أعلنت إسرائيل، أمس الجمعة، أن قواتها البحرية سيطرت على السفينة «مارينيت» آخر سفن «أسطول الصمود»، كما أعلنت أنها نقلت النشطاء إلى كتسيعوت تمهيداً لترحيلهم وذكرت أنها رحَّلت بالفعل أربعة نشطاء إيطاليين، بينما تجددت التظاهرات والاحتجاجات في كثير من المدين والعواصم العالمية تنديداً باعتراض إسرائيل لأسطول الصمود العالمي ودعماً للفلسطينيين في غزة، وجرى إضراب عام في إيطاليا بدعوى من كبرى نقابات العمال، أدى إلى شل الحركة في البلاد.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: إن سلاح البحرية سيطر مؤخراً على سفينة «مارينيت»، آخر سفينة ضمن أسطول «الصمود العالمي» المتجه إلى غزة والتي غادرت متأخرة بسبب عطل فني واقتربت من ساحل غزة وتلقى طاقم السفينة الخميس تحذيراً من أنه في حال اقتراب النشطاء، فسيتم اعتقالهم. يأتي ذلك، عقب إعلان «اللجنة الدولية لكسر حصار غزة»، أن سفينة «مارينيت - صفد» ضمن أسطول الصمود ما زالت تبحر نحو غزة.
وكانت البحرية الإسرائيلية قد نفذت الخميس عملية اعتراض وإيقاف لسفن «أسطول الصمود» المتجهة نحو قطاع غزة.
في غضون ذلك، أعلنت «اللجنة الدولية لكسر حصار غزة»، أن موجة جديدة من سفن كسر الحصار في طريقها إلى غزة وتتكون من 9 سفن.
وأضافت في منشور على صفحتها على «فيسبوك» أن من بين السفن سفينة الضمير الكبيرة التي تحمل 100 صحفي وطبيب وناشط.
وفي السياق، قالت حكومة قبرص أمس الجمعة: إن قارباً من أسطول الصمود الذي كان يحمل مساعدات إلى غزة واعترضته إسرائيل وصل إلى الجزيرة وذكر متحدث باسم الحكومة على (إكس) أن القارب الذي كان يقل 21 أجنبياً طلب الرسو في لارنكا للتزود بالوقود ولأسباب إنسانية وأضاف المتحدث أن السلطات القبرصية، بعد تسجيل جميع الركاب وفرت لهم الاحتياجات الأساسية وقدمت لهم المساعدة القنصلية.
وذكرت تقارير إعلامية أن إسرائيل نقلت 473 ناشطاً اعتقلتهم من على متن سفن «أسطول الصمود» إلى سجن كتسيعوت تمهيداً لترحيلهم إلى بلدانهم. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية ترحيل أربعة ناشطين إيطاليين كانوا على متن مراكب أسطول الصمود وكتبت الوزارة في منشور عبر (إكس) «طرد أربعة مواطنين إيطاليين والآخرون بصدد الطرد» مضيفة أن إسرائيل «تريد الانتهاء من هذه التدابير بأسرع وقت ممكن».
وضم «أسطول الصمود» اتحاد أسطول الحرية وحركة غزة العالمية وقافلة الصمود، ومنظمة «صمود نوسانتارا» الماليزية. وتُعد هذه المرة الأولى التي تبحر فيها نحو 50 سفينة مجتمعة نحو غزة وعلى متنها 532 متضامناً مدنياً من أكثر من 40 دولة.
ومن جانبها، نددت منظمة مراسلون بلا حدود باعتقال «أكثر من 20 صحفياً دولياً» خلال اعتراض «أسطول الصمود العالمي»، مطالبة ب«إطلاق سراحهم فوراً» وقال مسؤول مكتب الأزمات في المنظمة مارتان رو في بيان مساء الخميس: «إن اعتقال الصحفيين ومنعهم من أداء عملهم يشكلان انتهاكاً خطِراً للحق في الإعلام واستقاء المعلومات.
من جهة أخرى، تظاهر آلاف الأشخاص مجدداً أمس الجمعة في إيطاليا بدعوة من كبرى النقابات، دعما ل«أسطول الصمود العالمي» الذي كان يحمل مساعدات إلى غزة وتنديداً بموقف حكومة جورجيا ميلوني إزاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. ونظم الاتحاد العام الإيطالي للعمل احتجاجات في أكثر من 100 مدينة وأدّى إضراب عام مفاجئ، اعتبرته السلطات غير قانوني، إلى تعطيل حركة النقل، فيما جرى تأمين حدّ أدنى من الخدمات في ساعات الذروة وقال ماوريتسيو لانديني الأمين العام للاتحاد العام الإيطالي للعمل، أكبر نقابات البلاد، عبر إذاعة «راديو أنكيو» صباح أمس الجمعة: إن الساحات ستكون مكتظة، بينما حذّرت الحكومة من أن مليون إيطالي قد يتعذر عليهم استخدام القطارات.
وفي روما، احتشد الآلاف أمام محطة القطار المركزية حيث تأخرت أو أُلغيت العديد من الرحلات، فيما شهدت ميلانو الخميس تظاهرة شارك فيها نحو 10 آلاف شخص انطلقوا من الكولوسيوم، بالتوازي مع احتجاجات في مدن أخرى أوروبية وعالمية بينها المكسيك.
وشهدت مدن عدة في مختلف أنحاء إيطاليا، من تورينو وترينتو شمالاً إلى باري وباليرمو جنوباً، مسيرات وتجمّعات، بحسب صور نقلتها وسائل إعلام محلية وقال لانديني: إن ذلك يعكس إنسانية الناس الشرفاء وإصرارهم على إنهاء الإبادة التي تتجاهلها الحكومات أو تتواطأ فيها.
وفي ميلانو، سارت حشود ضخمة رفعت الأعلام الفلسطينية وهتفت خلف لافتة كبيرة كتب عليها (حرروا فلسطين، أوقفوا آلة الحرب).
وكانت رئيسة الوزراء اليمينية المتشددة جورجيا ميلوني قد ندّدت الخميس من كوبنهاغن بالدعوة إلى الإضراب العام، بعدما وصفت مبادرة (أسطول الصمود) بأنها (غير مسؤولة).
إلى ذلك، قالت الشرطة السويسرية أمس الجمعة: إن خمسة من أفراد الأمن أصيبوا خلال اشتباكات في جنيف أطلقت خلالها الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على المتظاهرين الذين شاركوا في احتجاج لدعم أسطول الصمود الذي كان متجهاً لغزة واعترضته إسرائيل وتحول الاحتجاج الذي كان سلمياً في البداية وشارك فيه حوالي ثلاثة آلاف شخص وأوقف حركة المرور في وسط المدينة، في وقت متأخر من مساء الخميس عندما اقترب المحتجون من أحد الجسور وتعد مثل هذه المواجهات نادرة الحدوث في سويسرا رغم اكتساب الاحتجاجات المؤيدة لغزة زخماً.(وكالات)
0 تعليق