31 عامًا على عودة ياسر عرفات إلى أرض الوطن

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
31 عامًا على عودة ياسر عرفات إلى أرض الوطن, اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025 04:07 مساءً

رام الله - دنيا الوطن
في مثل هذا اليوم من عام 1994، عاد الزعيم الفلسطيني ورئيس منظمة التحرير آنذاك، ياسر عرفات "أبو عمار"، إلى أرض الوطن، في لحظة تاريخية شكّلت تحولًا محوريًا في المسار الوطني الفلسطيني.

ففي تمام الساعة الثالثة من بعد ظهر الأول من تموز، وطأت قدماه أرض الوطن بعد غياب قسري دام 27 عامًا، حيث قبّل التراب الفلسطيني على الجانب الآخر من الحدود، وأدى الصلاة شكرًا لله، في مشهد بثّته الشاشات العالمية، معلنًا عودته العلنية لا كفدائي متخفٍ، بل كقائد يدخل وطنه في إطار اتفاق "أوسلو" الذي وقّعته منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

توجه عرفات فور وصوله إلى ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة، حيث احتشد عشرات الآلاف لاستقباله، قبل أن ينتقل إلى مخيم جباليا، مهد الانتفاضة الأولى. وقال في خطاب مؤثر هناك: "قد لا تكون هذه الاتفاقية ملبية لتطلعات الجميع، لكنها أفضل ما أمكن تحقيقه في ظل الظروف العربية والدولية الراهنة".

وفي اليوم التالي، جال عرفات بسيارته شوارع غزة، متوقفًا لتحية الجماهير التي علت هتافاتها "بالروح بالدم نفديك يا أبو عمار"، فما كان منه إلا أن ردّ: "اهتفوا فقط لفلسطين".

وفي الثالث من تموز، انتقل إلى مدينة أريحا على متن مروحية، حيث استُقبل بحفاوة مماثلة، وهناك ردد الهتاف ذاته، لكن لفلسطين: "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". وفي مقر السلطة الوطنية الجديد في المدينة، أدّت الحكومة الفلسطينية الأولى اليمين الدستورية، وردد عرفات القسم مع وزرائه الاثني عشر، متعهدًا بالإخلاص لفلسطين وشعبها.

ومن مقرّه في "المنتدى" غرب مدينة غزة، بدأ عرفات معركة بناء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، محافظًا على استقلالية القرار الوطني، ورافضًا التبعية لأي جهة. كان مكتبه في غزة مشابهاً لذلك الذي تركه في تونس، يعكس نفس الروح التي لم تتغيّر.

لقد اختار أبو عمار العودة إلى الوطن وهو مدرك لطبيعة المرحلة وتحدياتها، متمسكًا بثوابته، ومصرًا على تجسيد المشروع الوطني الفلسطيني. ظل على هذا النهج حتى لحظة استشهاده في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004، بعد حصار إسرائيلي خانق لمقر المقاطعة في رام الله، جاء نتيجة لمواقفه الصلبة وتمسكه بالثوابت.

ثلاثة عقود مرّت على تلك العودة، ولا يزال صداها حاضراً في وجدان الفلسطينيين، بوصفها لحظة أمل وتحدٍ، جسّدها رجل آمن بفلسطين حتى الرمق الأخير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق