ذكرت مجلة فوربس الأمريكية أن الحرب الروسية واسعة النطاق لأوكرانيا دخلت عامها الثالث، وأدى ذلك إلى اعتماد روسيا على مخزونها من أسلحة الحرب الباردة لكن هذا المخزون سينفد فى غضون عام، مشيرة إلى أن الحرب حولت كل اهتمام روسيا إلى المجهود الحربي سواء كان دبلوماسيا أو صناعيا أو عسكريا.
وأفادت المجلة ، في تقرير لها اليوم ، بأن الصناعات العسكرية الروسية تنتج ما بين 500 و600 دبابة جديدة سنويا ، وبوجه عام تنتج المصانع الروسية ألف مركبة قتالية مدرعة جديدة سنويا، لكن هذا العدد لا يكفي لتعويض جبهات القتال عن آلاف الدبابات وما يقرب من 2000 مركبة قتالية دُمرت خلال عام، لاسيما وأن هذه الخسائر تنمو من شهر لآخر.
وقالت فوربس إن الحل الذي توصلت إليه موسكو لمواكبة وتيرة هذه الخسائر هو الاستفادة من مخزون المركبات المخُزنة منذ عام 1970 وحتى قبل ذلك لكن بقايا الاتحاد السوفييتي محدودة وستنفد قريبا حيث تشير أحدث التوقعات إلى أنه لن تكون هناك دبابات قديمة من الحقبة السوفييتية يمكن الاستعانة بها بحلول منتصف عام 2025.
ووفقا للمجلة فإن الدلالات الأولى على الخسائر والنقص الملموس في الدبابات والمركبات المدرعة ؛ اتضحت عندما رأى المراقبون مركبات روسية غير عسكرية مجهزة بقاذفات صواريخ، وهجمات نُفذت من على متن شاحنات نقل غير مدرعة أو مدرعة بشكل طفيف، وأيضا من عربات جولف مُعدلة جرى شراؤها من الصين ولم تكن مناسبة بالطبع.
وأشارت إلى أنه كما لهذه الحرب من تكلفة بشرية مذهلة على روسيا، حيث خسر الجيش الروسي ما يقرب من ألف رجل يوميا خلال الأسابيع الأخيرة، فإن التكلفة المادية لها ليست بالهينة أيضا.
ونقلت المجلة عن ديفيد آكس المراسل العسكري الأمريكي أن الجيش الروسي خلال 26 شهرا من القتال الضاري، فقد في روسيا 15 ألفا و300 دبابة ومركبة قتالية ومدافع هاوتزر وأسلحة أخرى إضافة إلى مئات الآلاف من الجنود، مؤكدا في الوقت نفسه أن الخسائر الأوكرانية ستكون أقل بحوالي الثلث من الخسائر الروسية.
لكن على الرغم من هذه الخسائر، صرح الجنرال كريستوفر كافولي قائد القوات الأمريكية في أوروبا، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، في العاشر من أبريل الجاري بأن "روسيا تمكنت من تجديد قدراتها العسكرية بشكل أسرع مما كان متوقعا ، متجاوزة قوتها قبل الحرب حيث زاد قوام الجيش الروسي بنسبة 15 % منذ غزو أوكرانيا ، وخلال العام الماضي، رفعت روسيا قوام قواتها على الخطوط الأمامية من 360 ألف جندي إلى 470 ألف جندي".
بيد أن مجلة فوربس نبهت إلى أن المجندين الروس الجدد الذين يصلون إلى الجبهة لم يتلقوا تدريبا كافيا وبالتالي لا يصمدون طويلا على خط المواجهة .. مشيرة إلى أن الكرملين لن يتمكن من الحفاظ على هذه الوتيرة المميتة زيادة عدد المجندين لفترة طويلة.
واختتمت المجلة الأمريكية تقريرها بالقول إن الجيش الأوكراني فيما يُحصى ذخيرته ويتحمل الضغوط انتظارا لوصول المساعدات الأوروبية والمساعدات الأمريكية المفترضة، فإن القوات الروسية ستواصل تحقيق مكاسب لكن بمجرد الحصول على هذه المساعدة العسكرية يمكن أن يتطور الوضع سريعا.
0 تعليق