نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أطفالنا وأهمية ساعات النوم, اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 11:31 مساءً
يحرص الأطباء دائما على توجيه الأطفال بساعات النوم الصحية للتمتع بجودته وحتى يكون نموهم كما ينبغي صحيا وبعيدا عن المشاكل السلبية المترتبة على اختلال ساعات نومهم، فللأسف معظم الأطفال وخصوصا اليافعين والمراهقين يعتقدون أن النوم مجرد عملية راحة للجسم ولا علاقة له بنمو أجسادهم وبلوغهم الطول المناسب وغير ذلك من العمليات الحيوية التي تتم خلال مراحل النوم.
في الواقع إن أكثر ما يتعرض له بعض جيل اليوم من الأطفال بسبب قلة ساعات النوم وجودته لا يمكن وصفه، وما ساعدهم على ذلك وجود أدوات ترفيهية عديدة منها الأجهزة الذكية والألعاب الالكترونية وغيرها، مما جعلهم يسهرون ويقضون جل أوقاتهم وراء التقنيات وعلى حساب صحتهم وساعات نومهم المطلوبة، عكس أولئك الأطفال الذين يجدون من أسرهم التوجيه الصحيح والسليم في النوم المبكر والتمتع بساعاته وجودته نجدهم أكثر نجاحا في حياتهم وتحصيلهم العلمي وفي إدارة أوقاتهم بعيدا عن هدره في غير المفيد.
وحديثا ربطت دراسات عالمية جديدة على أهمية ساعات النوم عند الأطفال لتعزيز مراحل نموهم، بعد أن رصدوا التأثيرات الناتجة في حياة الأطفال وصحتهم نتيجة عدم إعطائهم الساعات الكافية من النوم لأجسامهم، وانعكس أثر ذلك على شخصيتهم وسلوكياتهم وبنيتهم الجسدية وتحصيلهم العلمي، إذ وجدت دراسة أجريت في جامعة إيموري في أتلانتا على مجموعة من الأطفال أن مدة نوم الأطفال تؤثر على نموهم ومداركهم، فكلما ازداد عدد ساعات نومهم اليومية ازداد نموهم، ولا ينحصر هذا النمو على طول القامة فقط بل ويتوزع على أجزاء أخرى من الجسم أيضا.
لا شك أن التوازن مطلوب في حياة الأطفال بين الترفيه وحياتهم التعليمية والصحية، ومسؤولية غرس هذه التوجيهات في نفوسهم يجب أن تكون منذ الصغر وتقع على عاتق الوالدين، حتى تكون مراحل نموهم صحية ولا يشوبها أي اختلال في تكوينهم وشخصيتهم، فالأطفال الذين يفتقدون التوجيه الصحيح من أسرهم منذ الصغر نجدهم يكتسبون كل العادات والسلوكيات من البيئة الخارجية ويكونون أكثر عرضة للمشاكل الصحية.
ونأتي إلى الانعكاسات الإيجابية والنفسية التي تترتب على ساعات النوم الصحية للأطفال بمختلف شرائحهم العمرية والتي يمكن حصر بعضها في النقاط التالية:
يعزز النوم النمو والتطور لأنه أثناء النوم يُفرز هرمون النمو الذي يلعب دورا في نمو جسم الطفل وتطوره العقلي والجسدي، كما يسيطر على هرمونات الجوع والشبع، مما يساعد على تحقيق وزن صحي للطفل وتجنب مشاكل زيادة الوزن في المستقبل، ويساهم في تعزيز جهاز المناعة لدى الطفل، مما يجعله أقل عرضة للإصابة بالأمراض، كما يزيد من الانتباه والتركيز خلال النهار، مما يسهم في تحسين الأداء المدرسي والسلوك الإيجابي، وبجانب ذلك يساعد على تنظيم دورة اليقظة والنوم لدى الطفل، مما يسهم في تنظيم ساعات الاستيقاظ والنوم وفي ثبات نمط النوم، ويؤثر على صحة الدماغ، حيث يساعد في تقوية الاتصالات العصبية ومعالجة المعلومات بشكل أفضل، وأيضا يحسن الحالة المزاجية ويقلل مخاطر الاكتئاب والقلق لدى الطفل، ويزيد طاقة الطفل ونشاطه خلال النهار، مما يؤدي إلى أداء أفضل في الأنشطة البدنية والعقلية.
وبعد كل ما سبق يظل السؤال: كم عدد ساعات النوم التي يحتاجها الأطفال؟
الإجابة وبحسب الأكاديمية الأمريكية لطب النوم، تم تحديد عدد الساعات بالآتي: الأطفال من عمر 4 إلى 12 شهرا: 12 إلى 16 ساعة نوم، والأطفال من سنة إلى سنتين: 11 إلى 14 ساعة نوم، بينما الأطفال من 3 إلى 5 سنوات: من 10 إلى 13 ساعة نوم، والأطفال من 6 إلى 12 عاما: من 9 إلى 12 ساعة نوم، أما المراهقون من 13 إلى 18 عاما: 8 إلى 10 ساعات نوم، ولكن من المهم جدا أن يتبع الأطفال الكبار ومن هم في مراحل الدراسة وبمتابعة أسرهم بعض الاستراتيجيات التي تساعد في تحسين جودة نومهم، ومنها إنشاء روتين ثابت للنوم، بمعنى النوم والاستيقاظ المبكران، حتى لو كان الأطفال يتمتعون بالإجازة الأسبوعية أو السنوية أو الإجازات الأخرى، وأيضا تهيئة بيئة نوم مريحة والتي تتضمن برودة الغرفة والإضاءة الخافتة، عدم السماح للأطفال باستخدام الأجهزة في أوقات نومهم نهائيا، لأن ذلك يسبب الكثير من المشاكل الصحية ومنها الأرق واضطرابات النوم، الأفضل أن تكون غرف الأطفال بلا شاشات تلفزيونية أو أي وسائل ترفيهية.
الخلاصة: يجب أن يدرك أطفالنا أن النوم ليس مجرد وقت للراحة، بل مرحلة حيوية تشهد العديد من العمليات التي تدعم النمو والتطور العقلي والجسدي للطفل، إذ تشكل ساعات النوم وجودته وتحديدا النوم المبكر أهمية خاصة في تجنب العديد من المشاكل الصحية المترتبة، والتي يمكن تفاديها بالوقاية والنوم الصحي، وأهم نصيحة في هذا الجانب تتضمن توجيه الأبناء بالحد من استخدام الالكترونيات على مدار اليوم، وأن يمنعوا من استخدام الأجهزة الالكترونية نهائيا في غرفهم قبل النوم لتجنب اضطرابات النوم والأرق ونعاس النهار وغياب التركيز وتقلب المزاج، ومن المهم أيضا أن تكون غرف الأطفال خالية من الشاشات التلفزيونية.
0 تعليق