تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برد «قوي» على ما وصفه ب«عسكرة أوروبا»، محذراً من أن أي تهديد من القارة سيقابل بإجراءات انتقامية سريعة، مؤكّداً أن روسيا لن تظهر أي ضعف. وفي الوقت نفسه، نفذت روسيا وأوكرانيا عملية تبادل أسرى شملت 370 شخصا، فيما حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من تصعيد روسي عبر الطائرات المسيّرة، داعيا أوروبا إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وإنشاء «جدار مضاد للمسيّرات» لحماية القارة، مع تشديد العقوبات على موسكو، بما في ذلك على قطاع النفط، لوقف تمويل حربها.
وقال بوتين في كلمة ألقاها خلال منتدى في جنوب روسيا. «نراقب عن كثب تنامي عسكرة أوروبا»، مضيفا أن «الإجراءات الانتقامية الروسية لن تتأخر. سيكون الرد على هذا النوع من التهديدات قوياً جداً». وأضاف بوتين أن «روسيا لن تُظهر قط أي ضعف أو تردد».
واتّهم بوتين أوروبا بإثارة حالة من «الهستيريا» لتبرير زيادة الإنفاق الدفاعي مشدداً على أن روسيا لا تشكل أي تهديد. وقال موجهاً كلامه إلى الأوروبيين «اهدأوا».
بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس الخميس، إن العالم لم يقترب من السلام، وذلك بعد شهر ونصف الشهر من القمة الروسية الأمريكية في ألاسكا.
وأضاف بيسكوف أن أوروبا تشجع أوكرانيا على التخلي عن المفاوضات من أجل مواصلة الحرب مع روسيا. وفاقم خرق مسيّرات أجواء الدنمارك وإستونيا وبولندا في عمليات تم تحميل موسكو مسؤوليتها، المخاوف من إمكانية اتساع رقعة حرب أوكرانيا.
على صعيد متصل، أعلنت روسيا وأوكرانيا أمس الخميس عن تنفيذ عملية تبادل جديدة للأسرى شملت 370 شخصاً من الطرفين. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن 185 عسكرياً روسيا أُعيدوا إلى بلادهم من مناطق خاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية، مقابل إطلاق سراح نفس العدد من الجنود الأوكرانيين، إضافة إلى عشرين مدنياً.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الجنود والضباط الذين عادوا ينتمون إلى الجيش والحرس الوطني وحرس الحدود. وفي الوقت نفسه، وجّه زيلينسكي خلال قمة غير رسمية لقادة الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن تحذيراً من تصعيد روسي باستخدام الطائرات المسيّرة في أجواء القارة، قائلاً إن هذه التوغلات «تعكس استراتيجية تصعيد واضحة من جانب موسكو»، ودعا إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية. وأوضح أن الهدف الروسي هو «تقسيم أوروبا»، فيما شدد على ضرورة قيام الأوروبيين بالعكس تماما، مشيراً إلى أن جنوداً أوكرانيين أرسلوا بالفعل إلى الدنمارك لمساعدة كوبنهاغن بعد رصد طائرات مسيّرة غامضة، ووصف هذه الخطوة بأنها «بداية بناء جدار مضاد للمسيّرات يحمي أوروبا كلها».
وشدد زيلينسكي على أن «الجدار المضاد للمسيّرات يجب أن يغطي أوروبا كلها»، داعيا أيضاً إلى تشديد العقوبات على موسكو، لا سيما في قطاع النفط ».
من جانبه، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن زعماء الاتحاد الأوروبي متفقون على استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا، متوقعاً اتخاذ قرار خلال ثلاثة أسابيع».
في حين، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قدرة أوروبا على تدمير أي مسيّرات تنتهك أجواءها. (وكالات)
0 تعليق