ماريا كورينا ماتشادو.. من سجون فنزويلا إلى منصة نوبل للسلام

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


أعلنت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل أن الناشطة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو هي الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، تقديراً لما وصفته اللجنة بأنه عملها الدؤوب في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية للشعب الفنزويلي، ونضالها من أجل انتقال عادل وسلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.

إشادة دولية بـ«رمز المقاومة السلمية»


قال رئيس اللجنة، يورغن واتني فريدنس: إن ماتشادو تمثل رمزاً للسلام وشجاعة المقاومة، مشيراً إلى أنها تسعى لتفكيك القبضة الحديدية للنظام الفنزويلي على السلطة.


وأضاف:«خلال العام الماضي، اضطرت ماتشادو للعيش في الخفاء بسبب التهديدات على حياتها، لكنها اختارت البقاء في بلادها، وهو قرار ألهم الملايين».


وأكد فريدنس أن الاعتراف بها يأتي في وقت يحتاج فيه العالم لتكريم المدافعين الشجعان عن الحرية الذين يقفون في وجه الأنظمة المستبدة.


ومن المقرر تسليم الجائزة إلى ماتشادو في العاشر من ديسمبر المقبل في أوسلو، تزامناً مع ذكرى وفاة مؤسس الجوائز، السويدي ألفريد نوبل.


وتبلغ قيمة الجائزة 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1 مليون يورو أو 1.15 مليون دولار).

ماتشادو: أنا في حالة صدمة..لا أصدق ما حدث


في أول تصريح لها بعد إعلان فوزها، قالت ماتشادو في مكالمة هاتفية مع حليفها السياسي إدموندو غونزاليس، الذي يعيش في المنفى بإسبانيا: «أنا في حالة صدمة..لا أستطيع تصديق ذلك.. لقد وهبنا حياتنا من أجل فنزويلا».


ونشر غونزاليس مقطع الفيديو على منصة إكس، وكتب مهنئاً: «اعتراف مستحق لامرأة وشعب بأكمله ناضل من أجل الحرية والديمقراطية».

إشادة بترامب قبل الفوز


جاء فوز ماتشادو بعد أيام قليلة فقط من وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي كان يتطلع أيضاً للفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام، بأنه «صاحب رؤية» وأعظم فرصة للتغيير السياسي في فنزويلا، مشيدةً بسياساته المتشددة تجاه نظام الرئيس نيكولاس مادورو.


وقالت ماتشادو في مقابلة صحفية:«ترامب هو أكبر فرصة حصلنا عليها على الإطلاق لتغيير النظام في فنزويلا».

من هي ماريا كورينا ماتشادو؟


تُعد ماريا كورينا ماتشادو (58 عاماً) من أبرز وجوه المعارضة الفنزويلية، وهي مهندسة صناعية وناشطة سياسية تقيم حالياً في مكان سري داخل فنزويلا خوفاً من الاعتقال.


•في عام 1992 أسست مؤسسة أثينا لمساعدة أطفال الشوارع في كراكاس.


•وبعد عشر سنوات، شاركت في تأسيس منظمة «سوماتي» (Sumate)، المعنية بمراقبة الانتخابات والتدريب على الممارسات الديمقراطية.


•في عام 2010، انتُخبت عضواً في الجمعية الوطنية بعد حصولها على عدد قياسي من الأصوات، قبل أن يطردها النظام من البرلمان عام 2014.


ترأس ماتشادو حالياً حزب «فينتي فنزويلا» (Vente Venezuela)، وأسهمت عام 2017 في تأسيس تحالف «أنا فنزويلا» (Soy Venezuela) الذي جمع القوى المؤيدة للديمقراطية من مختلف الأطياف السياسية.

الانتخابات التي غيّرت مسار حياتها


أعلنت ماتشادو عام 2023 ترشّحها للانتخابات الرئاسية لعام 2024، لكنها واجهت منعاً قضائياً من الترشح صادراً عن محاكم موالية للرئيس نيكولاس مادورو، الذي يحكم البلاد منذ عام 2013.


حلّ محلها في السباق الانتخابي إدموندو غونزاليس، الذي أعلنت دعمها له، وهو دبلوماسي سابق لم يسبق له الترشح لأي منصب.


لكن الانتخابات التي أعقبتها شهدت تضييقاً شديداً على المعارضة واعتقالات واسعة.


ورغم وجود أدلة قوية على التلاعب في النتائج، أعلن المجلس الوطني للانتخابات، الخاضع لسيطرة النظام، فاز مادورو، ما أشعل موجة احتجاجات دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصاً، وقد تم القبض على ماتشادو وقتها عن طريق «اختطاف غامض» نفته الحكومة، بينما أطلق سراحها نتيجة مطالبات دولية متعددة.


ومنذ يناير الماضي، تعيش ماتشادو في الخفاء، بينما لجأ غونزاليس إلى إسبانيا بعد صدور مذكرة توقيف بحقه، وحصل هناك على حق اللجوء السياسي.

تكريمات سابقة ونضال مستمر


نالت ماتشادو وغونزاليس معاً عام 2024 جائزة ساخاروف التي يمنحها الاتحاد الأوروبي تكريماً لنشطاء حقوق الإنسان حول العالم.


وجاء فوزها بنوبل للسلام ليؤكد مكانتها كرمز دولي للنضال الديمقراطي في أمريكا اللاتينية، وليرسل، بحسب المراقبين، رسالة واضحة إلى الأنظمة الاستبدادية في المنطقة مفادها أن «صوت الحرية لا يمكن إسكاتُه».

الفائز بنوبل للسلام العام الماضي


العام الماضي، ذهبت جائزة نوبل للسلام إلى منظمة نيهون هيدانكيو اليابانية، وهي رابطة تضم الناجين من قصف هيروشيما وناغازاكي النووي، تقديراً لجهودها الممتدة منذ عام 1956 من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق