نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تعزيز مفهوم المدن السعودية المستدامة, اليوم السبت 6 يوليو 2024 10:45 مساءً
يمكن وصف المدينة المستدامة باعتبارها المدينة التي تلبي احتياجات الإنسان وتقلل من الآثار الاجتماعية والبيئية والاقتصادية السلبية.
إن النمو الاقتصادي يؤدي إلى ازدهار المجتمعات وتطورها، إلا أنه يمكن أن يفضي إلى آثار سلبية على البيئة والمجتمع إذا كان خارج الإطار الأخلاقي.
يأتي مفهوم التنمية المستدامة كأحد المفاهيم الشائعة التي تسعى إلى تحقيق النمو الاقتصادي والازدهار بما يحافظ على البيئة، ويحقق العدالة الاجتماعية، ويحفظ حقوق الأجيال القادمة.
يؤكد هذا المفهوم على الحفاظ على البيئة الطبيعية في حالتها الأصلية قدر الإمكان، والاستخدام الفعال للموارد غير المتجددة من أجل الحفاظ عليها، واستهلاك الموارد بطريقة منظمة وبما يساعدها على أن تكون متجددة وإعطاء الحق للأجيال المقبلة في استخدام الموارد.
على مدى العقود الماضية، أصبح مفهوم المدن المستدامة مطلبا رئيسا لصانعي السياسات العمرانية في المدن، وخاصة في عصر العولمة والتحولات الاقتصادية.
تواجه التنمية العمرانية تحديات في التوفيق بين الاحتياجات السكانية والعبء الذي تفرضه تلك الاحتياجات على البيئة.
جاء مفهوم المدن المستدامة للحد من الصراع بين التنمية، والاستهلاك، والبيئة المحيطة. وفقا لهذا المنطق، يجب أن يتم الاستهلاك بشكل لا يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية أو تعطيلها، ولذلك، أصبح مفهوم استدامة المدينة عاملا حاسما في أجندة الأمم المتحدة لضمان استمرارية التنمية بكفاءة.
وتشكل المدن المستدامة هدفا استراتيجيا لأنها تحقق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة والعدالة الاجتماعية، كما تحقق المدن المستدامة الوصول العادل إلى الموارد وتكافؤ الفرص، لترتقي بجودة الحياة.
لقد انطلقت الفكرة البحثية للورقة التي قدمتها للمؤتمر في ضوء مشكلة عالمية تتمثل في سيادة فلسفة التخطيط العمراني التي يترجم الأفكار التقليدية في الاتجاه نحو الاستثمار الاقتصادي على حساب التنمية الاجتماعية والحفاظ على البيئة.
ركزت الورقة البحثية على مبادئ استراتيجية هامة لتفعيل مفهوم استدامة المدن السعودية، بناء على تحليل مؤشرات المدن المستدامة، ودراسة مدى توافقها مع الجهود المحلية للمدن السعودية.
ومع انطلاق الرؤية الوطنية 2030 بدأت الحاجة ماسة إلى تطوير نموذج لاتجاه تنموي يدمج جميع قطاعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بشكل متوازن ضمن سياق المدينة.
اقترحت الدراسة ستة مبادئ استراتيجية لتعزيز استدامة المدن السعودية وهي:
أولا: تطوير تشريعات عمرانية مستدامة تتوافق مع الخصائص البيئية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية لكل منطقة.
ثانيا: تطوير معايير الأحياء السكنية لزيادة نسبة المساحات الخضراء والمفتوحة وربطها في الخدمات.
ثالثا: تعزيز بدائل النقل الصديقة للبيئة في المدن الكبرى.
رابعا: تحسين أداء الأجهزة البلدية بما يتوافق مع مؤشرات الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية للمدن.
خامسا: أن يكون نمو المدينة وتوسعها مرهونا بالموارد الاقتصادية واحتياطيات المياه والطاقة.
سادسا: ترشيد استهلاك الموارد غير المتجددة والتشجيع على استخدام بدائل الطاقة في المدن.
ختاما، توصلت الدراسة إلى أهمية تطوير المنظور الاستراتيجي للمدن السعودية كعامل رئيس في التنمية البشرية والمكانية يمكن أن يسهم في تعزيز جوانب الاستدامة، بما في ذلك التفاعل الاجتماعي، والاقتصاد السكاني، وتحسين البيئة.
وتوصي الدراسة بوضع مؤشرات محلية للتحول نحو المدن المستدامة وقياس التقدم في المدن بما يتماشى وأهداف الرؤية الوطنية 2030.
waleed_zm@
0 تعليق