تظاهر مئات الآلاف في عدد من العواصم والمدن الأوروبية والأمريكية، السبت دعما لفلسطين وللمطالبة بإنهاء الحرب على غزة والإفراج عن ناشطين كانوا على متن أسطول مساعدات دولي اعترضته إسرائيل خلال إبحاره باتجاه سواحل غزة.

في أوروبا، خرجت تظاهرات كبرى في روما وبرشلونة ومدريد وأقل حجما في باريس ودبلن، فيما احتشد نحو ألف شخص في لندن على الرغم من دعوة الحكومة البريطانية إلى عدم التظاهر بعد هجوم وقع الخميس خارج كنيس في مانشستر.

• نيويورك

وشهدت مدن أمريكية عدة على رأسها العاصمة واشنطن ونيويورك تجمعات وتظاهرات احتشد فيها الآلاف للتعبير عن رفضهم لهجمات الإبادة المستمرة في غزة.

وفي نيويورك شارك المئات في مظاهرة مؤيدة لفلسطين جابت الشوارع الرئيسية للمدينة حيث دعا النشطاء إلى يوم عالمي للتضامن مع فلسطين قبيل الذكرى السنوية الثانية للأحداث المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

• دالاس

كذلك، تجمع المتظاهرون في وسط مدينة دالاس بعد ظهر السبت للتوعية واتخاذ موقف ضد الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، حيث يقتل ويجرح وينزح الآلاف يومياً جراء الحرب المستمرة.

ووصف إقبال حسن، أحد منظمي الاحتجاج، الهجمات على غزة بأنها وحشية صارخة وقال إنه يجب وقفها فورا.

تجمع عدة مئات من الأشخاص أمام مبنى البلدية حوالي الساعة 2:20 ظهرا بالتوقيت المحلي. ولوّح المشاركون بالأعلام الفلسطينية، ورفعوا لافتات كُتب عليها عبارات مثل «أموال ضرائبنا تُموّل الإبادة الجماعية» و«إسرائيل تُجوّع أطفال غزة».

وكان من بين الحضور فرع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في دالاس، الذي انضم إليه عشرات من منظمات الحقوق المدنية، والمنظمات الدينية، والإنسانية، والشعبية من جميع أنحاء الولاية والبلاد، وفقًا لبيان صحفي صادر عن المجلس.

وقال أشتون زانر، البالغ من العمر 22 عاما، إنهم سافروا بالقطار من فلاور ماوند إلى وسط مدينة دالاس، في رحلة استغرقت حوالي ساعة ونصف، لإظهار دعمهم لغزة.

وازداد حجم الحشد مع استمرار المسيرة. وقارن المتحدثون في بداية الاحتجاج الوضع في فلسطين بوضع جنوب إفريقيا في عهد الفصل العنصري. وقرع الناس الطبول وهتفوا «فلسطين حرة».

وفي روما شارك نحو مليون متظاهر وفق المنظمين و250 ألفا وفق الشرطة في شوارع وسط المدينة وهم يهتفون «أوقفوا الإبادة»، في ظل حضور أمني كثيف.

وقال دوناتو كولوتشي وهو قائد كشفي يبلغ 44 عاما لوكالة فرانس برس «عادة لا اؤيد التظاهرات الكبرى لكن اليوم لم أتمكن من ملازمة المنزل».

ومع حلول المساء، اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الشرطة الذين استخدموا الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه اثر تعرضهم للرشق بالزجاجات والمفرقعات. وأفادت وكالة أنسا للأنباء عن اعتقال 11 متظاهرا.

وتشهد العديد من المدن الإيطالية تظاهرات كبرى يوميا منذ اعتراض القوات الإسرائيلية أسطول الصمود العالمي الأربعاء.

• برشلونة

وفي برشلونة، جاب نحو 70 ألف متظاهر على أقل تقدير شوارع المدينة رافعين لافتة ضخمة كتب عليها «أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين. أوقفوا تجارة الأسلحة مع إسرائيل»، وفقا لشرطة البلدية.

وقال جوردي باس، وهو معلم يبلغ 40 عاما، «إنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعطي الشعب الفلسطيني بعض الدعم: رؤية العالم بأسره يحتشد تضامنا معهم».

وقالت مارتا كارانزا البالغة 65 عاما والتي شاركت أيضا في تظاهرة الخميس «توقعنا أن تتخذ الأمور منعطفا خطيرا اليوم».

وتقول مدريد إنه يوجد نحو خمسين إسبانيا بين الناشطين المحتجزين الذين كانوا على متن أسطول «الصمود العالمي».

• اليونان

وتعتقد الشرطة اليونانية أن تجمعًا ومسيرة أكبر ستُقام يوم الأحد بالتزامن مع مسيرة مؤيدة لإسرائيل. يفصل بين المظاهرتين حوالي ثلاثة كيلومترات (ميلين)، وستكون الشرطة على أهبة الاستعداد لمنع المسيرة المؤيدة للفلسطينيين المتجهة إلى السفارة الإسرائيلية، كما حدث في مناسبات سابقة.

وفي لندن، تجمع قرابة ألف شخص السبت في ساحة ترافلغار تضامنا مع مجموعة «بالستاين أكشن» (التحرك من أجل فلسطين) المحظورة، حسبما أعلنت مجموعة «الدفاع عن هيئات محلفينا»، الجهة المنظمة.

وأوضحت إحدى المتظاهرات وتدعى تيسا وتبلغ 31 عاما «أتضامن مع الجالية اليهودية في مانشستر وأعارض الإبادة الجماعية في فلسطين».

وقُتل شخصان وأصيب ثلاثة بجروح خطيرة جراء هجوم على كنيس في مانشستر بشمال غرب انكلترا في يوم الغفران أو «كيبور» الذي يعد الأكثر قداسة لدى اليهود.

وتمكنت الشرطة من قتل المهاجم، وهو بريطاني من أصل سوري يدعى جهاد الشامي ويبلغ 35 عاما.

في هذا السياق، حض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر البريطانيين على عدم المشاركة في التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، معتبرا إنه «وقت للحداد وليس مناسبة لإثارة التوتر أو التسبب في مزيد من الألم».

وأعلنت الشرطة البريطانية أنها اعتقلت 442 شخصا على الأقل بتهمة «دعم منظمة محظورة».

• باريس

وفي فرنسا، نُظمت تظاهرات لدعم أسطول المساعدات إلى غزة ولمطالبة الرئيس إيمانويل ماكرون بفرض عقوبات على إسرائيل من أجل رفع الحصار المفروض على القطاع.

وفي باريس، سار المتظاهرون الذين قدرهم المنظمون بنحو 10 آلاف والشرطة بنحو خمسة آلاف، تحت الأعلام الفلسطينية مرددين هتافات «عاش الأسطول» و«غزة، باريس معك».

وخاطبت هيلين كورون، المتحدثة باسم الوفد الفرنسي المشارك في أسطول الصمود، المتظاهرين قائلة «لن نتوقف أبدا! لم يصل هذا الأسطول إلى غزة، لكننا سنرسل اسطولا آخر، ثم آخر، حتى تتحرر فلسطين وغزة».