤخراً ومن بين نزلائه المشاهير وذوي السمعة السيئة جاك ميسرين، رجل العصابات المعروف بلقب «عدو الشعب الأول»، الذي هرب من السجن عام 1987 وموريس بابون، قائد شرطة باريس السابق، الذي أُدين عام 1998، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لترحيله يهوداً من بوردو، خلال الحرب العالمية الثانية.
ووفق تسريبات لوسائل إعلام فرنسية، سيبدأ ساركوزي رحلته في قسم «الوافدين»، تماماً مثل أي سجين عادي وبعد فترة المراقبة، سينتقل إلى قسم «المحصنين»، حيث يُحتجز عادةً أصحاب «الملفات الحساسة» أو المشاهير الذين لا يليق أن يُخالطوا عامة المساجين.
وسيُحتجز ساركوزي في جناح «الأشخاص المعرضين للخطر»، في الدائرة الـ14، مع سجناء من كبار الشخصيات الآخرين، بينما تكون الزنزانة الصغيرة مزودة بدُش وأثاث بسيط وهي نفسها المستخدمة في الزنازين الأخرى، وسيُمنح هاتفاً للاستخدام بأرقام معتمدة وسيُمنح نفس الزيارات مرتين أسبوعياً، التي يحصل عليها السجناء الآخرون.
وساركوزي، الذي لا يزال يتمتع بشعبية ويمارس نفوذًا في السياسة الفرنسية المحافظة وكذلك لدى الرئيس إيمانويل ماكرون، أُدين بالفعل بجرائم أخرى، العام الماضي، أيدت محكمة الاستئناف إدانته وحكماً بالسجن لمدة عام لمحاولته عام 2014 الحصول على امتيازات من قاضٍ.
وقضى ساركوزي 3 أشهر من تلك المدة وهو مُقيد بسوار إلكتروني في منزله خلال وقت سابق من هذا العام، قبل أن يُمنح إفراجاً مشروطاً، كما حُكم عليه بالسجن 6 أشهر، يُقضيها خارج السجن، بتهمة التمويل غير القانوني لحملته الرئاسية الفاشلة عام 2012.
0 تعليق