أكدت مصادر إيرانية أمس السبت، أن تجدد المواجهة بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، «محتملة للغاية»، فيما أكد الرئيس مسعود بزشكيان، استعداد بلاده للحوار، وأنه «السبيل الأفضل» لحل الخلافات بدل الحروب، كما بين أن إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي.
ونقلت صحيفة «كيهان» الإيرانية، في عددها الصادر أمس السبت، عن خبراء ومحللين قولهم إن «العقل والخبرة والتطورات التي أعقبت حرب الاثني عشر يوماً (في يونيو/حزيران الماضي)، بالإضافة إلى فهم «عقيدة بن غوريون»، تُظهر أن هذه المواجهة (مع إسرائيل والولايات المتحدة) يجب اعتبارها محتملة للغاية.
وأوردت الصحيفة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين تؤكد أن من يظن أن القضية مع إيران قد انتهت فهو مخطئ ويضلل الآخرين، وأردفوا أن الإيرانيين يعملون بجد لتعزيز قدراتهم الدفاعية والعسكرية يومياً.
وقالت الصحيفة الإيرانية إنه يمكن اعتبار الوضع الاقتصادي المضطرب والفوضوي في البلاد استمراراً لحرب الاثني عشر يوماً! لذلك نقول إن تجدد المواجهة مع العدو أمر وارد. لو لم يكن الأمر محتملاً، لما هاجموا سبل عيش الشعب بهذه الصراحة والوقاحة، مستخدمين أدوات العقوبات والمحفزات ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وشددت على أن العالم على أعتاب نقطة تحول تاريخية، مشيرة إلى أن المواجهة المحتملة بين الجبهة الإيرانية والجبهة الأمريكية وتل أبيب تمثل احتمالاً قد تكون له عواقب خاصة، ليس فقط على المنطقة بل على العالم أيضاً.
من جهة أخرى،  أكد الرئيس مسعود بزشكيان في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية،  «نعتقد أن الحوار أفضل من الحرب، بل يمكن القول إنه الحل الأمثل للمشاكل في إطار القوانين الدولية. النزاعات تبدأ حين تُنتهك هذه القوانين ويُفرض الرأي بالقوة».
وأضاف «نريد أن تكون لنا علاقات مع جميع دول العالم. لسنا في الداخل أو الخارج بصدد إثارة التوترات، لكن بعض التصرفات الخارجية تؤدي إلى خلق مشاكل داخلية».وأشار إلى أن «الرئيس الأمريكي يصرّ على أن إيران يجب ألا تمتلك السلاح النووي»، مؤكدا: «نحن كذلك لا نريد امتلاكه، ومستعدون لأي تقييم أو تفتيش، إذا كانوا صادقين في تصريحاتهم، فقد أكدنا بصدق أننا مستعدون للتعاون».وشدد الرئيس الإيراني على أن الادعاءات الغربية حول سعي طهران لامتلاك قنبلة نووية «لا أساس لها»، موضحاً أن أنشطة بلاده النووية تأتي «بناءً على فتوى المرشد الأعلى (علي خامنئي)، وفي إطار القوانين الدولية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
على صعيد آخر، صرح بزشكيان، خلال اجتماع رسمي مع عدد من المحافظين،   بأن طهران تعاني أزمات متفاقمة لم تعد قابلة للتجاهل فالمدينة لم تعد قادرة على أداء دورها كعاصمة، وأن نقل المركز السياسي للبلاد لم يعد خياراً بل بات ضرورة. ودعا بزشكيان إلى تسريع خطوات نقل العاصمة من طهران. وأشار إلى أن الاكتظاظ السكاني والمشكلات البيئية والبنيوية المتراكمة في المدينة جعلت الأمر ضرورة استراتيجية وليست مقترحاً إدارياً.
وقال بزشكيان إن العاصمة التي يقطنها نحو 15 مليون نسمة تواجه تحديات حادة مثل أزمة السكن وارتفاع تكاليف المعيشة ونقص المياه وهبوط الأرض والتلوث البيئي الشديد. وأضاف: «في ظل المشكلات القائمة، لم يعد هذا مجرد اقتراح، بل أصبح ضرورة استراتيجية للبلاد»، حسبما نقلته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية.
(وكالات)