كوبنهاغن ـ أ ف ب
يجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن الأربعاء لتعزيز دفاعات القارة ضد التهديد الروسي، فيما تسبب رصد مسيّرات مجهولة المصدر في سماء الدنمارك إلى ارتفاع منسوب التوتر في الأيام الأخيرة.
وتحاط هذه القمة بتدابير أمنية مشددة؛ حيث تم نشر آلاف من عناصر الشرطة، وحظرت المسيّرات المدنية وأرسلت دول من حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومن خارجه تعزيزات مع توجه قادة القارة إلى كوبنهاغن للمشاركة في المحادثات المقررة منذ فترة طويلة، والتي يليها تجمع أوسع للقادة الأوروبيين الخميس.
وتسببت التقارير الأخيرة التي تفيد بتحليق مسيّرات مجهولة المصدر في سماء الدنمارك بإغلاق مؤقت للعديد من المطارات بما فيها مطار كوبنهاغن، وهو الأكبر في شمال أوروبا.
وما زال مصدر هذه المسيّرات غير معروف، لكن السلطات الدنماركية سارعت إلى اتهام روسيا التي اتُهمت مطلع سبتمبر/أيلول بإرسال طائرات بدون طيار إلى الأجواء البولندية وثلاث مقاتلات إلى المجال الجوي الإستوني بعد أيام قليلة.
واعتبر رئيس الوزراء الإستوني كريستن ميشال أن هذه التوغلات تكتيك روسي لتشتيت انتباه الأوروبيين. وقال: «يريدنا (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أن نكون منشغلين بأنفسنا» بدلاً من العمل على مساعدة أوكرانيا.
تعزيز الدفاعات الأوروبية
وفي هذا السياق، ستناقش الدول السبع والعشرون سبل تعزيز دفاعات أوروبا. وتريد بروكسل إعطاء الأولوية لأربعة مشاريع رئيسية: الدفاع الجوي وتعزيز خاصرتها الشرقية والدفاع الصاروخي و«الجدار المضاد للمسيّرات».
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الثلاثاء «يجب على أوروبا أن تقدم رداً قوياً وموحداً على توغلات المسيّرات الروسية إلى حدودنا».
ووضعت المفوضية الأوروبية تحت تصرف الدول الأعضاء 150 مليار يورو في شكل قروض للمساعدة على إعادة التسلح في مواجهة روسيا.
وقد يكون هناك المزيد من التمويل لاحقاً لكن الأمر الأهم في هذه المرحلة هو معرفة أفضل السبل للتنظيم، وفق ما أوضح دبلوماسي في بروكسل.
وسيناقش القادة الأوروبيون هذه المسألة قبل أن تعود إليهم المفوضية الأوروبية في نهاية تشرين الأول/أكتوبر بخريطة طريق.
تجميد الأصول الروسية
وسيكون اجتماع كوبنهاغن أيضاً فرصة لإيجاد مصادر تمويل مستدامة لأوكرانيا في وقت تتلاشى فيه على ما يبدو احتمالات السلام فيما يتراجع الدعم المالي الأمريكي.
وفي ظل الصعوبات المالية التي تواجهها الكثير من الدول الأعضاء في ميزانياتها، عادت فكرة استخدام أفضل لأصول روسية مجمدة في أوروبا إلى الواجهة.
فهناك نحو 210 مليارات يورو من أصول البنك المركزي الروسي لدى يوروكلير، وهي مؤسسة مالية مقرها في بروكسل، مجمّدة منذ اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.
وخوفاً من حدوث اضطرابات في الأسواق، ترفض الكثير من الدول السماح بوضع اليد على هذه الأموال لكنها في الوقت نفسه لا تعارض استخدامها لتمويل قرض لأوكرانيا قدّرته المفوضية الأوروبية بـ140 مليار يورو.
لكن إذا حصل ذلك، سيصبح الاتحاد الأوروبي مديناً ليوروكلير. ولن تسدد كييف هذه الأموال إلا إذا وافقت روسيا على دفع تعويضات الحرب. وإذا رفضت موسكو، ستبقى العقوبات سارية عليها وبالتالي ستبقى هذه الأصول مجمدة.
وتسعى بروكسل أيضاً إلى تشجيع أوكرانيا في مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وهي خطوة تعرقلها المجر حالياً. وسيقترح رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا الالتفاف على الفيتو المجري بطرح فكرة التصويت بغالبية مؤهِلة لفتح كل مرحلة من مراحل مفاوضات العضوية. لكن الإجماع سيبقى لازماً لإنهاء كل من تلك المراحل، وبالتالي سيكون الأمر صعباً.
0 تعليق